يختلف تعريف النضج من علم لأخر ويتأثر بالعديد من العوامل الفكرية والنفسية والبيئية المحيطة، إليكم ما هو مفهوم النضج.
ما هو مفهوم النضج
ما هو النضج في علم النفس:
النضج في علم النفس هو القدرة على الاستجابة للبيئة وأن تدرك الوقت والمكان الصحيحين للتصرف ومعرفة وقت التصرف وفقًا لظروف وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.
تربط العدييد من النظريات النضج وفهم الغرض من مفهوم الحياة حيث يؤكد النضج على الفهم الواضح للغرض من الحياة والتوجيه والنية مما يسهم في الشعور بأن الحياة لها معنى.
تتميز حالة النضج بالتحول من الاعتماد على الأخرين إلى شخص بالغ قادر على القيام بأعمال صنع القرار.
النضج له تعاريف مختلفة عبر السياقات القانونية والاجتماعية والدينية والسياسية والجنسية والعاطفية والفكرية، يرتبط العمر أو الصفات المخصصة لكل من هذه السياقات بمؤشرات الاستقلال ذات الأهمية الثقافية والتي تختلف نتيجة للمشاعر الاجتماعية.
إن مفهوم النضج النفسي له آثار على كل من السياقات القانونية والاجتماعية في حين يستمر مزيج من النشاط السياسي والأدلة العلمية في إعادة تعريفه، بسبب هذه العوامل فإن مفهوم وتعريف النضج وعدم النضج هو ذاتي إلى حد ما.
النضج الاجتماعي والعاطفي والمعرفي:
على الرغم من أن النضج النفسي يرتكز بشكل خاص على استقلالية قدرة الشخص على اتخاذ القرارات إلا أن هذه النتائج متأصلة بعمق ليس فقط في الإدراك ولكن أيضًا في عمليات التطوير العاطفي والاجتماعي والأخلاقي مدى الحياة.
قدم العديد من المنظرين أطرات عمل للتعرف على مؤشرات النضج، تصف مراحل التطور النفسي والاجتماعي لتطور إريكسون التقدم في نضج البالغين وتتميز فيه كل مرحلة نضج بنوع معين من الصراع النفسي الاجتماعي.
تتميز مرحلة “الهوية” بأنها تهتم بشكل أساسي بقضايا استكشاف الأدوار والارتباك في الأدوار وكذلك استكشاف الهويات الجنسية وغيرها.
يتجول المراهقون في شبكة من القيم المتضاربة في محاولة اكتشاف شخصيتهم وما يتناسب مع المجتمع المحيط.
لم يضع إريكسون نقاط محددة تبدأ وتنتهي بها كل مرحلة على مستوى العالم ولكن يمكن أن تمتد المراحل المحددة مثل “الهوية” إلى مرحلة البلوغ طالما احتاج الشخص إلى وقت لاكتشاف نفسه.
تُعرِف نظرية بياجيه للتطور المعرفي المرحلة التشغيلية الرسمية على أنها هضبة يتم الوصول إليها بمجرد أن يتمكن الفرد من التفكير المنطقي باستخدام الرموز وتتميز بالانتقال من الفكر “الملموس” أو الفكر المرتبط بالإلحاح والحقائق ونحو الفكر “المجرد” أو الفكر توظيفي التفكير والخصم،وقد شكلت هذه النظريات التحقيق في نمو المراهقين وتعكس حدود الإدراك قبل سن البلوغ.
النضج والقانون:
تم تطبيق تعريف وتحديد النضج على مسألة المسؤولية الجنائية للأحداث الجانحين وعلى عدد من الأعمار القانونية.
يتميز سن الرشد وهو العتبة القانونية الأكثر تطبيقًا على نطاق واسع لمرحلة البلوغ بالاعتراف بالسيطرة على نفسه وأفعاله وقراراته، والعمر الأكثر شيوعًا للنضج في القانون هو 18 عامًا مع أعمار تتراوح من 14 إلى 21 عبر الدول وبين المقاطعات.
على الرغم من الإشارة إلى سن الرشد على أنه السن القانوني للولاية القضائية إلا أن الأعمار القانونية لمختلف القضايا الأخرى المتعلقة بالنضج القانوني مثل الرضا الجنسي أو سن الشرب والتدخين تختلف غالبًا عن سن الرشد.
بصرف النظر عن قوانين النضج القائمة على العمر إلا القيود القائمة على عدم النضج الفكري المتصاعد تمتد أيضًا لتشمل مجموعة من العاهات العقلية المتنوعة تُعرف عمومًا باسم أي شخص لديه إعاقة عقلية تتطلب وصاية مع وجود قوانين سارية في معظم المناطق تحد من التصويت حقوق المعوقين عقليا وغالبا ما تتطلب حكم المحكمة لإعلان اللياقة.
على الرغم من تلك القيود المفروضة على الأطفال فإن للأشخاص ذوي الإعاقات العقلية أيضًا حريات مقيدة وحقوقهم مكفولة للأوصياء من أولياء الأمور.
العلاقة بين العمر والنضج النفسي:
النضج النفسي لا يتحدد حسب عمر الشخص على الرغم من أنه يٌنظر إلى كبار السن بشكل عام على أنهم أكثر نضجًا ولديهم مصداقية أكبر.
في القانون لا يُعتبر الأشخاص ناضجين نفسياً بما يكفي لأداء مهام معينةمثل القيادة أو التوقيع على عقد ملزم أو اتخاذ قرارات طبية حتى يصلوا إلى سن معينة.
قال القاضي جوليان ماك الذي ساعد في إنشاء نظام محاكم الأحداث في الولايات المتحدة إن قضاء الأحداث قائم على الاعتقاد بأن الشباب لا يتخذون دائمًا قرارات جيدة لأنهم ليسوا ناضجين ولكن هذا يعني أنه يمكن إصلاحهم وتوجيههم بسهولة أكبر من البالغين.
العلاقة بين النضج النفسي والعمر هي علاقة صعبة وكان هناك الكثير من النقاش حول طرق تحديد النضج بالنظر إلى طبيعة الشخصية والنظر إلى البيئة الحالية و العوامل الأخرى، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية مثل الدين والسياسة والثقافة والقوانين.
