الدوبامين نوع من النّاقلات العصبيّة، يصنعه الجسم، ويستخدمه الجهاز العصبيّ لإرسال رسائل بين الخلايا العصبيّة، لهذا يُسمّى أحيانًا الرّسول الكيميائيّ، ويلعب الدوبامين دورًا في الشّعور بالسّعادة، وهو جزء كبير من القدرة البشريّة الفريدة على التّفكير والتّخطيط ويُساعد في السّعي والتّركيز وإيجاد الأشياء المثيرة للاهتمام، وينتشر في الجسم من أربعة مسارات رئيسيّة في الدّماغ، مثل معظم الأنظمة الأخرى في الجسم، وتؤدّي زيادته أو قلّته إلى مجموعة كبيرة من المشكلات الصّحّيّة، بعضها خطير، مثل مرض باركنسون (شلل الرّعاش)، وبعضها الآخر أقلُّ خطورة، وتتحدّث الفقرات التّالية عن ما هو الدوبامين بالتّفصيل:
معلومات أساسيّة عن الدوبامين
يُصنع الدوبامين في المخِّ في عمليّة بخطوتين، هما تغيير الحمض الأميني التّيروزين إلى مادّة تسمّى دوبا، وبعد ذلك يتحوّل إلى الدوبامين، ويبدأ بالتّاثير على الكثير من الوظائف البدنيّة والسّلوكيّة، مثل:
- التّعلّم.
- التّحفيز.
- معدّل ضربات القلب.
- الدّم ووظيفة الأوعيّة الدّمويّة.
- وظائف الكلى.
- الرّضاعة.
- الشّعور بالنّعاس.
- المزاج.
- الانتباه.
- السّيطرة على الغثيان والقيء.
- معالجة الألم.
- الحركة.
دور الدوبامين في الصّحّة العقليّة
بعد الإجابة عن ما هو الدوبامين يجب معرفة دوره في الصّحّة العقليّة، مع أنّه من الصّعب تحديد سبب واحد لمعظم الاضّطرابات والتّحدّيات المتعلّقة بالصّحّة العقليّة، ولكنّها في الواقع مرتبطة غالبًا بإفراط إنتاج الدوبامين أو القلّة المفرطة من إنتاجه في أجزاء مختلفة من الدّماغ، مثل:
- انفصام الشّخصيّة: منذ عقود، اعتقد الباحثون أنّ أعراض انفصام الشّخصيّة تنبع من النّشاط الزّائد في إنتاج الدوبامين وفي الواقع ثَبَت أنَّ العديد من أعراض هذا المرض، وغيره من الأمراض العقليّة يرجع إلى الإفراط في إنتاج الدوبامين مثل الهلوسة والأوهام، ويُمكن أن يُسبّب عدم وجود الدوبامين في أجزاء أخرى من الدّماغ علامات مختلفة، مثل عدم وجود الدّافع والرّغبة.
- قصور الانتباه وفَرَط الحركة (ADHD): لا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي يسبّب اضّطراب قصور الانتباه وفَرَط الحركة، إلّا أنَّ بعض الأبحاث أظهرت أنَّ السّبب قد يكون نقص الدوبامين، وقد تكون هذه المشكلة بسبب الجينات، ويُمكن علاجها عن طريق أدوية زيادة الدوبامين.
- الإدمان: يمكن أن تسبّب المخدّرات مثل الكوكايين زيادة كبيرة وسريعة في إنتاج الدوبامين في الدّماغ، وهذا يُرضي نظام المكافآت الطّبيعيِّ بطريقة كبيرة، ويجعل الدّماغ بحاجة دائمة إلى هذا الشّعور، هذا يعني أنّه بحاجة إلى أخذ المزيد من الموادِّ المخدّرة للوصول إلى مستوى الرّضا العالي، وفي الوقت نفسه، على المدى الطّويل تجعل هذه الأدوية الجسم أقلَّ قدرة على إنتاج الدوبامين بشكل طبيعيّ، ويؤدّي إلى الانخفاضات العاطفيّة الواقعيّة عندما لا يتلقّى الجسم مادّة مخدّرة.
