أخطر مرض قد يصاب به الإنسان هو مرض النفاق الذي يصيب القلب بالسواد المظلم فيجعله لا يُحِلُّ حلالاً، ولا يحرِّم حرامًا، ويجعل الدنيا كل همُّه.. للمزيد تعرف على ما هو النفاق
ما هو النفاق
-
النفاق لغة
- مادة نفق في الصحاح في اللغة هي: نفقت الدابَّة أي: ماتت، أما نفق البيعُ فيعني راج، ونفق الزادُ أي نَفِد، وأَنْفَق القومُ يعني نفقتْ سوقُهُم، أما أَنفَق الرجل فتعني افتقر الرجل وذهَب ماله، قال تعالى: ﴿ إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ﴾
- النَفَق هو عبارة عن سرْبٌ في الأرض
-
النفاق اصطلاحًا
- إظهارُ المرء للخير، وإبطانه للشرّ
- قسَّمه جمهور العلماء لقِسمين هما النفاق الأكبر، والنفاق الأصغر
– النفاق الأكبر
- نوع النفاق الذي يخرج صاحبه من المِلَّة وذلك باتِّفاق أهل العلم، هذا ويُوجِب لصاحبه الخلودَ في الدرك الأسفل من النار
- يعرف بأنه النفاق الذي يظهر فيه صاحبه للمسلمين الإيمان بالله عز وجل، وملائكته، ورسله، وكتبه، واليوم الآخر، لكنه في الباطن مُنسلخٌ تماما عن ذلك كلِّه، لا يؤمن بأي منه
– النفاق الأصغر
- يتصف أهله بالكذب، والخيانة، والغدر، والفجور عند المخاصمة، أخرج البخاري ومسلم، من حديث عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما -: أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: (أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خَصْلةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلة مِن النفاق حتى يدعَها: إذا اؤتُمِن خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهَد غَدَر، وإذا خاصَم فَجَر)
خطورة النفاق
- لا يكون هناك شيءٌ أضر على الأمَّة الإسلامية مِن أمْر المنافقين الذين يَهدِمون الدِّين تحت مسمى الدِّين، فهم يقومون بتلوين الباطل بلَوْن الحق، كما يقومون بإلباس الحقَّ كساء الباطل، ويعملون على دس السُّمَّ في العسل لجذب صاحب القلب الضعيف فيخسر الدنيا والأخرة
- حذَّرَنا الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم من النفاق قائلاً: (أخوف ما أخاف على أمَّتي كلّ منافِق عليم اللِّسان) رواه أحمد
- رُوي عن عمر رضي الله عنه: أنَّه قال على المِنبر: “إنَّ أخوفَ ما أخاف عليكم المنافِق العليم”، قالوا: كيف يكون المنافِق عليمًا؟ قال: يتكلَّم بالحِكمة، ويعمل بالجَوْر، أو قال: المنكَر”
- أخرج البخاري مِن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: “إنَّ المنافقين اليوم شرٌّ منهم على عهْد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كانوا يومئذٍ يسرون، واليوم يجهرون”.
صفات أهل النفاق
- يقولون بألسنتهم دائما ما هو غير موجود في قلوبهم؛ قال عز وجل ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾
- يفسدون في الأرْض
- يستهزئون بالمؤمنين، قال تعالى ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾
- يحلفون كذبا حتى يتستروا على جرائمهم
- يوالون الكفار وينصرونهم على المؤمنين
- يعملون على شقّ صفوف المؤمنين
- يفرحون بالمصائب التي تصيب المؤمنين، قال تعالى﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾
- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، قال تعالى﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
جزاء المنافقين
- جعَل الله عز وجل عقابَهم مِن جنس عملهم، قال تعالى ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾
- أخْرج مسلمٌ من حديث قيْس بن عباد رضي الله عنه قال: “قلت لعمار: أرأيتم صنيعَكم هذا الذي صنعتُم في أمْر عليّ؟ أرَأيًا رأيتموه، أم شيئًا عهِده إليكم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقال: ما عهِد إلينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم شيئًا لم يعهدْه إلى الناس كافَّة، ولكن أخبَرني حذيفة أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أعْلَمه اثني عشر منافقًا، منهم ثمانية لا يَدخُلون الجنة حتى يلجَ الجمل في سمِّ الخِياط، وأربعة لم أحفظْ ما قال شعبةُ فيهم”، وفي رواية: “ثمانية منهم تَكفيهم الدُّبَيلة – سِراج من النار يظهر في أكتافهم – حتى ينجمَ في صدورهم”
المراجع
