العلويين أو العلوية طائفة دينية شيعية تنسب إلى علي بن أبي طالب، ومؤسسها إبن نصير والخصيبي، وفي مقالة من هم العلويين نتعرف اكثر عن أتباع هذه الطائفة، وكم عددهم، وأين يعيشون في الوقت الحالي، وما هي علاقتهم بالمسلمين السنة.
من هم العلويين
العلويين أو العلويون أو العلوية فرع من الإسلام الشيعي الذي يقدس الصحابي علي بن أبي طالب، إبن عم النبي محمد وصهره، وبجانب الإسلام، فقد أضافوا إلى دينهم جوانب ديانات أخرى، بما في ذلك المسيحية، ولديهم ما يشبه الثلوث المقدس، الذي يضم محمد وعلي وسلمان الفارسي.
ظهرت العلوية أول مرة بعد قرون من وفاة الرسول، وسرعان ما تم نفي أتباع هذه الطائفة إلى أطراف العالم الإسلامي، وهي الجبال الساحلية في سوريا، وفي تلك المناطق عاش معظم العلويون ولا يزالون حتى اليوم، وقد كان لهم في القرون الأخيرة تأثير سياسي مهم في سوريا.
يميل العلويون إلى تسميت أنفسهم بإسم أخر غير العلويين، وهو النصيريون، على إسم إبن نصير، مؤسس هذه الطائفة، وعددهم في العالم يقدر بحوالي 14 مليون شخص، معظمهم يعيشون في دولة سرويا، حيث يشكلون نحو 10 في المائة من سكان البلاد.
العداء بين السنة والعلويين
تاريخيا، صنف العديد من رجال الدين السنة العلويين على أنهم زنادقة، حتى ان البعض طالب بقتلهم، وهذا الأمر جعل العلويين يحاولون تأسيس نظام سياسي قوي وقادر حمايتهم، خاصة في الأونة الأخيرة مع صعود الجهاديين السنة والمقاتلين، وقد تم إتهام العلويين بإرتكاب العديد من المجازر لتحقيق هذا الهدف.
بالرغم من أن العلويين يشكلون أقلية في سوريا، إلا أنهم يسيطرون على الحكم في هذه الدولة من سنوات، وعائلة الأسد، العائلة الحاكمة لسوريا، هي عائلة علوية، وجميع المناصب المأثرة تقريبا في سوريا يتٍرأسها أشخاص من الطائفة العلوية، خاصة في الأجهزة الأمنية.
إنتساب الأسرة الحاكمة في سوريا إلى العلويين، خاصة في الجيش، خلق إستياءا عميقا داخل الأغلبية السنية، وكان هذا من الأسباب التي أدت إلى ثورة 2011، وفي تلك الفترة لم يكن أمام العلويين سوى الوقوف بجانب بشار الأسد خوفا من نجاح الثورة، والذي قد يعني الإنتقام.
العلويين في سوريا
بالنسبة للوجود الجغرافي، فإن العلويين أقلية تمثل نسبة صغيرة من سكان سوريا، وتاريخيا، عاش العلويين في المناطق الجبلية لساحل البحر المتوسط في غرب البلاد، بجانب محافظة اللاذقية، حيث يشكل العلويون أغلبية في هذه المحافظة، كما انهم يشكلون حضورا في عدد من المحافظات الأخرى، بما في ذلك حمص ودمشق.
بالنسبة للإختلافات العقائدية، فإن العلويون يمارسون شكلا فريدا من الإسلام يعود إلى القرنين التاسع والعاشر، ونتيجة لقرون من العزلة عن العالم، فإنهم يمارسون طقوس ذات طبيعة سرية، والإختلاف الأساسي مع السنة، هو نفس الخلاف بين الشيعة والسنة، أن علي كان الوريث الحقيقي للنبي.
العلويون يميلون إلى تبجيل الإمام علي، ربما أكثر من غيرهم من الشيعة، وذلك من خلال إعطائه بعض السمات الإلهية، وهناك عناصر محددة أخرى، مثل الإيمان بالتجسد الإلهي، وجواز الكحول، والإحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة الزرادشتية.
العلويين وايران
غالبا ما يصور العلويين على أنهم أشقاء للشيعة في إيران، وهذا الإعتقاد ليس دقيقا، فالتعاون الذي يظهره العلويون مع إيران في الوقت الحالي سياسي أكثر مما هو ديني، فلم يكن للعلويين روابط تاريخية أو أي تقارب ديني مع الشيعة الإيرانيين، والذين ينتمون إلى المدرسة الأثني عشرية، الفرع الشيعي الرئيسي.
لم يتم الإعترف بالعلويين بشكل رسمي على أنهم من المسلمين الشيعة إلا في سنة 1974، وعلاوة على ذلك، فإن العلويين عرب، بينما الإيرانيون من الفرس، وهذه الإختلافات كانت كافية لعدم وجود تقارب بين العلويين والشيعة في إيران، لكن الأمر تغير مع بداية الثورة السورية، فشكلوا معا تحالفا إستراتيجيا.