الرضا الوظيفي واحد من أكثر المتغيرات في مكان العمل التي اهتم علم النفس بها، نظرا لأهميته في زيادة الإنتاجية وتحقيق التقدم والازدهار للمؤسسة أو المكان الذي يعمل فيه الشخص، للمزيد تعرف على ما هو مفهوم الرضا الوظيفي ومدى أهميته .
ما هو مفهوم الرضا الوظيفي
- هو الشعور بالرضا أو الإحساس بالإنجاز، الذي يستمده الموظف من وظيفته، وهو يساعد في تحديد إلى أي مدى يحب أو يكره الشخص وظيفته.
- يصبح سلوك الموظف تجاه الوظيفة والمنظمة التي يعمل فيها أيضا، إيجابيا عندما يُدرك أن وظيفته تسهل له تحقيق احتياجاته وقيمه، بشكل مباشر (من خلال أدائه) أو بشكل غير مباشر (من خلال المال الذي يحصل عليه)
- باختصار، يمثل الفرق بين توقعات الموظف والخبرة التي يستمدها من الوظيفة، وكلما اتسعت الفجوة، زاد الاستياء أو الشعور بعدم الرضا.
- من الممكن تعريفه أيضا، على أنه مدى شعور الموظف بالحماس الذاتي والرضا عن وظيفته، ويحدث الرضا الوظيفي عندما يشعر الموظف أنه لديه استقرار ونمو وظيفي وتوازن مريح في الحياة الوظيفية، وكذلك عند شعوره أنه يُلبي توقعاته.
- الرضا الوظيفي من منظور الموظف، هو الحصول على راتب جيد وتحقيق الاستقرار الوظيفي، والترقي، والحصول على المكافآت والتقدير.
تعريف الرضا الوظيفي
إلى جانب المفاهيم السابقة، يوجد العديد من التعريفات الأخرى التي قدمها بعض الباحثين خاصة في مجال علم النفس، والتعريفين الأكثر شيوعا هما:
- الحالة العاطفية الممتعة الناتجة عن تقييم وظيفة الفرد على أنها تحقق أو تسهل تحقيق القيم الوظيفية له.
- هو مدى إعجاب الأشخاص (رضاهم) أو كرههم (عدم الرضا) على وظائفهم التي يشغلونها.
بشكل عام، تغطي معظم التعاريف الشعور العاطفي لدى الموظف تجاه وظيفته، وقد يكون هذا الشعور تجاه الوظيفة بشكل عام أو موقفه تجاه جوانب محددة منها، مثل: زملائه، أو الأجور أو ظروف العمل.
جوانب الرضا الوظيفي
الرضا الوظيفي هو كل شيء عن مشاعر الفرد حول العمل وبيئة العمل والأجر وثقافة المؤسسة والأمن الوظيفي وما إلى ذلك، وجوانبه تشمل:
- جانب المحتوى الوظيفي
- خصائص العمل
- مقدار العمل
- التعويضات
- الزملاء، العاملين، المشرف
- ظروف العمل
- فرص النمو والتنمية
- سياسات وقواعد التنظيم
هناك جانب يمكن أن يؤثر على مشاعر الموظف تجاه جانب أخر، فمثلا إذا كان غير راض عن مقدار (كمية) العمل الموكل إليه، فمن المحتمل أن يكون غير راض عن التعويض أو الراتب الذي يحصل عليه.
أهمية الرضا الوظيفي
معرفة الأهمية تساعد بشكل غير مباشر في توضيح ما هو مفهوم الرضا الوظيفي بدرجة أكبر، وتتمثل في:
- بالنسبة للموظف: عندما يشعر بالرضا عن وظيفته يسعى إلى تقديم أفضل ما لديه من قدرات، لأنه سيحاول بذل قصارى جهده لرد الجميل إلى المؤسسة أو الشركة التي يعمل فيها.
- بالنسبة لصاحب العمل: يحصل على أفضل النتائج عند شعور الموظف بالرضا عن وظيفته، لأنه يساهم أكثر في الشركة ويساعد على نموها.
- تحقيقه له العديد من الآثار الجانبية، مثل: زيادة كفاءة العاملين في مكان العمل، ولاء الموظف أعلى ما يؤدي إلى مزيد من الالتزام، ارتفاع أرباح الشركة.
عوامل الرضا الوظيفي
الموظف السعيد أو الراضي عن وظيفته سيكون متحمسا للمساهمة في نجاح الشركة بشكل أكبر، على عكس الموظف غير الراض عنها سيكون خاملا ويرتكب أخطاء ويُصبح عبئا على الشركة.
نستعرض مجموعة من العناصر والعوامل التي تساعد في تحقيق الرضا الوظيفي، للمساعدة أيضا في فهم ما هو مفهوم الرضا الوظيفي وكيفية تحقيقه، هي:
- التعويض وظروف العمل
واحدة من أهم العوامل، فالموظف الذي يتقاضى راتبا جيدا وحوافز ومكافآت وخيارات الرعاية الصحية وما إلى ذلك يسعد بعمله مقارنة بشخص لا يمتلك نفس الشيء، وتضيف بيئة العمل الصحية أيضا قيمة أكبر للموظف.
- التوازن بين العمل والحياة الشخصية
يريد كل فرد الحصول على مكان عمل جيد يتيح له الفرصة لقضاء وقت مع أسرته وأصدقائه، ويساهم ذلك في تحقيق الرضا الوظيفي، ويحسن كفاءة الموظف في الحياة العملية.
- الاحترام والتقدير
حصول الشخص على الاحترام والتقدير الكافي داخل المؤسسة أو المكان الذي يعمل فيه، يجعله يشعر بدافع أكبر للاجتهاد في العمل.
- الأمن الوظيفي
إذا كان الموظف مطمئنا إلى أن الشركة ستحتفظ به ولن تستغنى عنه في أي لحظة، حتى لو كان السوق مضطربا، فإنها تمنحه ثقة كبيرة ورضا أكثر.
- النمو أو الترقي الوظيفي
الموظفون يحتفظون دائما بترقيهم الوظيفي كأولوية قصوى في حياتهم، وبالتالي إذا ساعدت الشركة في إعداد الموظفين وأعطتهم أدوارا وظيفية جديدة، فإنها تعزز الرضا الوظيفي لأنهم يعرفون أنهم سيحصلون على دعم في حياتهم المهنية.