دور الدوبامين في الصّحّة الجسديّة
كما يلعب الدوبامين دورًا في الأمراض العقليّة، يلعب دورًا مهمًّا في أمراض جسديّة خطيرة، مثل شلل الرّعاش، والسّمنة، وقد صُنّفت الجمعيّة الطّبّيّة الأمريكيّة السّمنة في عام 2013 مرضًا، وبعد معرفة ما هو الدوبامين يجب معرفة دوره في الصّحة الجسديّة بالتّفصيل:
مرض باركنسون
يتيح الدوبامين للخلايا العصبية في العقل التّواصل والتّحكّم في الحركة، وفي مرض شلل الرّعاش يتحلّل نوع واحد من الخلايا العصبيّة، ولا يعود هناك إرسال للإشارات العصبيّة بينها؛ لذلك يقوم الدّماغ بتقليل إنتاج الدوبامين ويُسبّب هذا الخلل الكيميائيّ أعراضًا جسديّة، مثل الهزّة، والصّلابة، وبُطء في الحركات العفويّة، وضعف التّوازن، وضعف التّنسيق بين الحركات وردّات الفعل، ويعالج الأطبّاء هذه الأعراض بالأدوية التي ترفع مستويات الدوبامين لإعادتها لمستوياتها الطّبيعيّة.
السّمنة
تحدث السّمنة غالبّا عند تناول سعرات حراريّة أكثر ممّا يحرق الجسم، فيؤدّي هذا إلى زيادة ملحوظة في الوزن، ولكنَّ السّؤال لماذا لا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من السّمنة المفرطة أن يتناولوا طعامًا أقلَّ ويُقلّلوا وزنهم؟ لكنَّ الامتناع عن الأكل أو تقليله ليس أمرًا بسيطًا أبدًا؛ لأنّهم قد يواجهوا عقبات لا يواجهها الآخرون؛ لأنّه من الممكن أن يكون لديهم مشاكل في أنظمة المكافآت الطّبيعيّة الخاصّة بهم، ويُمكن أن يؤثّر هذا على كمّيّة الطّعام الذي يتناولونه قبل أن يشعروا بالرّضا والشّبع، وتُشير دراساتٌ إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، قد لا يكون جسمهم يُطلق كمّيّة كافية من الدوبامين أو السّيروتونين (هرمون آخر يُشعِر بالسّعادة).
الدوبامين يُنقِذ الحياة
يلعب الدوبامين عادة دورًا ثانويًّا في الجسم، ولكن في حالات طبّيّة معيّنة، قد يكون السّبب في إنقاذ الحياة؛ لأنَّ الأطبّاء يستخدمون الدوبامين لعلاج الأمراض والأعراض التّالية:
- انخفاض ضغط الدّم.
- ضعف عضلة القلب (لا يضخُّ القلب ما يكفي من الدّم).
- ضعف تدفّق الدّم إلى الأعضاء الحيويّة.
- بعض حالات الصّدمة الإنتانيّة.
مضاعفات الدوبامين
هناك مضاعفات محتملة لأيِّ دواء، حتّى لو أُخِذَ تحت إشراف دقيق، كما أنَّ العديد من الأدوية تتفاعل وتتسبّب بمضاعفات خطيرة؛ لذا يجب أن يعرف الطّبيب جميع الأدوية التي يتناولها المريض، قبل أن يصف له العلاج بالدّوبامين، ومن أهمّ العوامل المرتبطة بزيادة الدوبامين ما يلي:
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ازدياد ضربات القلب.
- مشكلة في التّنفّس.
- ألم في الصّدر.
- استفراغ وغثيان.
- صداع الرّأس.
المراجع