أسباب نزول سورة الروم
سورة الروم من السور التي تتحدث عن العقيدة الإسلامية، وتُعالج قضايا البعث والحساب والجزاء، ويبلغ عدد آياتها 60 آية، ومن الجدير بالذكر أنّها نزلتْ بعد سورة الانشقاق، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الروم.
أسباب نزول سورة الروم
إنّ سورة الروم ليستْ من السور القصيرة في القرآن الكريم، لذلك يصعب حصر أسباب نزول آياتِها كلُّ آية على حدة، ولكن قد وردت قصص وروايات عديدة في سبب نزول آيات سورة الروم، ومن هذه الروايات:
“الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ”
كانت فارسُ يومَ نزَلت هذِهِ الآيةُ قاهرينَ للرُّومِ وَكانَ المسلِمونَ يحبُّونَ ظُهورَ الرُّومِ عليهم لأنَّهم وإيَّاهم أَهْلُ كتابٍ وفي ذلِكَ قولُ اللَّهِ تعالى وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ وكانت قُرَيْشٌ تُحِبُّ ظُهورَ فارسَ لأنَّهم وإيَّاهم لَيسوا بأَهْلِ كتابٍ ولا إيمانٍ ببَعثٍ.
فلمَّا أنزلَ اللَّهُ هذِهِ الآيةَ خرجَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ يصيحُ في نواحي مَكَّةَ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ قالَ ناسٌ مِن قُرَيْشٍ لأبي بكرٍ فذلِكَ بينَنا وبينَكُم زَعمَ صاحبُكَ أنَّ الرُّومَ ستَغلِبُ فارسَ في بِضعِ سنينَ أفلا نراهنُكَ علَى ذلِكَ قالَ بلى وذلِكَ قبلَ تحريمِ الرِّهانِ فارتَهَنَ أبو بكرٍ والمشرِكونَ وتواضَعوا الرِّهانَ وقالوا لأبي بكرٍ كم تجعلُ البِضعُ ثلاثُ سنينَ إلى تِسعِ سنينَ فسَمِّ بينَنا وبينَكَ وسطًا تنتَهي إليهِ قالَ فسمَّوا بينَهُم ستَّ سنينَ قالَ فمَضتِ السِّتُّ سنينَ قبلَ أن يَظهروا فأخذَ المشرِكونَ رَهْنَ أبي بكرٍ فلمَّا دخلتِ السَّنةُ السَّابعةُ ظَهَرتِ الرُّومُ علَى فارسَ فعابَ المسلِمونَ علَى أبي بكرٍ تَسميةَ ستِّ سنينَ قال : لأنَّ اللَّهَ تعالى قالَ في بضعِ سنينَ قالَ وأسلمَ عندَ ذلِكَ ناسٌ كثيرٌ. (( الراوي : نيار بن مكرم الأسلمي | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3194 | خلاصة حكم المحدث : صحيح حسن غريب ))
“وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ”
كان عبدُ الرحمنِ بنُ غَنَمٍ في مسجدِ دمشقٍ في نفرٍ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيهم معاذُ بنُ جبلٍ فقال عبدُ الرحمنِ بنُ غنمٍ يا أيُّها الناسُ إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الخفِيُّ فقال معاذٌ اللهم غَفْرًا فقال يا معاذُ أمَا سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ من صام رياءً فقدْ أشركَ ومن تصدَّقَ رياءً فقدْ أشركَ ومن صلَّى رياءً فقدْ أشركَ، فذلك مثلُ الآيةِ التي في الرومِ وَمَا آتَيْتُمْ مِن رِّبَا لِيَرْبُوا فِي أَمْوالِ الناسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللهِ الآيةَ من عمِلَ عملًا رياءً لم يُكْتَبْ لَا لَهُ ولَا عَليه. (( الراوي : عبدالرحمن بن غنم ومعاذ بن جبل | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/57 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب ))
هل سورة الروم مكية أم مدنية؟
تعدُّ سورة الروم من السور المكية لأنها نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وتُستثنى منها الآية 17 فهي مدنية، نزلت في المدينة المنورة.
سبب تسمية سورة الروم
إنّ كلمةَ الرومِ في لغة العرب مِن: رامَ الشَّيءَ، يرومُهُ إذا طلبه وقصده، وكلمة الروم هي اسمٌ لقومٍ من الأقوام وأمة من الأمم، يقال لهم الرُّوم والرومان وبنو الأصفر؛ لأنهم فعلًا من أولاد الأصفر بن روم بن عيصون بن إسحاق، وهم نسل سيّدنا إسحاق عليه السَّلام.
سُمّيتْ سورة الروم باسمهم لأنّها اشتملت -دون غيرها- على خبرٍ سياسيٍّ؛ وهو اقتتال الروم مع الفرس، وهما القوتان الأكبر في العالم في ذلك الوقت، وكانتا -كما هي عادة البشر في الدنيا- متقاتلتيْن، بينهما حروبٌ وسجال دائم، وكانَتْ الغلبةُ في تلك المرّة للفرس والفرس هم أهل فارس الذين يعبدون النار ويعتقدون أنّ النار آلهتهم، وخسرَ الرُّوم في تلك المعركة، والروم هم من أهل الكتاب، فهم نصارى على ملّة سيدنا المسيح -عليه السّلام- فذكر الله تعالى هذا الخبر المأساوي، وقدم للروم بشرى أنهم سيغلبون ولكن في مدّة لا تزيد عن تسع سنوات.
بعد سبع سنين من صدور هذه البشرى تحققت البشرى القرآنية والخبر القرآني بنصرة الروم، وانتصر الروم على الفرس، وسُمِّبت السورة تيمّنًا بهذه القصة التي رواها الله تعالى في حين قال: “الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ”
اقرأ أيضًا:
المصادر: