سورة ص من السور متعددة المضامين؛ لذلك من المهم أن يتعرف المسلم على كل ما يخص هذه السورة المباركة، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة ص.
أسباب نزول سورة ص
“أجعَل الآلهةَ إلهًا واحدًا”
مرِض أبو طالبٍ فأتَتْه قُريشٌ وأتاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعُودُه وعندَ رأسِه مَقعَدُ رجُلٍ فقام أبو جهلٍ فقعَد فيه فشكَوْا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أبي طالبٍ فقالوا : إنَّ ابنَ أخيك يقَعُ في آلهتِنا قال : ما شأنُ قومِك يشكُونَك يا ابنَ أخي ؟ قال : ( يا عمِّ إنَّما أرَدْتُهم على كلمةٍ واحدةٍ تَدينُ لهم بها العربُ وتُؤدِّي إليهم بها العجَمُ الجِزيةَ ) فقال : وما هي ؟ قال : “لا إلهَ إلَّا اللهُ” فقاموا فقالوا : أجعَل الآلهةَ إلهًا واحدًا ؟ قال : ونزَلَتْ : {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] إلى قولِه : {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6686 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
أمّا المفسّرون فقد قالوا إنّ إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شقّ على قريش وادخل الفرح إلى قلوب المؤمنين، فقال الوليد بن المغيرة لقريش: “امشوا إلى أبي طالب. فأتوه”، فقالوا له: “أنت شيخنا وكبيرنا قد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك”، فأرسل أبو طالب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعاه، فقال له: يا ابن أخي، هؤلاء قومك يسألونك ذا السواء، فلا تمل كل الميل على قومك، فقال: “وماذا يسألوني؟ ” قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا، وندعك وإلهك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ؟” فقال أبو جهل: لله أبوك، لنعطينكها وعشر أمثالها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “قولوا لا إله إلا الله”. فنفروا من ذلك، وقاموا، فقالوا: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا كيف يسعُ الخلق كلهم إله واحد؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات إلى قوله: “كذبت قبلهم قوم نوح”.
هل سورة ص مكية أم مدنية؟
سورة ص من السور المكيّة، وترتيبُها الثامن والثلاثون في القرآنِ الكريم، وعدد آياتها ثماني وثمانون آية، وقد بدأت هذه السورة بأسلوب القسم، وتتحدّث عن عواقب الوقوع في الخطأ، كما ذكرت هذه السورة ثلاثة أنبياء وهم: داوود -عليه السلام- والذي ورد ذكره في الآية السابعة عشر، وسليمان -عليه السلام- والذي جاء ذكره في الآية الثلاثين، وأيوب -عليه السلام- والذي جاء ذكره في الآية الحادية والأربعين، وتتحدث السورة في الختام عن إبليس كنموذج عكسي رافض الاستسلام للحقّ، حيث ورد ذكره في الآيات “من 73 إلى 76”.
سبب تسمية سورة ص
سورة ص مثل الغالبيّة العظمى من سور القرآن الكريم، والتي لم يرد في تسميتها حديث شريف، إنّما سُمّيت بناءً على اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، الذين سمّوا السور لتمييزها عن بعضها البعض، وسُمّيت سورة ص بهذا الاسم لأنّها تبدأ بالحرف الهجائي ص، وذلك في قوله تعالى: “ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ”، وهذا أيضًا ينطبق على عدّة سور تبدأ بالحروف الهجائية مثل سورة ق وسورة ن، وهذه الحروف المتقطعة علمها عند الله تعالى، وربّما تدلّ على إعجاز القرآن الكريم الذي يتكون من هذه الحروف، ورغم هذا عجز الناس عن الإتيان بمثله.
فضل سورة ص
لقراءةِ سورة ص فضلٌ كبير على المسلم، حيث تُكتبُ لمن قرأها حسناتٌ بوزن الجبال، وفيها عصم للرقاب من النار، ومغفرة للذنوب والخطايا والمعاصي التي يقع بها الإنسان، كما جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قرأَ سورةَ ص كانَ له بوزن كلّ جبلٍ سخّره الله لداود عشرُ حسنات، وعُصِم أَن يُصرّ على ذنب صغير أَو كبير” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 242 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
رأَيْتُ فيما يرى النَّائمُ كأنِّي تحتَ شجَرةٍ وكأنَّ الشَّجرةَ تقرَأُ “ص” فلمَّا أتَتْ على السَّجدةِ سجَدَتْ فقالت في سُجودِها اللَّهمَّ اكتُبْ لي بها أجرًا وحُطَّ عنِّي بها وِزْرًا وأحدِثْ لي بها شُكرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلْتَ مِن عبدِكَ داودَ سَجْدَتَه فلمَّا أصبَحْتُ غدَوْتُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرْتُه بذلكَ فقال سجَدْتَ أنتَ يا أبا سعيدٍ فقُلْتُ لا قال أنتَ كُنْتَ أحَقَّ بالسُّجودِ مِن الشَّجرةِ فقرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ “ص” حتَّى أتى على السَّجدةِ فقال في سجودِه ما قالتِ الشَّجرةُ في سجودِها. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 5/93 | خلاصة حكم المحدث : لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به اليمان بن نصر ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: