سورة الصافات من السور التي أقسم الله تعالى في مطلعها بالصافات وهي الملائكة، وتتناول هذه السورة بعض المواضيع العقائديّة كالبعث والجزاء والوحي والتوحيد، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الصافات.
أسباب نزول سورة الصافات
لم يقفِ العلماء على ما يدلُّ على سبب نزول هذه السورة، فعِلمُ أسباب نزول السور القرآنية لم يُحِطْ بكلِّ السور القرآنية، فهناك بعض السور التي لم يردْ في حقِّها أي سبب نزول، وتعتبر هذه السورة من السور التي لم يردْ أيُّ سببٍ في نزولها، أو حادثة أدّتْ لنزول بعض آياتِها، ولكنَّ الناظرَ في تفسير هذه السورة سيقف على القيم التي حملتها وعلى المقاصد التي سعتْ إلى نشرها بين الناس وتوضيحها لهم، ويمكن اعتبار ما حملتْ هذه السورة من قيم هو أبرز أسباب نزولها، فقد تناولت هذه السورة المواضيع الآتية:
- إثبات وحدانيّة الله تعالى، وسوق دلائل كثيرة على ذلك، دلَّتْ على انفرادهِ سبحانه بصنعِ المخلوقات العظيمة، التي لا قِبَلَ لغيرِهِ بصنعها، وهي العوالم السماوية بأجزائها وسُكَّانها، ولا قبل لمن على الأرض أن يتطرّق إلى ذلك.
- تستهدف السورة -كسائر السور المكية- بناء العقيدة في النفوس، وتخليصها من شوائب الشرك في كل صوره وأشكاله، ولكنّها -بصفة خاصة- تعالجُ صورة معينة من صور الشرك، التي كانت سائدة في البيئة العربية الأولى، تلك الصورة التي تزعم أن ثمة قرابة بين الله سبحانه وبين الجن، وتزعم أنه من التزاوج بين الله تعالى والجِنة ولدت الملائكة، ثم تزعم أن الملائكة إناث، وأنهن بنات الله والعياذ بالله، وهذه الأسطورة تتعرض لحملة قوية في هذه السورة، تكشف عن تفاهتها وسُخفها.
- تتناول السورة جوانب العقيدة الأخرى التي تتناولها السور المكية، فتثبت فكرة التوحيد مستدلة بالكون المشهود، وتنصُّ على أنَّ الشّرك هو السبب في عذاب المعذبين يوم القيامة.
- تعرض السورة سلسلة من قصص الرسل -عليهم السَّلام- كقصّة نوح وإبراهيم وبَنيه وموسى وأخيه وإلياس ولوط ويونس، وهذا من باب ضرب الأمثال عبرةً للناس وموعظة،
وممّا تَقَدّم يمكن اعتبار هذه المقاصد سببًا في نزول هذه السورة خاصّة بعد عدم ورودِ أيّ سبب أو حادثة أدَّتْ لنزولِ آيات سورة الصافات.
هل سورة الصافات مكية أم مدنية؟
تعدُّ سورة الصافات من السور المكيّة التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلت بعد سورة الأنعام، ويبلغ عدد آياتها 182 آية، وترتيبها السابعة والثلاثون فهي في الجزء الثالث والعشرين والحزب الخامس والأربعين والسادس والأربعين من ترتيب المصحف الشريف.
سبب تسمية سورة الصافات
قد تأخذُ السورة القرآنية اسمها من مطلعها، وهذا سبب تسمية كثير من السور في كتاب الله تعالى، كسورة القارعة التي سُمّيت بمطلعها، الذي يقول فيه الله تعالى: “القارعة * ما القارعة * وما أدراكَ ما القارعة”، وهذا السبب هو سبب تسمية سورة الصافات أيضًا، فقد أقسم الله تعالى في مطلع هذه السورة بالصافات، والصافات هنّ الملائكة الكرام، الصافات قوائمها في الصلاة أو أجنحتها في انتظار أمر الله عزَّ وجلَّ، قال تعالى: “والصافَّاتِ صفًّا”.
فضل سورة الصافات
تحمل سورة الصافات دونَ شكٍّ ذات فضل القرآن الكريم، من حيث التعبُّدُ والتلاوة، وهذا الفضل واحد لكلِّ سور الكتاب التي لا تتجزأ أبدًا، وقد وردَ في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حَسَنةٌ والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها”. (( الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: السيوطي | المصدر: مطلع البدرين، الصفحة أو الرقم: 54 | خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
وردت بعض الأحاديث التي تدل على فضل آيات سورة الصافات مثل حديث:
عن أبي بن كعب قال: إنِّي كنتُ عند النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فجاء أعرابيٌّ فقال: “يا نبيَّ الله، إنَّ لي أخًا وبه وجعٌ، قال: ما وجعُهُ؟، قال: لممٌ، قال: فأتِنِي به”، فوضعَهُ بين يديهِ فعوَّذهُ بالفاتحة وأوَّل البقرةِ وآيةِ الكرسيِّ و “إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ” وثلاثة من آخر البقرة و “شهِدَ الله” وآية في الأعْراف “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ” وآخرِ سورةِ المؤمنينَ “فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ” و “وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا”، وعشرٍ منْ أوَّلِ الصافاتِ وثلاثةٍ من آخرِ الحشرِ و “قُلْ هُوَ” والمعوذتينِ فقامَ الرجلُ كأنهُ لم يَشْكُ شيئًا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/118 | خلاصة حكم المحدث : فيه أبو جناب وهو ضعيف لكثرة تدليسه وقد وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: