أسباب نزول سورة الزمر

تعدُّ سورة الزمر من المثاني، ويتمركز المحور الأساسي للسورة حول عقيدة التوحيد إذ إنّه أصل الإيمان وأساس العمل الصالح، ويُقدم لكم موقع معلومات أسباب نزول سورة الزمر.

أسباب نزول سورة الزمر

“أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ”

قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت في أبي بكر الصديق – رضي الله عنه -، بينما قال ابن عمر نزلت في عثمان بن عفان، وقال مقاتل نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر.

“وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا

قال ابن زيد: نزلت في ثلاثة أنفار كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله، وهم: زيد بن عمرو، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي.

“فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ

عن ابن عباس: إن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – آمن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وصدقه ، فجاء عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وسعيد بن زيد ، وسعد بن أبي وقاص ، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا ، ونزلت فيهم : “فبشر عباد الذين يستمعون القول” قال : يريد من أبي بكر.

قال لما نزل ” فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ” أرسل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُناديًا فنادى من مات لا يشركُ بالله شيئًا دخل الجنةَ فاستقبل عمرُ الرَّسولَ فردَّهُ فقال يا رسولَ اللهِ خشيتُ أن يتَّكلَ النَّاسُ فلا يعملون فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو يعلمُ النَّاسُ قدرَ رحمةِ ربِّي لاتَّكلُوا ولو يعلمون قدرَ سخطِ ربي وعقابِه لاستصغَروا أعمالَهم. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 4/642 | خلاصة حكم المحدث : أصله في الصحيح ))

“أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ

نزلت في حمزة، وعلي، وأبي لهب وولده، فعلي، وحمزة ممن شرح الله صدره، وأبو لهب، وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله ، وهو قوله تعالى: “فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله”.

“اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا

عن سعدٍ في قولِ اللهِ – عزَّ وجلَّ – نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، قال : أنزلَ اللهُ – تعالى – على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فتَلاهُ عليهم زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنا ، فأنزلَ اللهُ – تعالى – الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِهِ : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ ، فَتَلاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زمانًا ، فَقَالوا : يا رسولَ اللهِ ، لَوْ حَدَّثْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كتابًا مُتَشَابِهًا الآيةُ ، كلُّ ذلكَ يُؤْمَرُونَ بِالقرآنِ . قال خَلادٌ : وزادَ فيهِ آخرُ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وْ ذَكَّرْتَنا ، فأنزلَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – أَلمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لذكرِ اللهِ. (( الراوي : مصعب بن سعد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية، الصفحة أو الرقم: 4/126 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

قل يعبادي

كتب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى وحشيِّ بنِ حربٍ قاتلِ حمزةَ يدعوه إلى الإسلامِ، فكتب إليه وحشيٌّ: كيف وأنت تزعمُ أنَّ من أشرك أو قتل أو زنى يلقى أثامًا، وأنا قد صنعتُ ذلك، فهل تجدُ لي رخصةً؟ فأنزلَ اللهُ {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًَا} فقال وحشيٌّ: يا محمدُ، هذا شرطٌ شديدٌ، فلعلي لا أقدرُ على ذلك، فأنزل اللهُ {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}. فقال وحشيٌّ: أرى المشيئةَ، فلا أدري أيغفرُ لي أم لا؟ فهل غيرُ هذا؟ فأنزل اللهَ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قال: فأسلم، فقال الناسُ: هذا له خاصَّةً. فقال: بل للمسلمين عامةً. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن، الصفحة أو الرقم: 8/233 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً ومنكر ))

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ”

جاء حبرٌ من اليهودِ إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقال : إنَّه إذا كان يومُ القيامةِ جعل اللهُ السَّماواتِ على أصبعٍ ، والأرْضين على أصبعٍ ، والجبالَ والشَّجرَ على أصبعٍ ، والماءَ والثَّرَى على أصبعٍ ، والخلائقَ كلَّها على أصبعٍ ، ثمَّ يهزُّهنَّ ثمَّ يقولُ : أنا الملكُ أنا الملكُ ، قال : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – ضحِك حتَّى بدت نواجذُه ، تعجُّبًا له ، وتصديقًا له ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – : “وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : التوحيد، الصفحة أو الرقم: 184/1 | خلاصة حكم المحدث : أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح ))

هل سورة الزمر مكية أم مدنية؟

سورة الزمر هي إحدى السور المكية باستثناء الآيات التي تقع بين 52-54، تقع في الجزء الثالث والعشرين، وهي السورة رقم تسعة وثلاثون في القرآن الكريم من حيث الترتيب، ويبلغ عدد آياتها خمسًا وسبعين آية، نزلت بعد سورة سبأ.

سبب تسمية سورة الزمر

سُمّيت سورة الزمر ‏بهذا ‏الاسم ‏وذلك لوقوع لفظ “الزمر” في هذه السورة، إذ قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” صدق الله العظيم، ‏لقد بيّن الله ‏-عز وجل- الفريقين يوم القيامة؛ ‏زمرة ‏السعداء ‏من ‏أهل ‏الجنة‏، وزمرة ‏الأشقياء ‏من أهل ‏النار، ومعرفة جزاء كل زمرة.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة سبأ

أسباب نزول سورة فاطر

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

Exit mobile version