سورة الشورى هي السورة التاسعة والستّون من حيث ترتيب النزول؛ إذ إنّها نزلت بعد سورة الكهف، وقبل سورة إبراهيم، أمّا عدد آياتها؛ فقِيل إنّه خمسون كما رُوِي عن أهل المدينة، ومكّة، والشام، والبصرة، وثلاثة وخمسون عند أهل الكوفة، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الشورى.
أسباب نزول سورة الشورى
“حم * عسق”
جاء رجل إلى ابن عباس، فقال له -وعنده حذيفة بن اليمان-: أخبرني عن قول الله تعالى: “حم * عسق” قال: فأطرق، ثم أعرض عنه، ثم كرر الثالثة، فلم يجبه شيئًا، فقال له حذيفة: أنا أنبئك بها، قد عرفت لم كرهها.
وقال: نزلت في رجل من أهل بيته، يقال له: عبد الإله، أو عبد الله، ينزل على نهر من أنهار المشرق، تبنى عليه مدينتان، يشق النهر بينهما، فأصبحت سوداء مظلمة، قد احترقت كأنها لم تكن مكانها، وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت، فما هو إلا بياض يومها ذلك، حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم، ثم يخسف الله بها وبهم جميعًا، وذلك قول الله تعالى: حم * عسق، يعني عزيمة من الله، وفتنة، وقضاء، حم عين، يعني: عدلًا منه، سين يعني: سيكون، وقاف، يعني: واقع بهاتين المدينتين. (( الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 4/735 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح ولا يثبت وما أظنه إلا من الموضوعات المكذوبات ))
“قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى“
سألَ رجلٌ ابنَ عبَّاسٍ المعنى عن قولِ اللَّه عزَّ وجلَّ : قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى فقالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ : قُربى مُحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : عَجلتَ إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لم يَكُن بطنٌ من قُرَيْشٍ ، إلَّا لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آله وسلَّمَ فيهم قَرابةٌ ، فنزَلَت : قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى – إلا أن تَصِلوا قرابةَ ما بَيني وبينَكُم. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح أسباب النزول، الصفحة أو الرقم: 202 | خلاصة حكم المحدث : الحديث في البخاري من حديث شعبة به وليس عنده فنزلت ))
ورد عن ابن المنذر عن عكرمة أنّ هذه الآية نزلت بعد تحدُّث المشركين عن دخول الناس أفواجاً في دين الإسلام بعد نزول سورة النصر، وقِيل إنّ الآية السابقة نزلت في أهل الكتاب؛ بسبب قَوْلهم للمسلمين: “كتابنا قبل كتابكم، ونبيّنا قبل نبيّكم، ونحن خيرٌ منكم”، وقد أخرج ذلك عبدالرزاق عن قَتادة.
هل سورة الشورى مكية أم مدنية؟
سورة الشورى هي سورةٌ مكّيةٌ؛ أي أنّها نزلت في مكّة المُكرّمة، في السنة الثامنة للبعثة النبويّة، ورُوِي عن ابن عباس، وقَتادة أنّها مكّيةٌ باستثناء أربع آياتٍ منها، وهنّ الآيات: الثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة والعشرين، واستثنى مُقاتل الآيتَين: الثالثة، والرابعة والعشرين، ورُوِي عنه أنّه استثنى أيضاً الآية السابعة والعشرين، بالإضافة إلى الآيات: التاسعة والثلاثين، والأربعين، والحادية والأربعين.
يغلب على سورة الشوى الطابع الخاص بالسور المكيّة بشكلٍ عامّ، وهي أنها تدعو إلى توحيد الله تعالى، وتسرد بعض القصص، كما أنّ آياتها قصيرة نسبيًا وألفاظها قوية وعباراتها موجزة، وتُحذر من الشرك، كما تبدأ بحروف الهجاء، وهي من السور التي تُركّز بشكلٍ خاص على الرسالة وحقيقة الوحي، إذ إنّ المحور الرئيس لها يرتبط بالوحي والرسالة في جميع الآيات.
سبب تسمية سورة الشورى
سورة الشورى مثلها مثل معظم سور القرآن الكريم، لم ترد في تسميتها أيّ أحاديث نبوية شريفة، إذ إنّ سور القرآن الكريم سميت بحسب اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، الذين سموا سور القرآن الكريم للتمييز بينها عند وضعها في المصحف الشريف، وبهذا فإنّ كل سورة تُسمى بحسب كلمة مميزة فيها أو مناسبة تتحدّث عنها.
سميت سورة الشورى بهذا الاسم لأنّها ركّزت على مبدأ الشورى بين أفراد الأمّة، وعلى ضرورة توحيد الكلمة وإجماع الرأي، ولأنها بينت مكانة الشورى في الإسلام، وعلمت المؤمنين كيف تقوم حياتهم على منهج الشورى لما له من تأثير عظيم في حياة الأفراد والمجتمعات، إذ يقول الله تعالى: “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ”، وتسمى سورة الشورة بسورة حم، وسورة عسق لابتدائها بهذه الحروف.
فضل سورة الشورى
من فضل سورة الشورى أنها واحدةٌ من سبع سُورٍ التي تسمّى بحواميم القرآن الكريم أو آل “حم” أي السور المُفتتحة بالحروف الهجائية المقطعة “حم” وتبدأ بسورة غافر وتنتهي بسورة الأحقاف، وقد قال عبد الله بن مسعود في فضل سورة الشورى وأخواتها أنّها ديباج القرآن.
من فضل سورة الشورى أنها تُؤكد على أنّ الانفراد في الرأي يُسبب اتخاذ قرارات خاطئة، على عكس الشورى، وفي هذه السورة الكريمة العديد من العبر والمواعظ التي يُمكن استخلاصها بقراءة آياتها، كما تبين سورة الشورى صفات قائد الأمة التي يجب أن تتوافر فيه كي يكون قائدًا ناجحًا، وصفات الأمة القيادية، وفي السور مواعظ تبين ضرورة الحكم في كل خلاف يقع بين الناس، كما فيها إنذار للخلق جميعًا
اقرأ أيضًا:
المصادر: