ماهو التهاب السحايا
التهاب السحايا يعتبر من الأمراض التي تصيب الأطفال بنسبة أعلى من الكبار، وتتمثل خطورته في المضاعفات التي يمكن أن يسببها والتي تصل إلى الوفاة، للمزيد تعرف على ماهو التهاب السحايا، والأعراض المصاحبة له والإجراءات العلاجية التي تساعد في التغلب عليه وغيره.
ماهو التهاب السحايا
السحايا هي الأغشية الثلاثة التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي، والتهاب السحايا هو عدوى نادرة تصيب تلك الأغشية الرقيقة أو السائل المحيط بها.
أكثر الأسباب شيوعا لهذا المرض هي الالتهابات الفيروسية والبكتيرية والفطرية، وقد تشمل الأسباب الأخرى: السرطان، التهيج الكيميائي، الفطريات، الحساسية الدوائية.
بعض الالتهاب السحائي الفيروسي والبكتيري معدي، ويمكن أن ينتقل عن طريق السعال أو العطس أو الاتصال الوثيق بين الأشخاص، والتهاب السحايا البكتيري يمكن أن يكون مهددا للحياة أما الفيروسي يميل إلى أن يكون أقل حدة، ومعظم الناس يتعافون تماما دون علاج.
التهاب السحايا الفطري هو شكل نادر من المرض، ويحدث عادة فقط في الأشخاص الذين يعانون من ضعف نظام المناعة لديهم (دفاع الجسم ضد الجراثيم)
الأنواع
تتعدد أنواع هذا المرض، ويمكن توضيحها فيما يلي:
-
التهاب السحايا الفيروسي
هو أكثر الأنواع شيوعا، وينتشر خاصة في فصل الصيف والخريف، ومن الفيروسات التي تسببه: (فيروس كوكساكييفيروس أ، فيروس كوكساكي ب)، وبعض الفيروسات الأخرى قد تسببه مثل النكاف، مرض الحصبة، فيروسات الهربس. يشفى هذا النوع عادة دون علاج، لكن هناك بعض الأسباب التي تحتاج إلى علاج.
-
التهاب السحايا البكتيري
هذا النوع معدي وتسببه عدوى من بعض البكتيريا، ويكون قاتل إذا تُرك دون علاج، فحوالي 5 إلى 40% من الأطفال و20 إلى 50% من البالغين الذين يعانون من هذه الحالة يموتون حتى مع العلاج المناسب.
-
التهاب السحايا الفطري
هو نوع نادر من التهاب السحايا، ناتج عن الفطريات التي تصيب الجسم ثم تنتشر من مجرى الدم إلى المخ أو الحبل الشوكي. الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع، بما فيهم الأشخاص المصابين بالسرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية.
-
التهاب السحايا الطفيلي
هذا النوع أقل شيوعا من التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري، وهو ناتج عن طفيليات توجد في الأوساخ والبراز وعلى بعض الحيوانات والأغذية، مثل القواقع أو الأسماك النيئة أو الدواجن.
-
التهاب السحايا غير المعدي
لا ينتج عن عدوى، لكنه نوع من التهاب السحايا الناجم عن حالات أو مشاكل طبية أخرى، مثل: الذئبة، إصابة في الرأس، جراحة في الدماغ، السرطان، بعض الأدوية.
أعراض التهاب السحايا
معرفة الأعراض المصاحبة يساعد في توضيح ماهو التهاب السحايا بشكل أكبر، ورغم أن كل نوع من هذا الالتهاب له بعض الأعراض المميز، إلا أن أعراضه بصفة عامة تتمثل في:
- الارتباك
- الحمى
- صداع الرأس
- خدر في الوجه
- حساسية للضوء
- تصلب الرقبة لدرجة يصعب على المريض خفض ذقنه إلى صدره
- اضطراب في المعدة أو القيء
إلى جانب الأعراض السابقة، يمكن أن يسبب هذا المرض بعض المضاعفات، مثل: النوبات، فقدان السمع، فقدان البصر، مشاكل الذاكرة، التهاب المفاصل، الصداع النصفي، تلف في الدماغ، استسقاء، تراكم السائل بين الدماغ والجمجمة.
عدوى هذا الالتهاب قد تنتج بكتيريا في مجرى الدم، وتتكاثر هذه البكتيريا وتطلق بعض السموم، التي يمكن أن تسبب تلف الأوعية الدموية وتسرب الدم في الجلد والأعضاء، وبعض أشكال هذه العدوى يمكن أن يهدد الحياة.
تشخيص الالتهاب السحائي
سيسأل الطبيب عن التاريخ المرضي ويعتمد على الفحص البدني، حيث يقوم بفحص رقبة المريض بحثا عن تصلب أو طفح جلدي قد يشير إلى إصابة بكتيرية، ويطلب أيضا إجراء اختبارات يمكن أن تشمل:
- اختبارات الدم للعثور على البكتيريا.
- يقوم التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي بمسح الرأس للعثور على تورم أو التهاب.
- البزل القطني: حيث يستخدم عامل الرعاية الصحية إبرة لأخذ السوائل من حول النخاع الشوكي، لفحصها ومعرفة سبب التهاب السحايا.
العلاج
يعتمد العلاج على نوع الالتهاب السحائي المصاب به المريض، فمثلا البكتيري يحتاج إلى علاج فوري بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد في المستشفى، وقد يصف الطبيب مضادا حيويا عاما أو واسع النطاق حتى قبل أن يجد البكتيريا الدقيقة التي تسببت في المرض ثم يتحول إلى دواء يستهدف البكتيريا المحددة التي تم تحديدها من خلال التحاليل. قد يحصل المريض أيضا على الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب.
يتم علاج التهاب السحايا الفطري بالأدوية المضادة للفطريات، أما الطفيلي فعلاجه يتضمن الأعراض فقط أو محاولة علاج العدوى مباشرة، قد يتحسن هذا النوع دون مضادات حيوية، حسب السبب.
أما النوع الفيروسي قد يشفى تلقائيا، ولكن سيتم علاج بعض أسباب التهاب السحايا الفيروسي بالأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الوريد.