يعتبر السد العالي أو سد أسوان من السدود المائية التي تقع على نهر النيل في المنطقة الجنوبية لمصر، حيث تم إنشاؤه في عهد جمال عبد الناصر بمساعدة من الاتحاد السوفييتى، وقد ساعد السد فى عملية التحكم بتدفق المياه، والتخفيف من اثار فيضان النيل، كما ويستخدم في توليد الكهرباء. نقدم لكم خلال هذه المقال تاريخ تأسيس السد العالي.
تاريخ تأسيس السد العالي
يعد العالم العربي الحسن بن الهيثم هو أول من فكر في بناء السد العالي، حيث إنه اقترح بناء مشروع هيدروليكي للتحكم بتدفق نهر النيل، على الخليفة الفاطمي، ولكن الخليفة رفض المشروع، وفي عام 1956 توجهت أنظار العالم إلى أسوان، حيث لاحظ مخططو المدن أن الفيضانات التي تحدث خلف السد الجديد، كانت ستغرق المقابر، والآثار المصرية القديمة.
حيث جاء بناء السد العالي الحالي، وهو ثاني سد بني بالقرب من أسوان، بمساعدة فنية دولية، وتمويل كبير من الاتحاد السوفياتي السابق، أما السد الأول فتم بناؤه بين عامي 1898 الى 1902 من قبل مهندسين مصريين وإنجليز، وكان السبب وراء بناء السد هو مكافحة الفيضانات.
خطوات تنفيذ السد العالى
- قدم المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس إلي قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه.
- يدأت الدراسات في 18 أكتوبر 1952 بناء علي قرار مجلس قيادة ثورة 1952 من قبل وزارة الأشغال العمومية، وزارة الري والموارد المائية حاليا وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة مختارة من أساتذة الجامعات حيث استقر الرأي علي أن المشروع قادر علي توفير احتياجات مصر المائية.
- بحلول عام 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، وقد قامت لجنة دولية بمراجعة هذا التصميم وأقرته في ديسمبر 1954 كما تم وضع مواصفات وشروط التنفيذ.
- طلبت مصر من البنك الدولي تمويل المشروع، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولي تمويل المشروع فنيا واقتصاديا، في ديسمبر 1955، كما تسببت الضغوط الاستعمارية فى جعلالبنك الدولي يسحب عرض تمويل السد في عام 1956.
- وقعت اتفاقية بين مصر والاتحاد السوفيتي لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد، وفي مايو 1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة تصميمات السد واقترحوا بعض التحويرات الطفيفة التي كان أهمها تغيير موقع محطة القوي واستخدام تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال.
- وقعت اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان في ديسمبر 1959.
مراحل بناء السد العالي :
- بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولي من السد في يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتي منسوب 130 متر.
- وقعت الاتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفيتي في أغسطس 1960، لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد.
- حولت مياه النهر إلي قناة التحويل والأنفاق وإقفال مجري النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة في مايو 1964.
- تم الاستمرار في بناء جسم السد فى المرحلة الثانية حتي نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التربونات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.
- بدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ عام 1968، وفي يوليو 1970 اكتمل بناء المشروع، وفى يناير 1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي.
أهمية السد العالي
هناك العديد من الجوانب المهمة لبناء السد العالي فى مختلف المجالات، وفيما يلي ذكر لأهم هذه الفوائد:
- يسيطر السد العالي على الفيضانات السنوية على نهر النيل، كما أنه يمنع الضرر الذي يحدث على السهل المعرض للانغمار بمياه الأمطار.
- توليد الطاقة الكهرومائية من خلال محطات توليد الطاقة. حيث يوفر حوالي نصف إمدادات الطاقة في مصر.
- تنظيم حركة الفيضانات على طول نهر النيل، والتخفيف من الآثار الناجمة عنها.
- تنشيط الحركة الاقتصادية في المناطق المحيطة بالسد، حيث أنشئت عدة مصانع، وخاصة بالقرب من بحيرة ناصر.
- زيادة المقدرة التخزينية لمياه الري في المناطق المحيطة بالسد العالي، بحيث يتم تخزين المياه الزائدة في السد، وإعادة إطلاقها خلال أيام، وأشهر السنة.
- يحسن الملاحة البحرية فوق وأسفل أسوان، ويقوم بتوليد كميات هائلة من الطاقة الكهربائية بمقدار 10 مليار كيلو واط سنويا، كما أنه يدعم الخزان، الذي يبلغ عمقه 90 متر.
مواصفات السد العالي
تم بناء السد العالي عام 1954 لاستخدامه عند حدوث الجفاف على المدى الطويل، وكانت سعة السد أكبر بثلاث مرات من سعة السد القديم، فبينما كانت سعة السد القديم حوالي 5 مليار متر مكعب، أصبحت سعة السد الحالي حوالي 157 مليار متر مكعب، ويقع السد الجديد على بعد 7 كيلو متر فوق السد السابق.
حيث يمتد طوله الى 3.6 كيلو متر عبر نهر النيل، ويبلغ عرضه حوالي 1 كيلو متر، ويشتمل المشروع الجديد على مولد للطاقة المائية، فهو يحتوي على توربينات تعمل على إمداد الكهرباء في مصر بسعة تصل إلى 10 مليار كيلوواط في السنة، منذ أن بدأت عملها عام 1970.
المراجع