ماهو العقل الباطن
العقل الباطن أو العقل اللاواعي عبارة عن مجموعة من المشاعر والتجارب المنسية التي يعيشها الإنسان على مدار حياته، وقد تمت صياغة هذا المصطلح لأول مرة في القرن الثامن عشر من قبل فريدريك شيلنغ، للمزيد تعرف على ماهو العقل الباطن.
ماهو العقل الباطن
في نظرية سيغموند فرويد للتحليل النفسي للشخصية، فإن العقل الباطن هو بمثابة مستودع للمشاعر والأفكار والذكريات، ومعظمها تكون تجارب غير مقبولة أو غير سارة، مثل مشاعر الألم أو القلق أو الصراع، ووفقا لفريد، يستمر اللاوعي أو العقل الباطن في التأثير على سلوكنا وحياتنا بالرغم من أننا غير مدركين لهذا التأثير.
سيغموند فرويد، أو كما يعرف بأب الطب النفسي، لم يكن هو من إخترع مصطلح العقل الباطن، فقد سبقه إلى ذلك الفيلسوف الألماني فريدريك فيلهيلم يوزف شيلن، ومع ذلك، فقد كان فرويد مسؤولا عن تطوير هذا المصطلح، وجعل العقل الباطن يلعب دورا مهما في علم النفس الحديث.
العقل الباطن يمكن مقارنته بالجبل الجليدي، فكل شيء يظهر فوق الماء يمثل الوعي، بينما يمثل الجزء تحت الماء العقل الباطن أو اللاوعي، وهو الجزء الذي لا يمكن رؤيته من السطح بالرغم من أنه الجزء الأكبر من الجبل الجليدي، لكن يستحيل رؤيته لكونه يقع تحت المياه في الأعماق.
العقل الباطن وسيغموند فرويد
سيغموند فرويد هو طبيب نفسي نمساوي يعد من أعظم علماء النفس في التاريخ الحديث، وقد كان من أهم إنجازاته تأسيس نظرية التحليل النفسي، وعلى الرغم من أن معظم أعماله كانت مثيرة للجدل وصادمة إلى حد ما في ذلك الوقت، إلا أنها تعد حاليا من أهم المراجع في علم النفس، وفيها قام بتقسيم العقل لثلاث مستويات.
قسم سيغموند فرويد الجبل الجليدي إلى ثلاث مستويات، كل واحد منه يمثل مجموعة من العمليات العقلية، المستوى الأول يكمن في القمة حيث العقل الواعي، والثاني في الوسط حيث تتواجد المعلومات المنسية، والتي يكون من السهل في كثير من الأحيان تذكرها، أما المستوى الثالث أو القاع فإنه يمثل العقل الباطن.
تأثير العقل الباطن
الأشياء التي تمثل العقل الواعي هي قمة الجبل الجليدي، أما بقية المعلومات الموجودة في العقل الباطن تقع القاع، وهذه المعلومات قد لا يمكن الوصول إليها، أو تذكرها، ومع ذلك، فإن العقل الباطن هو المصدر الرئيسي لسلوك الإنسان، ومثل الجبل الجليدي، الجزء الأكثر أهمية في العقل هو الجزء الذي لا يمكن رؤيته.
قد تكون التجارب العاطفية السلبية المؤلمة والقوية متواجدة في وسط الجبل الجليدي، حيث يكون العقل قادرا على تذكرها من وقت إلى أخر، في حين أنها هناك تجارب عاطفية أخرى لا يمكن الوصول إليه عن طريقة العقل الواعي، ولكنها تؤثر على الأحكام أو المشاعر أو السلوك.
جميع غرائزنا الأساسية تتواجد في العقل الباطن، مثل الغرائز المتعلقة بالموت والحياة، فغرائز الحياة تعرف أحيانا باسم الغرائز الجنسية التي تساعد الإنسان على البقاء على قيد الحياة، أما غرائز الموت فهي تساعدنا على النجاة، مثل الخوف.
انتقال المعلومات من العقل الباطن
هناك بعض الطرق المختلفة التي يمكن بها نقل المعلومات من العقل الباطن إلى العقل الواعي، منها إستخدام تقنية تعرف باسم الإرتباط الحر، والتي تم إقترحها من قبل سيغموند فرويد، وتعمل هذه الطريقة من خلال قول الشخص لأول كلمة تتبادر إلى ذهنه، ومن هذه الكلمة يمكن إكتشاف محتويات العقل الباطن حيث تتواجد الرغبات المكبوتة وذكريات الطفولة.
تفسير الأحلام تعد الطريقة الثانية لفهم محتوى العقل الباطن، فبحسب العالم النفسي سيغموند فرويد فإن العقل الباطن هو المسؤول عن المعلومات التي نشاهدها في الأحلام، ومن خلال تفسير المحتوى الظاهر من الأحلام، يمكن معرفة محتوى العقل الباطن من خلال كشف المعنى الخفي للمحتوى الظاهر في الأحلام.
العقل الباطن وزلة اللسان
إقترح فرويد أن هناك طريقة تمكننا من فهم كيفية عمل العقل الباطن، وهي زلة اللسان، أو كما يشار إليها من قبل العلماء بزلة فرويدي أو الزلة الفرويدية أو منزلق فرويد، وهي ظاهرة تسمح للعقل الباطن بالتأثير على اللسان لقول شيء ما، وهذا الأمر يفسر بإنه تداخل رغبة غير واعية.
مثال على زلة لسان فرويد هي لرجل يستخدم إسم صديقته السابقة عن طريق الخطأ للإشارة إلى صديقته الحالية، بينما قد يعتقد معظمنا أن هذا خطأ بسيط، إلا أن فريد يعتقد أن هذا الخطأ يكون نتاجا عن تداخل للعقل الباطن مع الواعي، ما يفسر بأن الأفكار والعواطف دائما تستمر في التأثير على سلوكياتنا.