يبلغ عدد آيات سورة فاطر خمسًا وثلاثين آية، وترتيبها في المصحف الشريف الخامسة والثلاثون، وقد نزلت بعد سورة الفرقان، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة فاطر.
أسباب نزول سورة فاطر
نزلت سورة فاطر قبل هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولهذا فإنّ سبب نزولها جاء تلبيةً لمقاصد الشريعة الإسلامية التي تتعلق بمسائل العقيدة الإسلامية الكبرى مثل: الدعوة إلى توحيد الله تعالى، وهدم قواعد الشرك بالله، وإقامة الأدلّة والبراهين على وجود الله، والحث على تطهير القلوب من الرذيلة والتحلّي بالأخلاق الجميلة، أما عن مناسبة نزول سورة فاطر، فهناك بعض الروايات الواردة في السنة النبوية مثل:
” وَما أنْتَ بمُسْمِعٍ مَن في القُبُورِ“
ذُكِرَ عِنْدَ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ ببُكاءِ أهْلِهِ فقالَتْ: وهَلَ؟ إنَّما قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه لَيُعَذَّبُ بخَطِيئَتِهِ وذَنْبِهِ، وإنَّ أهْلَهُ لَيَبْكُونَ عليه الآنَ، قالَتْ: وذاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قامَ علَى القَلِيبِ وفيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، فقالَ لهمْ ما قالَ: إنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ ما أقُولُ إنَّما قالَ: إنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أنَّ ما كُنْتُ أقُولُ لهمْ حَقٌّ، {وَما أنْتَ بمُسْمِعٍ مَن في القُبُورِ} [فاطر: 22] يقولُ حِينَ تَبَوَّؤُوا مَقاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3978 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
سَمِعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32]، فأمَّا الذين سَبَقوا بالخَيراتِ، فأولئك الذين يَدخُلونَ الجنَّةَ بغيرِ حِسابٍ، وأمَّا الذين اقتَصَدوا، فأولئك يُحاسَبونَ حِسابًا يَسيرًا، وأمَّا الذين ظَلَموا أنفُسَهم، فأولئك الذين يُحاسَبونَ في طُولِ المَحشَرِ، ثُمَّ هم الذين تَلافاهم اللهُ برَحمتِه. (( الراوي : أبو الدرداء | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 21727 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
“لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ”
سألَ رجلٌ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّومُ ممَّا يقرُّ اللَّهُ بهِ أعيُنَنا في الدُّنيا فَهَلْ يَنَامُ أهلُ الجنَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ الموتَ شريكُ النَّومِ وليسَ في الجنَّةِ موتٌ قالوا يا رسولَ اللَّهِ فما راحتُهُم قالَ إنَّهُ ليسَ فيها لُغوبٌ كلُّ أمرِهم راحةٌ فأنزلَ اللَّهُ { لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}. (( الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم: 2/296 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
هل سورة فاطر مكية أم مدنية؟
- سورة فاطر من سور القرآن الكريم المكيّة، وبدأت بالحمد لله بقوله تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”. وهذا أسلوب ثناء على الله تعالى، بوصفه فاطر السماوات والأرض.
- تدعو هذه السورة مثل باقي السور المكية إلى ضرورة التأمّل في خلق الله تعالى وعظمته، وتدعو إلى تذكّر آيات الله وتدبّرها، وتذكّر مصارع الأمم الغابرة وبعض مشاهد يوم القيامة.
سبب تسمية سورة فاطر
معظمُ أسماء سور القرآن الكريم جاءت بناءً على اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولم ترد تسميتها في الأحاديث النبوية الشريفة أو في الوحي، وقد حرص الصحابة على تسميتها بهدف التمييز بينها عند ترتيبها في المصحف الشريف.
سُميّت سورة فاطر بهذا الاسم لذكر اسم الله تعالى “فاطر” فيها في قوله تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”، وهو اسمٌ جليلٌ من أسماء الله الحسنى، ونعتٌ جميل ابتدأت به السورة، وفي هذا الوصف دلالة على الاختراع والإبداع الكامل، وفيه أيضاً من التصوير الدقيق المشير إلى عظمة الخالق وعجيب صنعه وباهر قدرته وعجائبه، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع خلقهم وأحسن تكوينهم، وقد سمتها بعض كتب التفسير بسورة الملائكة، لابتدائها بذكر الملائكة الكرام في أول السورة.
فضل سورة فاطر
- يظهر فضل سورة فاطر من كونها تُوجّه القلوب إلى الله تعالى، وفيها إيقاظٌ من الغفلة واستشعارٌ لفضل الله تعالى ورحمته، ومن فضلها أنّها تبين عظيم صنع الله تعالى، وتُببث تفرّده بالألوهية، واستحقاقه للحمد والثناء.
- من فضل سورة فاطر أنّها تُثبت صدق رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وتُثبت البعث واليوم الآخر، وتُذكر الناس بالنعم التي أنعمها الله عليهم، وفي آياتها تثبيت للنبي -عليه السلام- في وجه ما يُلاقيه من الكفار والمشركين، وكشف لنوايا قريش في إعراضهم عن دعوة الإسلام، كما أنّ آياتها تُحذر من الشيطان وكيف أنّه يُغرر بالإنسان، وتبين عدل الله المطلق.
اقرأ أيضًا:
المصادر: