ما هو مفهوم العبادة لغة وشرعا
العبادة هي طاعة الله عز وجل في كل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وتنفيذ وتطبيق ذلك برضى، وحب، وانقياد بدون تردد، وبدون تسويف… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم العبادة لغة وشرعا
ما هو مفهوم العبادة لغة وشرعا
-
معنى العبادة لغة
- يقال في اللغة أعبدني فلانًا يعني ملّكنيه، كما يقال طريق وبعير معبد بمعنى مذلل، ويرجع أصل العبودية للخضوع والذل، وأصل التعبيد للتذليل، وأصل العبادة هو الطاعة
-
معنى العبادة في الاصطلاح
- توحيد الله سبحانه وتعالى، والتزام كافة شرائع دينه
-
معنى العبادة شرعا
- اسم جامع لجميع ما يحبه الله ويرضاه من أقوال، وأعمال ظاهرة وباطنة، فالظاهرة تتمثل في التلفظ بالشهادتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصوم، وإقامة الصلاة، والحج، وإيتاء الزكاة، والجهاد في سبيل الله، ونصر المظلوم، وإغاثة الملهوف، وتعليم الناس الخير، وإماطة الأذى عن الطريق، وبر الوالدين
– أما الباطنة فتتمثل في الإيمان بالله ورسله، وملائكته، وكل كتبه، واليوم الآخر، والإيمان أيضا بالقدر خيره وشره، والخوف من الله وخشيته، ورجاءه والاستعانة به، والتوكل عليه
-
العبادة بالمعنى العام
- السير في الحياة وفق شريعة الله من أجل ابتغاء مرضاة الله، فكل عمل يقوم به المسلم يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى يعد عبادة، والقيام بإعطاء حق الناس ابتغاء مرضاة الله واستجابة لطلبه الخاص بإصلاح الأرض، والعمل على منع الفساد بها يعد عبادة
- عندما تستقر حقيقة العبادة في قلب المسلم تعلن فورا عن نفسها في هيئة نشاط، أو عمل، أو حركة، أو بناء.
مناط العبادة:
- يتمثل مناط العبادة في غاية الحب جنبا لجنب مع غاية الذل، فلا تنفع أي عبادة بواحد منهم دون الآخر
أركان العبادة
-
الإخلاص:
- حقيقته تكون بأن ينفذ العبد كل عباداته بإخلاص يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى، والدار الآخرة؛ قال تعالى ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾
- في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
-
الصدق:
- بذل العبد كافة جهوده في امتثال كل ما أمر الله عز وجل به، واجتناب كل ما نهى الله عز وجل عنه، والاستعداد أيضا للقاء الله، والبعد عن التكاسل عن طاعة الله، وترك العجز، وإمساك النفس عن محارم الله بالتقوى، والعمل كذلك على طرد الشيطان عن النفس بالحرص على ذكر الله دائما، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
للعبادة جناحان هما:
- الرجاء يكون في عفو الله ورحمته، والطمع في دخول جنته، قال الله سبحانه وتعالى ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ كما قال: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾
- الخوف يكون من الله سبحانه وتعالى ومن ناره، ومن عقابه، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم: ﴿ أولئك الذين يسارعون في الخيرات ﴾
- طاعة الله سبحانه تعالى تكون بعبادته حق العبادة من خلال امتثال أوامره، واجتنابه نواهيه، وكذلك بحبه سبحانه وتعالى وتعظيمه، والرجاء فيه، والخوف منه، والإخلاص له
أقسام العبادة
-
العبادة الكونية
- الخضوع للأمر الكوني لله سبحانه وتعالى، هذه العبادة تكون لجميع الخلق لا يخرج أحد عنها، قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [سورة مريم، الآية: 93]
-
العبادة الشرعية
- الخضوع للأمر الشرعي لله تعالى، هذه العبادة تخص من أطاع الله، واتبع ما جاء به الرسل، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} [سورة الفرقان، الآية: 63].
حقيقة العبادة
تتمثل في أمرين رئيسيين هما:
- استقرار العبودية لله عز وجل في النفس بمعنى استقرار شعور المرء بأن هناك ربا وعبدا، ورباً يُعبد، وعبداً يَعبد
- التوجه لله بكل حركة في الجوارح، والضمير، والحياة، يكون هذا التوجه خالص لله، متجرد من كل معنى أخر، أو شعور آخر غير التعبد لله سبحانه وتعالى