من هو نابليون؟
نابليون بونابرت قائد عسكريّ، وإمبراطور فرنسا، وقد غزا معظم أوروبا في أوائل القرن التّاسع عشر. ولِدَ نابليون في جزيرة كورسيكا، وسُرعان ما تقدَّم في صفوف الجيش خلال الثّورة الفرنسيّة (1789-1799)، ولكنّه استولى على السّلطة السّياسيّة في انقلاب عام 1799، وتوَّج نفسه امبراطورًا في عام 1804.
لقد كان نابيلون بونابارت خبير استراتيجيًّا عسكريًّا ماهرًا، وبرغم أنَّ دولته توسّعت كثيرًا في أوروبا، إلّا أنَّ الغزو الفرنسيّ الكارثيّ لروسيا في عام 1812، تسبّب في تنازله عن العرش، وبنفيه إلى جزيرة إلبا.
حياة نابليون المبكّرة
وُلِدَ نابليون بونابرت في أجاكسيو، في جزيرة كورسيكا الفرنسيّة، في 15 أغسطس 1769، وهو الابن الرّابع (والثاني على قيد الحياة)، لوالديه كارلو بونابرت، وهو محامٍ، ووالدته ليتيزيا رامولينو، وفي وقت مولِد نابليون تقريبًا، كان احتلال الفرنسيين لكورسيكا يثير مقاومة محلّيّة كبيرة، وكان والده في البداية يدعم القوميين، وزعيمهم باسكوالي باولي.
بعد أن أُجبِرَ باسكوالي على الفرار من الجزيرة، حوّل كارلو ولاءه للفرنسيين، وعُيِّنَ مقيِّمًا للمقاطعة القضائيّة في أجاكسيو في عام 1771، وهي وظيفة فخمة، مَكَّنتهُ في نهاية المطاف من تسجيل ولديه، جوزيف ونابليون، في كلّيّة داوتون الفرنسيّة.
تعليم نابليون العسكريّ
درسَ نابليون في الكلّيّة العسكريّة في برين خمس سنوات، قبل الانتقال إلى الأكاديميّة العسكريّة في باريس، وفي عام 1785، توفّي والده بسرطان المعدة، ممّا دفعه إلى تولّي مقاليد الأسرة، وقد تخرّج من الأكاديميّة العسكريّة مبكّرًا، وعاد إلى كورسيكا في عام 1786، برتبة ملازم ثان للمدفعيّة.
عندما عاد نابليون إلى وطنه، وقف بجانب حليف والده السّابق، باسكوالي باولي، ضدَّ الفرنسيين، ولكن سُرعان ما سقط الاثنان، وعندما اندلعت الحرب الأهليّة في كورسيكا في أبريل 1793، انتقل نابليون، وعائلته إلى فرنسا، وهو الآن عدوٌّ لباولي، وتولّوا النّسخة الفرنسيّة من اسمهم (بونابرت)، وبدأ الخدمة العسكريّة في فرنسا عندما انضمَّ إلى فوجه في نيس في يونيو 1793.
طول نابليون
لقد حيكت الكثير من الأساطير حول طول نابليون، فمنها من جعله أطول من الفرنسيين بقليل، ومنها من جعلته قزمًا، ممّا أدّى إلى ظهور مصطلح (مجمع نابليون)، وهو مجمَّع مرتبط أحيانًا بأشخاص ذوي القامة القصيرة، ويعزو بعض المؤرخين الأساطير حول طول نابليون المبالغ به إلى الدّعاية البريطانيّة، ومن المرجّح أنّ طول نابليون كان 1.93 مترًا، ممّا يجعله أطول قليلًا من الفرنسيّ العاديّ في وقته.
صعود نابليون إلى السّلطة
منذ عام 1792، انخرطت حكومة فرنسا الثّوريّة في صراعات عسكريّة مع مختلف الدّول الأوروبيّة، وفي عام 1796، قاد نابليون جيشًا فرنسيًّا هزم الجيوش الكبرى للنّمسا وإيطاليا، وفي عام 1798 اختيرَ نابليون لقيادة جيش لغزو إنجلترا، ولكنّه قرّر أنّ القوّات البحريّة الفرنسيّة ليست مستعدّة للتّصدّي للقوّات البحريّة البريطانيّة، واقترح غزو مصر؛ في محاولة للقضاء على طُرُقِ التّجارة البريطانيّة مع الهند.
حقّقت قوّات نابليون انتصارًا على حكّام مصر المماليك، في معركة الأهرامات في يوليو 1798، ولكنّ السُّبُل تقطّعت بقوّاته، بعد أن كاد البريطانيون يهلكون أسطوله البحريّ تقريبًا في معركة النّيل في أغسطس عام 1798، وفي أوائل عام 1799، شنَّ جيش نابليون غزوًا للإمبراطوريّة العثمانيّة التي حكمت سوريا، ولكنّه انتهى بحصار فاشل على مدينة عكا، وفي ذلك الصّيف، كان الوضع السّياسيّ في فرنسا متزعزعًا، وقد اختار نابليون الذي كان طموحًا وماكرًا، التّخلّي عن جيشه في مصر، والعودة إلى فرنسا.
سقوط نابليون
في عام 1810، قاد نابليون جيشًا ضخمًا إلى روسيا في صيف عام 1812، وبدلًا من محاربة الفرنسيين في معركة واسعة النّطاق، تبنّى الرّوس استراتيجيّة للتّراجع كلّما حاولت قوّات نابليون الهجوم، ونتيجة لذلك، تحرّكت قوّات نابليون في عمق روسيا على الرّغم من عدم استعدادها لحملة طويلة، وفي سبتمبر، عانى كلا الجانبين من خسائر فادحة في معركة بورودينو غير الحاسمة، وسارت قوّات نابليون إلى موسكو؛ لاكتشاف المدينة التي أُفرِغت من سكّانها.
أشعل الرّوس النّيران في جميع أنحاء المدينة؛ في محاولة لحرمان قوّات العدو من الإمدادات، وبعد شهر استسلم نابليون بسبب برودة الطّقس الشّديدة في موسكو، وجوع جيشه وأنهاكه الشّديد، وخلال التّراجع، عانى جيش نابليون من مضايقات مستمرّة من الجيش الرّوسيّ بلا رحمة، ومن بين 600 ألف جنديّ بدأوا الحملة مع نابليون، لم يخرج منهم سوى 100.000 من روسيا.
في نفس الوقت انخرطت القوّات الفرنسيّة في حرب شبه الجزيرة الأيبيريّة، مع إسبانيا والبرتغال بمساعدة بريطانيا، وقد خسرت القوّات الفرنسيّة في هذه الحرب التي سُمّيت معركة الأمم، على يد تحالف ضمَّ القوّات النّمساويّة والبروسيّة والرّوسيّة والسّويديّة، ثمَّ انسحب نابليون إلى فرنسا، وفي مارس 1814 استولت قوّات التّحالف على باريس.
في 6 أبريل 1814، أجبِرَ نابليون على التّنازل عن العرش، في معاهدة فونتينبلو، ونُفيَ إلى جزيرة إلبا، في البحر الأبيض المتوسّط، قبالة ساحل إيطاليا، ومُنِح السّيادة عليها، بينما ذهبت زوجته وابنه إلى النّمسا.
المراجع