ما هو العلم

قد يبدو العلم في بعض الأحيان وكأنه مجموعة من الحقائق المعزولة والثابتة، ولكن هذا جزء صغير فقط من القصة فالعلم يعد عملية إكتشاف تتيح لنا ربط الحقائق بمفاهيم شاملة للعالم الطبيعي، وفي هذه المقالة، للمزيد تعرف على ما هو العلم، ودوره، وكيف يعمل العلماء.

ما هو العلم

ربما تشير كلمة “العلم” إلى العديد من الصور المختلفة، مثل عالم فلكي يراقب النجوم، عالم طبيعة في الغابات المطيرة، معادلات أينشتاين المكتوبة على السبورة، إطلاق المكوك الفضائي…. كل هذه الصور تعكس بعض جوانب العلم، لكنها لا تقدم أي منها صورة كاملة، لأن العلم له جوانب كثيرة.

العلم قد يكون هو الجهد الذي يبذله الإنسان لفهم تاريخ العالم بشكل أفضل، وكيف يعمل العالم الطبيعي، مع وجود دليل مادي يمكن ملاحظته كاساس لذلك الفهم، ويتم ذلك من خلال مراقبة الظواهر الطبيعية، أو من خلال التجارب التي تحاول محاكاة العمليات الطبيعية في ظروف خاضعة للرقابة.

لا يوجد تعريف واحد فقط للعلم، عبر التاريخ وضع العديد من الشخصيات تعاريف خاص بهم، منها تعريف يصف العلم بأنه نشاط فكري يقوم به الإنسان لإكتشاف المعلومات حوال العالم الذي نعيش فيه، ولإكتشاف الطرق التي يمكن بها تنظيم هذه المعلومات، والهدف الأساسي من العلم هو جمع الحقائق والبيانات.

ما هو العلم
ما هو العلم

العلم من الملاحظة إلى النظرية

لآلاف السنين، لاحظ الناس النجوم تتجول في سماء الليل في أنماط حلقات، وأخيرا، في سنة 1514 جاء نيكولاس كوبرنيكوس، وهو عالم رياضياتي وفيلسوف وفلكي بولندي، بفكرة أن الشمس هي مركز الكون، باعتبار أن الأرض هي واحدة من العديد من الأجسام التي تدور حول الشمس، على عكس الإعتقاد بأن الأرض هي المركز.

بعد سنوات من 1514 تحولت الفكرة إلى نظرية، وبالطبع فقد تم تحسين تلك النظرية في وقت لاحق، فالشمس ليست مركز الكون كله، ولكنها كذلك في نظامنا الشمس، وهذا الأمر تكرر مع العديد من الأفكار، منها نظريات ألبرت أينشتاين التي إستغرقت وقتا طويلا قبل أن يتمكن العلماء باختبارها واظهارها على أنها كانت صحيحة.

يمكن لأي شخص أن يكون لديه فكرة عن كيفية عمل الأشياء، وعادة ما يعتقد الكثير من الناس أن أفكارهم تبدو صحيحة أو منطقة، لكن بالنسبة للعالم هذا لايكفي، لأن الفكرة لكي تتحول إلى نظرية يجب عليها أن تتنبأ بشكل صحيح بكيفية عمل شيء ما، وإذا كانت الفكرة تشرح كل الحقائق أو الأدلة، فإن العالم سوف يسميها بالنظرية.

العلم من الملاحظة إلى النظرية
العلم من الملاحظة إلى النظرية

لماذا يعمل العلماء

الغاية الأولى التي تدفع العلماء للقيام بإجراء التجارب وطرح الأسئلة يكون لغرض إختبار الأفكار الجديدة، أو لدحض الأفكار القديمة، ويشتهر العلماء بإكتشاف أشياء جديدة تغير طريقة تفكيرنا، سواء كان الإكتشاف نوعا جديدا من الديناصورات أو طريقة جديدة لترابط الذرات، والنجاح يكون من خلال إكتشاف أي حقيقة غير معروفة تفسر ما لم يتم تفسيره من قبل.

الأعمال التي يقوم بها العلماء لا تكون عادة بشكل مجاني، وإنما يتم الدفع لهم من خلال منظمات ومؤسسات، وهذا الدعم يتغير من مكان لأخر، وبعض العلماء يجدون وسائل وبيئة عمل أفضل من غيرهم، في حين أن البعض الأخر قد لا يحظى بأي دعم، حتى أن البعض منهم يعمل بشكل مجاني أو على نفقته الخاصة.

العلماء يمكن أن يقدموا خدماتهم إلى المؤسسات أو الشركات، ويتقاضون أجورا لتوليد معرفة جديدة حول كيفية تأثير مادة كيميائية معينة على نمو فول الصويا أو كيف يتشكل النفط في عمق الأرض على سبيل المثال، لكن ما يتوصل إليه العلماء العاملون مع الشركات قد يظل سرا لا يعرفه العالم الخارجي لسنوات.

لماذا يعمل العلماء
لماذا يعمل العلماء

ما هي فائدة العلم

بما أن العلماء يحصلون على أموال مقابل العمل الذي يقومون به، قد يتسائل البعض عن السبب الذي يدفع المؤسسات تعمل على الدفع للعلماء، خاصة تلك المؤسسات التي لا تحقق أرباحا من إكتشافاتهم، ولماذا تسخر بعض الدول الكثير من مواردها لهذا العمل الذي قد لا يكون شيئا ماديا ملموسا، وفي الواقع، فإن هناك أكثر من إجابة منطقية لشرح هذا التساؤل.

يمكن أن تكون الإجابات في الرغبة البشرية في تحسين الحياة، فالعلماء على سبيل المثال يمكنهم التوصل إلى علاجات مناسبة تقضي على الأمراض، أو التنبئ بالطقس أو بالزلازل والإنهيارات الأرضية والإنفجارات البركانية، وهذه الرغبة لدى الإنسان تجبر الحكومات على الدفع لتطوير عمل العلماء، فأي مجتمع ديمقراطي سيدعم جهود كهذه لتحسين حياة الناس.

إحدى الإجابات الأخرى هي في الرغبة للتنمية الإقتصادية، لإيجاد طرق أكثر فاعلية لإكتشاف أو إستغلال الموارد الطبيعية مثل البترول، ما يسهم بشكل مباشر في إزدهار إقتصاد أي أمة، وهذا الأمر ينطبق على اكثر من مجال، على سبيل المثال، يعمل علماء النبات على طرق لزيادة الإنتاج الزراعي من خلال دراسة المحاصيل لتحسين إنتاجيتها.

ما هي فائدة العلم
ما هي فائدة العلم

المراجع
المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *