الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان، والأكثر عرضة للتّهديدات؛ لأنّه يتعرَّض مباشرة للغبار، والأوساخ، والتّلوّث، وللحفاظ على البشرة محصّنة ضدَّ هذه الأضرار فإنَّ أفضل ما يُمكن القيام به هو الاستحمام بالصّابون المطهِّر والمُرطِّب؛ للحفاظ على الجلد صحّيًّا وجميلًا، وللحصول على أكبر قدر من الفوائد من الاستحمام، من الأفضل الابتعاد عن استخدام الماء السّاخن بشكل كبير والاتّجاه إلى الماء البارد، وفي المقالة التّالية توضيح لعدد من فوائد الماء البارد للجلد المتنوّعة.
تغذية الجلد
من فوائد الماء البارد للجلد أثناء الاستحمام أنّه يُساعد على تحفيز وتحسين تدفُّق الدّم في الجلد، والدّمُ يحمِلُ معه العناصر الغذائيّة الأساسيّة والأكسجين، التي يحتاجها الجسم ليعمل بشكل طبيعيّ، وهذا يعني أنّه عند استخدام الماء البارد، يتدفَّق الدَّمُ بشكل أكثر فعاليّة، وبالتّالي يغذِّي خلايا الجلد كاملة.
يُحارب شيخوخة الجلد
من فوائد الماء البارد للجلد أنّه يجعل الجلد يبدو بمظهرٍ شابٍّ دومًا؛ لأنّه كما ذُكِرَ سابقًا فإنَّ الماء البارد يُحرِّك الدّم بشكل جيّد، وعندما لا تكون الدّورة الدّمويّة سليمة، سينتُجُ عن سوء تدفُّق الدّم بشرة جافة ومملّة. من ناحية أخرى يؤدّي استخدام الماء البارد إلى انخفاض درجة الحرارة الذي يُنشِّط الجهاز العصبيّ الودّيّ، الذي يُطلِق الهرمونات والموادَّ الكيميائيّة في المخِّ التي تساعد على محاربة التّوتّر.
من دون معرفة تفسير علميٍّ دقيق، من الواضح أنَّ الأشخاص الذين يتعرّضون لضغوط طويلة يبدون أكبر سنًّا من العمر الفعليّ، حتّى أنّهم يُعانون من سوادٍ تحت العينين بسبب قلّة النّوم نتيجة الضّغوطات، وهم أكثر عُرضَة لتطوير التّجاعيد والخطوط الدّقيقة، ونظرًا لأنّ الجلد يعكس ما يجري داخل الجسم، فمن المستحيل الحفاظ على بشرة صحّيّة وشابّة عندما يكون الشّخص دائمًا متوتّرًا، ولحُسنِ الحظِّ فإنَّ الحلَّ قد يكون بسيطًا جدًّا، وهو الاستحمام بالماء البارد.
منع الأمراض الجلديّة المرتبطة بالإجهاد
كشفت دراسة ركّزت على فوائد الماء البارد للجلد أنّه قد يكون علاجًا للاكتئاب؛ لأنَّ الماء البارد يعمل على تقليل مستويات التّوتّر، ويُساعد على تحفز هرمونات السّعادة مثل الإندروفين، وبطبيعة الحال عندما ينشر الجسم هذه الموادَّ الكيميائيّة تنخفض مستويات التّوتّر، حتّى أنّها قد تختفي تمامًا، وبالتّالي يُصبح الجلد أقلَّ عرضة للإصابة بالأمراض الجلديّة المرتبطة بالتّوتّر، التي يمكن أن تؤثِّر على الفردِ نفسيًّا واجتماعيًّا، ومن هذه المشاكل الجلديّة حبُّ الشّباب، والصّدفيّة، الأكزيما.
تخفيف أعراض بعض الحالات الجلديّة
أحد فوائد الماء البارد للجلد أثناء الاستحمام أنّه يخفّف من الأعراض المزعجة لحالات جلديّة معيّنة، مثل حبِّ الشّباب والصّدفيّة، وحروق الشّمس؛ لأنَّ البشرة التي تُنتِج الحبوب تكون زيتيّة وساخنة، بالإضافة إلى لونها الأحمر المُلتهِب، والاستحمام بالماء البارد يُخفّفُ الاحمرار والتّورّم بشكل كبيرة وسريع، كما أنّه يُخفّف الألم.
يُساعد الماء البارد على محاربة الحكّة النّاتجة عن الصّدفيّة، وهي أحد أعراضها المميّزة، وفي دراسة نُشِرَت في عام 2009، شَهِدَ المرضى بأنَّ استخدام الماء البارد على الجلد ساعد كثيرًا في مواجهة الحكّة الشّديدة التي تسبِّبها الصّدفيّة.
نصائح للاستفادة من الماء البارد
للحفاظ على جلد صحّيِّ ونظيف من الأفضل الاستحمام بالماء البارد ولكن يجب القيام بذلك بطريقة صحيحة للحصول على فوائده عديدة، وفيما يلي نصائح للاستفادة من الماء البارد أكثر:
استخدام مطهِّر مناسب لنوع الجلد
للحصول على فوائد الماء البارد للجلد أثناء الاستحمام عندما يكون الجلد متضرِّرًا، يجب أن تتجاوز أهداف الاستحمام مجرَّد التّطهير؛ لأنَّ الصّابون العاديَّ يحتوي على مكوّنات مثل الكبريتات، التي تُعتبر منظّفات قاسية، والتي تسبّب العديد من الآثار السّلبيّة وخاصّة للبشرة الحسّاسة، كما أنَّها تُسبّب شعورًا بالضّيق؛ لأنّها تُعزِّز تبخُّر الماء بشكل أسرع عن سطح الجلد، كما أنّها تسبّب الجفاف، وفي بعض الأحيان الحساسيّة، بسبب الألوان والعطور والموادِّ الحافظة المضافة إليها.
بدلًا من الغسيل باستخدام الصّابون العاديّ، من الأفضل استخدام المنظّفات اللّطيفة مثل الصّابون السّائل، ومن الأفضل أن يكون المُنتَجُ خاليًّا من الكبريتات، ويحتوي زيوتًا مغذّية، مثل زيت اللّوز الحلو، وزيت بذور المكاديميا، وزيت عبّاد الشّمس، وهذه المنظّفات لن تُخلِّص الجلد من الأوساخ فحسب، بل ستساعد على ترطيبه، والمحافظة على رطوبته لفترة أطول.
استخدام الزّيت العطريّ
ذُكِرَ سابقًا أنَّ أحد فوائد استخدام الماء البارد للجلد تخفيف التّوتّر والقلق، ويُمكن تحقيق استفادة أكبر من هذه الرّاحة عن إضافة يوت عطريّة بخواصَّ تملئُ النّفس بالطّاقة والحيويّة صباحًا، مثل زيت البرتقال أو اللّيمون، أو النّعناع، أو إكليل الجبل، أمّا مساءً فمن الأفضل استخدام زيوت عطريّة بخواصَّ مهدِّئة؛ للتّخلُّص من التّوتّر المتراكم طوال اليوم، وللمساعدة على الاسترخاء، مثل زيت الخزامى، أو البابونج، أو زيت الورد، أو زيت خسب الأرز.
بصرف النَّظر عن فائدة هذه الزّيوت للمساعدة على الاسترخاء واستعادة الطّاقة ليلًا، سيستفيد الجلد من النّوم الجيّد؛ لأنَّ الحصول على سبع ساعات من النّوم على الأقلِّ، يوفِّر العديد من مزايا العناية بالبشرة، مثل استعادة مرونة الجلد، وتقليل الهالات السّوداء تحت العينين.
المراجع