ما هو الديسك… معلومات عن أبرز أعراض الديسك وطريقة التّعامل معه
الفقرات التي تشكِّل العمود الفقريّ في الظَّهرِ مبطّنه بأقراص مستديرة، مثل الوسائد الصّغيرة، وطبقتها الخارجيّة صلبة، تُحيط بنواة الفقرة، وتوجد بين كلِّ فقرات العمود الفقريّ، وهذه الأقراص ممتصّة للصّدمات التي تتلقّاها العظام، وعندما تنزلق إحدى هذه الأقراص، وتنتفخ أو تتمزّق، أو ترجع للخلف، نتيجة الضّغط، أو التّعرّض لإصابة، ويُسبّب خروجها من مكانها ألمًا شديدًا يُسمّى الديسك ويُمكن أن يحدُثَ في أيِّ جزء من العمود الفقريّ، وأكثر المناطق المصابة شيوعًا، منطقة أسفل الظّهر (العمود الفقريّ القطنيّ)، ويُمكن أن يحدث في الرّقبة (العمود الفقريّ العنقيّ)، وفيما يلي شرح أوضح عن ما هو الديسك أو الانزلاق الغضروفيّ:
أسباب الديسك
قد تسبّب الحركة المفرطة عند التّقدُّم في السّنِّ إلى الإصابة بالدّيسك؛ لأنَّ موادُّ الأقراص تتدهور طبيعيًّا مع التّقدّم في العمر؛ لأنَّ الأربطة التي تثبّتها مكانها تضعُف، وقد تؤدّي أيُّ حركة خاطئة إلى الإصابة، وقد يكون الديسك وراثيًّا.
أعراض الديسك
تختلف أعراض الديسك بشكل كبير اعتمادًا على موضعه وحجمه، مثلًا، إذا كان الديسك لا يضغط على العصب، فقد يعاني المريض من ألم في الظّهر، وقد لا يشعر بأيِّ ألم على الإطلاق، وقد يكون هناك ألم أو خدر أو ضعف في منطقة الجسم التي يصل إليها العصب، وعادة يسبِقُ الديسك سلسلة من آلام أسفل الظّهر، أو تاريخ طويل من نوبات متقطّعة من آلام أسفل الظّهر.
عرق النّسا
غالبًا ما ينتُجُ (عِرق النّسا) عن إصابة الديسك في أسفل الظّهر، وهو اعتلال الجذور العصبيّة بسبب وجود الديسك في أسفل الظّهر، والضّغط على واحد أو عدّة أعصاب يُسهم في ألم العصب الوركيّ، الذي يُسبّب الألم والوخز والخدر والسّخونة، ويبدأ يشعُّ من الأرداف إلى السّاق، وقد يصل أحيانًا إلى القدم، وعادةً يتأثّر جانب واحد من الجسم به، إمّا اليمين وإمّا اليسار، وغالبًا ما يوصف هذا الألم بأنّه شبيه بالصّدمة الحادّة والكهربائيّة، وقد تكون أشدَّ عند الوقوف أو المشي أو الجلوس، وغالبًا ما تؤدّي استقامة السّاق على الجانب المصاب إلى زيادة الألم، الذي غالبًا ما يكون أسوأ من ألم أسفل الظّهر.
آلام العمود الفقريّ العنقيّ (الرّقبة)
من أعراض اعتلال الديسك أعراض انضغاط عصبيّة في الرّقبة، وتشمل أعراضه ألمًا حادًّا في الرّقبة، أو بين ألواح الكتف، أو ألمًا يشعُّ أسفل الذّراع إلى اليد، أو الأصابع، أو تنميلًا أو وخزًا في الكتف، أو الذّراع، وقد يزداد الألم عند بعض الحركات أو المواقف.
نصائح للعناية بحالات الديسك
بعد معرفة ما هو الديسك هذه نصائح للتّعامل مع الإصابة به:
- لحسن الحظِّ، غالبيّة أعراض الديسك لا تتطلب عمليّة جراحيّة، وتصل نسبة تحسُّن الأعراض عند مرضى عرق النّسا إلى حوالي تسعة من عشرة، وقد تتراوح فترة التّعافي من بضعة أيّام إلى بضعة أسابيع.
- يجب الحدَّ من الأنشطة اليوميّة المعتادة أثناء فترة التّعافي، من يومين إلى ثلاثة، ويُمكن المشي عند تحمُّل ذلك، إلى جانب أخذ مضادّ للالتهابات.
- لا يُنصح بالتّصوير الشّعاعيّ، مثل التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ، إلّا إذا كانت الأعراض موجودة لمدّة ستّة أسابيع.
- قد يكون العلاج الطّبيعيّ من العلاجات المهمّة غير الجراحيّة.
- يُنصح بالإحالة إلى أخصائيّ العمود الفقريّ، مثل جرّاح الأعصاب، إذا استمرّت الأعراض لأكثر من أربعة أسابيع.
- يوصى بالتّقييم والتّصوير العاجل إذا كانت هناك أعراض ضعف كبير في السّاق، أو الذّراع، وفقدان الإحساس في منطقة الأعضاء التّناسليّة والمستقيم، أو عند عدم التّحكم في البول أو البراز، أو عند الإصابة بعدوى كبيرة، حمّى، أو بعد السّقوط وأيِّ إصابة تُسبّب الألم.
علاج الديسك
بعد معرفة ما هو الديسك يجب معرفة طريقة علاجه، وتنقسم علاجات الديسك إلى نوعين جراحيّة، وغير جراحيّة، وعادةً ما يكون العلاج الأوّليّ للدّيسك متحفّظًا وغير جراحيّ، وقد ينصح الطّبيب المريض بالحفاظ على مستوى نشاط منخفض وغير مؤلم، لعدّة أيّام أو عدّة أسابيع، وهذا يُساعد في علاج التهاب العصب الفقريّ، ولا يجب أن يجلس المريض في السّرير ليتعافى.
يبدأ علاج الديسك باستخدام أدوية مضادّة للالتهابات، عندما يكون الألم خفيفًا أو معتدلًا، يمكن حقن السّتيرويد باستخدام إبرة في العمود الفقريّ، تحت توجيه الأشعّة السّينيّة لتوجيه الدّواء إلى المستوى الدّقيق لفتق القرص.
قد يوصي الطّبيب بالعلاج الطّبيعيّ، وسيقوم المعالِج بإجراء تقييم متعمِّق، جنبًا إلى جنب مع تشخيص الطّبيب؛ ليُصمّم علاجًا مخصّصًا لكلِّ مريض، وقد يشمل العلاج الجرَّ الحوضيّ، والتّدليك اللّطيف، والعلاج بالثّلج، والحرارة، والموجات فوق الصّوتيّة، وتنشيط العضلات بالكهرباء، وتمارين التّمدّد، وقد تكون أدوية للألم ومرخّيات العضلات مفيدة أيضًا مع العلاج الطّبيعيّ.
علاج الديسك بالجراحة
قد يوصي الطّبيب بإجراء عمليّة جراحيّة إذا كانت خيارات العلاج الطّبيعيّة، لا تقلِّل الألم أو تنهيه تمامًا، ويؤخذ بعين الاعتبار سنُّ المريض، وصحّته العامّة، ويجب أن توزَن فوائد الجراحة ضدَّ مخاطرها، ومع أنّها قد تكون حلًّا مناسبًا جدًّا في كثير من الأحيان، إلّا أنّه لا يوجد ضمان بأنّ الجراحة ستكون فعّالة دائمًا.
المراجع