الامير محمد بن نايف هو أحد الأعضاء البارزين في العائلة المالكة في المملكة العربيّة السّعوديّة، ووالده كان أحد الأبناء للملك مؤسّس البلاد؛ لذلك كانت مسيرة حياة الامير محمد بن نايف متميّزة من بدايتها. تلقّى الامير محمد بن نايف تعليمه في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وبدأ حياته المهنيّة رجلًا للأعمال، وعندما أصبح عمره حوالي 40 عامًا، التحقَ بخدمة الدّولة بصفته مساعدًا لوزير الدّاخليّة.
الأسرة والحياة الشّخصيّة
الامير محمد بن نايف متزوّج من ابنة عمّه ريما بنت سلطان بن عبد العزيز آل سعود، الذي كان وليَّ عهد المملكة العربيّة السّعوديّة من 2005 إلى 2011، ولديهما ابنتان، هما الأميرة سارة، والأميرة لولوة.
- أصبح وزيرًا للدّاخليّة عن عمر 53 عامًا.
- أصبح وليًّا للعهد في عُمر 55 عامًا، وهو أوّل شخص من جيله يتمُّ تعيينه رسميًّا في هذا المنصب، ولكنّه تنحّى بعد عامين من هذا المنصب، لصالِحِ الأمير محمد بن سلمان.
الطّفولة والحياة المبكّرة
ولد الامير محمد بن نايف آل سعود في 30 آب 1959 في جدّة، وكان والده نايف بن عبد العزيز، الابن الثّالث والعشرين من أبناء مؤسّس لمملكة العربيّة السّعوديّة، وهو أحد أبناء السّديري السّبعة.
لا يُعرف الكثير عن تعليم الامير محمد بن نايف المبكِّر إلّا أنّه أكمل تعليمه في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وفي وقت لاحق، التحق بكلّيّة لويس آند كلارك في بورتلاند، لكنه غادر دون الحصول على شهادته، ومع ذلك، تقول بعض المصادر الأخرى، إنّه حصل على شهادته في العلوم السّياسيّة في عام 1981.
تركّزت السّنوات بين عام 1985 وحتّى 1988 من حياة الامير محمد بن نايف في دراسة الدّورات الأمنيّة، في إطار مكتب التّحقيقات الفيدراليّ FBI، بعد ذلك، من 1992 إلى 1994، تلقّى تدريبات مع وحدة مكافحة الإرهاب في سكوتلاند يارد، وفي هذه الأثناء، عمل في القطاع الخاصِّ، حيث كان يدير العديد من المشاريع التّجاريّة.
حياة الامير محمد بن نايف العمليِّة
طوال حياة الامير محمد بن نايف المهنيّة أثبت قدرته على محاربة الإرهاب، وأُشيدَ به دوليًّا؛ لأنّه مهندس برنامج حكومته لمكافحة التّمرّد، واستمرَّ في خدمة حكومته في مناصب مختلفة، وفيما يلي عدد منها:
- في عام 1999، عُيِّنَ الامير محمد بن نايف مساعد وزير الدّاخليّة للشّؤون الأمنيّة بموجب مرسوم ملكيّ، في ذلك الوقت، شغل والده نايف بن عبد العزيز آل سعود منصب وزير الدّاخليّة، وبعد فترة وجيزة، أثبت محمد بن نايف أنه مساعد جدير له.
- في عام 2000، عُيِّن الامير محمد بن نايف في نفس الوقت عضوًا في المجلس الأعلى للإعلام من قِبل ولي العهد آنذاك، عبد الله بن عبد العزيز، وشغل بنجاح كلا المنصبين حتّى عام 2004، وفي مرحلة ما من حياة الامير محمد بن نايف العمليِّة خلال هذه الفترة، شغل أيضًا منصب مدير الدّفاع المدنيّ.
- في عام 2003، أثناء تكثيف تنظيم القاعدة لأنشطته في المملكة العربيّة السّعوديّة، واستهداف المجمّعات السّكنيّة للمغتربين، والبنية التّحتيّة للنّفط، والمنشآت الصّناعيّة، بدأ الامير محمد بن نايف العمل مع والده لصدِّهم، وشكّلا برامج ناجحة لمكافحة الإرهاب، في الوقت نفسه، واصل التّفاعل مع وسائل الإعلام، وبالتالي تعزّز موقف والده السّياسيّ.
- في عام 2004، ترقّى الامير محمد بن نايف إلى رتبة نائب وزير الدّاخليّة، في حين أنَّ والده بقي في منصب وزير الدّاخليّة، وأصبح محمد بن نايف الرّجل الثّاني في الوزارة، ومن خلال العمل مع والده، تمكّنا من إنهاء هجمات القاعدة الإرهابيّة بحلول عام 2007 إلى حدٍّ كبير.
جهود الامير محمد بن نايف في مكافحة الإرهاب
لم يُعتَرَف بجهود الامير محمد بن نايف في الحرب على الإرهاب على مستوى السّعوديّة فحسب، بل أثنت عليه الصّحافة الدّوليّة أيضًا، وجاء في تقرير نُشِرَ في عام 2003، في صحيفة واشنطن بوست: إنّه المسؤول الذي يقود أكبر حملة في العالم لمكافحة الإرهاب.
خلال حياة الامير محمد بن نايف في مكافحة الإرهاب، أشرف على التّنسيق الأمنيّ مع الولايات المتّحدة، بالإضافة إلى ذلك، حافظ على علاقة وثيقة مع المحافظين الدّينيين في المملكة العربيّة السّعوديّة.
محاولات الاغتيال
في آب 2009، أُبلِغ الامير محمد بن نايف أنَّ أحد المتشدّدين السّعوديين الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة أراد تسليم نفسه، وعند سماع ذلك، أرسل الأمير طائرته الخاصّة لنقله، بعد ذلك في 27 آب 2009، وصل الرّجل إلى منزل الأمير في جدّة، وبمجرّد وصوله على بعد أقدام قليلة من الأمير، فجّر الرّجل قنبلة كان يحملها في تجويف جسده. أدّى الانفجار إلى مقتل الشّابّ على الفور وتمزيق جسده، وإصابة الأمير بجراح بالغة. طوال حياة الامير محمد بن نايف تعرّض إلى ثلاث محاولات اغتيال على الأقلِّ، واحدة أثناء وجوده في مكتبه، أمّا الأخرى كانت أثناء زيارته لليمن.
المراجع