سورة مريم هي السّورة التاسعة عشر في ترتيب سور القرآنِ الكريم، وقد نزلت بعد سورة فاطر، وتقع في الجزء السادس عشر، ويبلغ عدد آيات سورة مريم ثمانٍ وتسعين آية، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة مريم.
سبب نزول سورة مريم
“وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا”
أبطأَ جبريلُ على النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أربعينَ يومًا ثمَّ أنزلَ، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ما نَزلتَ حتَّى اشتقتُ إليكَ، فقالَ لَهُ جبريلُ: أَنا كنتُ إليكَ أشوَقَ ولَكِنِّي مَأمورٌ، فأوحى اللَّهُ إلى جبريلَ: أن قُلْ لَهُ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ”. (( الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير الصفحة أو الرقم: 3/488 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
“وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا”
جاء عن الكلبيّ أن أبيّ بن خلف مسك بيده عظامًا، وبدأ يفتها بيده قائلًا: “زعم لكم محمد أنّا نبعث بعدما نموت”، فنزلت هذه الآية. (( الراوي : قتادة بن دعامة | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 3/167 | خلاصة حكم المحدث : غريب بهذا اللفظ ))
“أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا”
قال خباب بن الأرت كنتُ قَيْنًا بمكَّةَ، فعمِلتُ للعاصِ بنِ وائلٍ سَيفًا، فجِئتُ أتقاضاه، فقال: لا أُعطيكَ حتى تَكفُرَ بمحمَّدٍ. فقُلتُ: لا أكفُرُ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى تَموتَ، ثُمَّ تُبعَثَ! فقال: إذا بُعِثتُ كان لي مالٌ؛ فسَوف أقضيكَ. فقُلتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فأُنزِلَتْ: “أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا” (( الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4735 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”
– عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ قال: لما هاجرتُ إلى المدينةِ وجدتُ في نفسي على إخواني بمكَّةَ شيبةَ بنِ ربيعةَ وعتبةَ بنِ ربيعةَ وأميةَ بنِ خلفٍ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: هذه الآية. (( الراوي : والد أم إبراهيم | المحدث : العقيلي | المصدر : الضعفاء الكبير، الصفحة أو الرقم: 4/445 | خلاصة حكم المحدث : فيه يعقوب بن محمد به عيسى في حديثه وهم كثير ولا يتابعه عليه إلا من هو نحوه ))
هل سورة مريم مكية أم مدنية؟
سورة مريم من السُّور المكيَّة، أيّ أنًّ جلَّ آياتها نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المُكرّمة، ما عدا الآيات 58 و71 فهذه الآيات مدنيَّة.
سبب تسمية سورة مريم
- هي السورة الوحيدة من سور القرآن الكريم التي حملت اسم امرأة، وهي مريم بنت عمران، والدة السيّد المسيح -عليه السَّلام-، فجعل الله تعالى هذه السّورة تخليدًا لذكرى هذه المرأة العظيمة، التي ولدت ابنها المسيح بمعجزة إلهيّة غير مسبوقة، فكانت عذراء وليس لها زوج، وجاء المسيح -عليه السَّلام- من غير أبّ، وهذا بحسب المعتقدات المسيحيّة والإسلاميّة.
- ويعدّ اسم السيّدة مريم هو الاسم الوحيد الذي ذكر في القرآن صراحةً من بين كل أسماء النساء، مما يدلُّ على عظيم شأنّها في الإسلام، وقد جاء ذكرها أيضًا في سورة آل عمران، في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}، أيّ أنّ مريم العذراء هي أفضل نساء العالمين.
- ورد ذكرها أيضًا في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ، وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ” (( الراوي: أبو موسى الأشعري| المحدث: البخاري| المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3411| خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
فضل سورة مريم
تختص سورة مريم عن غيرها من سور القرآن الكريم ببعض الفضل، وقد جاء في فضلها فيما رواه الإمام أحمد من حديث أم سلمة -رضي الله عنها- في قصة هجرتهم إلى الحبشة، وفيه: أن النجاشي دعا أساقفته، فنشروا مصاحفهم حوله، وقالوا لجعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-: هل معك مما جاء به -يعني النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلم- منْ شيء؟، قال جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقْرَأْهُ عليَّ، فقرأ عليه صدرًا من كهيعص، قالت: فبكى -والله- النجاشي، حتى أخضلَّتْ لحيتُهُ، وبكتْ أساقِفَتُهُ، حتَّى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: والله إن هذا والذي جاء به موسى -عليه السَّلام- ليخرج من مشكاة واحدة” (( الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 6/27 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: