سورة يس واحدة من أشهر سور القرآن الكريم، حيث أنها تتناول عددًا من القضايا مثل: البعث والنشور والأدلة على وحدانية الله تعالى، كما تعرض آياتٍ من قدرة الله تعالى، وتُخبر بقصة أصحاب القرية، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة يس.
أسباب نزول سورة يس
“وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”
سبب نزول هذه الآيات كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “كان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقرأ في المسجد، فيجهر بالقراءة، حتى تأذى به ناس من قريش؛ حتّى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ، فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد! ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبيّ عليه الصّلاة والسّلام فيهم قرابة، فدعا النبي عليه الصّلاة والسّلام حتى ذهب ذلك عنهم”. (( الراوي : عبد الله بن عباس| المحدث :الشوكاني| المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 4/509| خلاصة حكم المحدث : أقرب الروايات إلى الصحة ))
“إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ”
سبب نزول هذه الأية كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إن آثاركم تكتب) فلم ينتقلوا. يُبيّن الحديث النبويّ الشّريف الوارد في سبب نزول هذه الآية أنّ كل ما يعمله الإنسان من خير يُكتَب له أجره، والعكس كذلك، فعندما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى جوار المسجد النبويّ الشّريف ليكونوا قريبين من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من جهة، ويتعبّدوا في مسجده من جهة أخرى، جاءهم جواب من عند الله عزَّ وجلّ أنَّ آثارهم تُكتب فلم ينتقلوا من مكانهم. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3226 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب ))
“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ“
بينما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مجلسِه يُحدِّثُ النَّاسَ بالثَّوابِ والعقابِ والجنَّةِ والنَّارِ والبعثِ والنُّشورِ إذ أقبل أعرابيٌّ من بني سُلَيمٍ بيدِه اليُمنَى عِظامٌ نَخِرةٌ وفي يدِه اليُسرَى ضبٌّ فأقبل بالعِظامِ يضعُها بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ عركَها برجلِه ثمَّ قال يا محمَّدُ ترَى ربَّك يُعيدُها خلقًا جديدًا فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جوابَه ثمَّ انتظر الإجابةَ من السَّماءِ فنزل جبريلُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ فقرأها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الأعرابيِّ. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق، الصفحة أو الرقم: 4/381 | خلاصة حكم المحدث : غريب وفيه من يجهل حاله وإسناده غير متصل ))
هل سورة يس مكية أم مدنية؟
نزول سورة يس كان قبل الهجرة النبوية، أي أنها من السور المكية التي نزلت على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام – عندما كان مستقرًا في مكة، وعدد آياتها ثلاثٌ وثمانون آية، وهي السورة السادسة والثلاثون في المصحف الشريف، وكان نزول سورة يس بعد نزول سورة الجن.
سبب تسمية سورة يس
لم يرد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة تسميات للسور كما هي عليه الآن، وقد سميت كل سورة باسمٍ معين للتمييز بينها بعدما تم جمعها في المصحف الشريف، وجاءت تسميتها بناءً على اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولهذا سُميت كل سورة من سور القرآن الكريم بحسب ما جاء فيها من قصص أو مناسة ما، أو بحسب ما ابتدأت به أوّل آياتها، مثل سورة ص وسورة المائدة وسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الحشر وسورة الزمر، وغيرها من باقي السور، وسورة يس سميت بهذا الاسم لابتدائها باللفظ “يس” بقوله تعالى: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}، وهي السورة الوحيدة التي ورد فيها هذا اللفظ فسميت به، وبما أنها تقع في الربع الأخير من القرآن الكريم، فقد سميّ بربع يس نسبة لسورة يس.
فضل سورة يس
سورة يس مثلها مثل جميع سور القرآن الكريم التي ينال من يقرأها الأجر والثواب الكبير، ولها فضلٌ عام ينطبق على جميع السور، أما بالنسبة للأحاديث المتداولة بشأن فضل سورة يس فهي أحاديث كثيرة، ومعظمها أحاديث موضوعة مثل:
“إنَّ لكلِّ شيءٍ قلبًا، وإنَّ قلبَ القرآنِ يس ، ومَن قرَأ يس وهو يريدُ بها اللَّه عزَّ وجلَّ ؛ غفر اللَّهُ لهُ ، وأُعطِيَ من الأجرِ كأنَّما قرأ القرآن اثنتَي عشرةَ مرَّةً ، وأيُّما مسلِمٍ قُرِئَ عندَهُ إذا نزل به مَلكُ الموتِ سورةُ يس ؛ نزلَ بكلِّ حرفٍ من سورةِ يس عَشرةُ أملاكٍ يقومونَ بين يدَيهِ صفوفًا ويستَغفرونَ له ، ويشهَدون غَسلَهُ ، ويُشيِّعونَ جنازَتَهُ ، ويُصلُّونَ عليهِ ، ويشهَدونَ دفنَهُ.
وأيُّما مسلِمٍ قرأ يس وهو في سكَراتِ الموتِ ؛ لم يقبِضْ ملَكُ الموتِ روحَهُ حتَّى يجيئَهُ رضوانُ خازِنُ الجنَّةِ بشربَةٍ من شرابِ الجنَّةِ فيشرَبَها وهو على فراشِهِ ، يقبِضُ ملكُ الموتِ روحَهُ وهو ريا ، ويمكثُ في قبرِهِ وهو ريَّانُ ، ويُبعَثُ يومَ القيامةِ وهو ريَّانُ ، ويُحاسَبُ وهو ريَّانُ ، ولا يحتاجُ إلى حوضٍ من حياضِ الأنبياءِ حتَّى يدخلَ الجنَّةَ وهو ريَّانُ”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة، الصفحة أو الرقم: 5870 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: