تاريخ القاهرة الاسلامية

عندما تتوجه إلى القاهرة الإسلامية، وتبدأ في المشي في شوارعها، سرعان ما ستشعر أنك ركبت آلة الزمن، وانتقلت عبر أروقة التاريخ إلى العصور الوسطى مثل (الطولونية، والفاطمية، والأيوبية)، لذلك دعونا اليوم نتعرف علىتاريخ القاهرة الاسلامية.

تاريخ القاهرة الاسلامية

تاريخ القاهرة الاسلامية

منذ بداية التاريخ كانت القاهرة الإسلامية، هي العاصمة الأصلية للبلاد، وبعد غزو الأسرة الفاطمية لمصر عام 969م، كان أول ما قاموا به هو إنشاء عاصمة جديدة، تقع في شمالها، واتخذوا منها مقر إداري لهم، وأطلقوا عليها اسم القاهرة.

تميزت العاصمة الجديدة بالعمران الحديث، فقد امتلأت بالقصور، والمباني الإدارية الضخمة، وأصبحت مركزاً تجارياً، و ثقافياً، واجتماعياً هاماً جداً في العالم في ذلك الوقت.

أما المدينة القديمة فقد كانت تتميز بوجود سور ضخم حولها يحميها من هجمات الأعداء، تهدمت أجزاء كثيرة منه في الوقت الحالي، كانت مبانيها تحمل طراز قديم ذو طابع مميز، والبنية التحتية الخاصة بها بسيطة للغاية.

لكن بالرغم من ذلك امتلأت شوارعها بالمساجد الجميلة، وعدد كبير من الآثار الإسلامية العريقة، التي جعلتها حتى الآن حياً من أهم الأحياء السياحية الموجودة في العاصمة.

مع بداية الحصار الذي فُرض على مصر في القرن الثاني عشر الميلادي، بدأ السكان يعودون إلى القاهرة الإسلامية القديمة، للاحتمال بسورها، ولكنهم بقوا موجودين فيها حتى بعد انتهائه.

حتى الآن تعتبر من أكثر المناطق إكتظاظاً بالسكان، على الرغم من مبانيها المتهالكة، وهندستها المتدنية، ويذهب إليها كل يوم ملايين السياح من مصر وخارجها للاستمتاع بجمال آثارها.

إذا أردت زيارة المدينة فسوف تكون مهمتك غير سهلة، وهذا نظرا لصعوبة الوصول إليها وكبر حجمها، فهي الآن تضم المدينة الأصلية القديمة، والمدينة الفاطمية، وكذلك المناطق التي تصل إلى الجنوب إلى قلعة صلاح الدين ومسجد ابن طولون.

كما تمتلئ بـ الشوارع الرئيسية والجانبية المكتظه بالسكان، والتي تعتبر منطقة تجارية مزدحمة جدا، فهي مليئة بالمحلات التجارية، والأسواق الشعبية، والتي يمكن أن تقضي أسابيع دون تنتهي من زيارة جميع مناطقها.

تاريخ القاهرة الاسلامية
تاريخ القاهرة الاسلامية

أهم الأماكن السياحية الموجودة في القاهرة الإسلامية

شارع المعز لدين الله الفاطمي

يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي، هو أهم شارع بها، فهو يضم أغلب الأماكن القديمة، وقد كان هو الشارع الرئيسي فيها عندما تم بناؤه في القرن الحادي عشر، و بني فيه العديد من الأضرحة و القصور.

وقد تم تجديد القسم الشمالي من الشارع في المنطقة ما بين باب الفتوح وشارع الأزهر، والتي تعتبر واحد من أكثر الأجزاء الخلابة في القاهرة اليوم، كما يمكنك زيارة مجمع (قلعون) هناك، وهو أحد المباني الرائعة فيها.

شارع المعز لدين الله الفاطمي

سوق خان الخليلي

كما يمكنكم زيارة سوق خان الخليلي الشهير في المساء، والذي تم تشييده في القرن الرابع عشر الميلادي، و الاستمتاع بشراء الهدايا، والمقتنيات الإسلامية الشعبية.

أثناء مرورك في تلك المنطقة سوف تمر بالعديد من المساجد العريقة مثل (مسجد اسلم السلحدار، ومسجد أقصنقور، ومسجد التنبوغ المريداني، ومسجد أحمد المهندمار، ومسجد كشك الإسحاقي).

سوق خان الخليلي

جامع الأزهر الشريف

كما تحتوي على العديد من المساجد الأثرية القديمة، والذي يعتبر أجملها وأكبرها على الإطلاق جامع الأزهر الشريف، حيث يمتلك مكانة مهمة وعالية جدا في التاريخ الإسلامي.

قام الفاطميون بـ تأسيسه في عام 970 ميلادي، كـ مسجد مخصص للعبادة والتعلم على حد سواء، وقد تطور على مر القرون ليصبح أهم مركز وجامعة للدراسات الإسلامية في العالم.

جامع الأزهر الشريف

قلعة صلاح الدين الأيوبي

تم بناؤها في القرن الثاني عشر الميلادي، وأثناء حكم الدولة الأيوبية لـ مصر، وهي الآن تقع في وسط القاهرة، وتقدم منظراً خلاباً لها، كما تحتوي على العديد من المتاحف التي خصصت للشرطة، والجيش، في العصر الإسلامي.

يوجد في داخل أسوارها ثلاث مساجد شهيرة يمكن مشاهدتهم أثناء تجولك فيها وهم (مسجد الناصر محمد، مسجد سليمان باشا، مسجد محمد علي) الذي يتميز بديكوراته المرمرية.

كما نجد في الطابق السفلي منها مسجد السلطان حسن الضخم الذي بناه في القرن الرابع عشر و يحمل اسمه، والذي تم بناؤه في بداية الأمر ليكون مدرسة دينية، ويحتوي على بعضًا من الزخارف المعمارية الأكثر المثيرة للإعجاب، والتي يتميز بها عن أي مسجد آخر.

قلعة صلاح الدين الأيوبي

مسجد أحمد بن طولون

يقع على بعد مسافة قريبة من القلعة، تم بناؤه عام 872 م، ويعتبر أقدم مسجد في القاهرة اليوم، وأكبرهم من حيث المساحة، كما يعتبر تحفة معمارية فريدة من نوعها، فهو مشيد على طريقة سمران.

يمكنكم زيارة القلعة والمتاحف الملحقة بها، وكذلك المساجد الملحقة بها في يوم واحد، نظراً لوجودهم في محيط واحد.

مسجد أحمد بن طولون

حديقة الأزهر

تعتبر معلم مستحدث على القاهرة الإسلامية، حيث عملت الحكومة المصرية في تسعينيات القرن الماضي على تحويل قطعة أرض كبيرة كانت تستخدم كـ مقابر في العهد القديم إلى حديقة ضخمة تمتد على مسافة 74 فدان.

تضم الكثير من الأماكن الخضراء الخلابة، والتي أضفت سحر وجمال على المدينة، كما تضم مطعماً، ومقهى، يمكنكم قضاء يوم بأكمله هناك والاستمتاع بجمال الطبيعة المجاور للآثار الإسلامية.

كما يمكنكم البقاء فيها حتى أذان العشاء، والاستمتاع بسماع الأذان الذي ينطلق من آلاف المآذن في القاهرة.

حديقة الأزهر

المراجع

مصدر1

 مصدر2

Exit mobile version