ولد الامير سلطان بن عبدالعزيز في عام 1930، في الرّياض، وهو الابن الثّاني من أبناء السّديري السّبعة (أبناء الملك عبد العزيز آل سعود مؤسّس المملكة). تلقّى الامير سلطان تعليمًا مبكرًا في الشّريعة الإسلاميّة، والثّقافة الحديثة، والدّبلوماسيّة في البلاط الملكيّ، كما حصل على لغة إنجليزيّة جيّدة، وفيما يلي معلومات عن حياة الامير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله:
مناصب الامير سلطان بن عبدالعزيز
طوال حياة الامير سلطان بن عبدالعزيز تولّى العديد من المناصب، ومن بينها:
- أصبح حاكم الرّياض في عام 1947، وفي هذا العام أشرف على إنشاء شركة النّفط العربيّة الأمريكيّة (أرامكو)، لخطِّ سكّة حديد بين الدّمام في المنطقة الشّرقيّة والرّياض.
- انضمّ إلى مجلس الوزراء في عام 1953، وأصبح وزيرًا للزّراعة، ممّا ساعد في تسوية بادية المملكة العربيّة السّعوديّة في مزارع حديثة.
- في عام 1955 عُيِّنَ وزيرًا للاتّصالات، وبقي في هذا المنصب حتّى عام 1962.
- في عام 1962 أصبح الامير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدّفاع والطّيران في المملكة.
- أصبح رئيس شركة الطّيران الوطنيّة، والخطوط الجوّيّة العربيّة السّعوديّة منذ عام 1965.
سياسة الامير سلطان الخارجيّة
في حياة الامير سلطان بن عبدالعزيز السّياسيّة أشرف على مشاركة المملكة العربيّة السّعوديّة في الحرب الأهليّة في شمال اليمن في السّتينيّات، كما دعم شيوخ اليمن الجنوبيّ بعد انسحاب بريطانيا من عدن.
عندما اغتيل الملك فيصل عام 1975، وأصبح الأمير خالد ملكًا، كان الأمير فهد هو ولي العهد، وعندما وقّعت مصر اتّفاقيّة كامب ديفيد للسّلام مع إسرائيل في عام 1978، اقترح الأميران فهد وسلطان استمرار العلاقات الوثيقة مع الولايات المتّحدة، في حين أنّ الملك خالد والامير عبد الله، الذي كان آنذاك قائدًا للحرس الوطنيّ، دَعَوا إلى إبعاد المملكة العربيّة السّعوديّة عن الولايات المتّحدة، كما شارك الامير سلطان بن عبدالعزيز بعمق في حملة الولايات المتّحدة السّرّيّة لتوفير الأموال والأسلحة للمجاهدين الذين يقاتلون السّوفييت في أفغانستان.
سياسة الأمير سلطان الدّاخليّة
طوال حياة الامير سلطان بن عبدالعزيز السّياسيّة أشاد به الأشخاص الذين عرفوه بأنّه صاحب رؤية استراتيجيّة، ولديه قدرة كبيرة على التّفكير، خاصّة بعد ارتفاع أسعار النّفط في عاميِّ 1973 و1974.
- أنشأ الامير سلطان بن عبدالعزيز مؤسّسة عسكريّة ضخمة في المملكة العربيّة السّعوديّة، من خلال مشتريات الأسلحة من الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة وفرنسا.
- أثناء تولّيه وزارة الدّفاع، أنفق الامير سلطان مئات المليارات لتحديث قوّات البلاد؛ ممّا ضاعف القوّات المسلّحة النّظاميّة لأكثر من 100.000 رجل، واشترى أسلحة متطوّرة من جميع أنحاء العالم.
- اكتسب الامير سلطان سمعة طيّبة بسبب جدّيّته في العمل، وشخصيّته الصّارمة والقاسية والمتشدّدة، وكان يعمل حتّى وقت متأخّر من اللّيل، وقد كان معتدلًا ومحافظًا وسياسيًّا.
مؤسّسة سلطان بن عبدالعزيز
إحدى إنجازات في حياة الامير سلطان بن عبدالعزيز هي إنشاء مؤسّسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وهو مؤسّسة خيريّة مقرُّها السّعوديّة، تأسّست عام 1995 في الرّياض؛ لتقديم الخدمات الاجتماعيّة، والرّعاية الصّحّيّة للمسنّين، وبرامج التّأهيل الشّامل للمعوّقين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة، بالإضافة إلى عدد من الإسكانات الطّموحة، والبرامج التّعليميّة والطّبّيّة، وكان رئيسها الأمير سلطان.
إنجازات الامير سلطان
في غضون سنوات قليلة من إنشاء المؤسّسة، ظهرت باعتبارها واحدة من أكبر المؤسّسات من نوعها في العالم، وطوال حياة الامير سلطان بن عبدالعزيز شملت إنجازات مؤسّسته في السّعوديّة والعالم على ما يلي:
- إنشاء مدينة السلطان بن عبد العزيز الضّخمة للخدمات الإنسانيّة، وهي أكبر مُنشأة متكاملة لإعادة التّأهيل الطّبّيّ في العالم، تبلُغ مساحتها 16 فدّانًا شمال الرّياض، وتضمُّ مركزًا للتّشخيص الطّبّيّ الكامل، و18 غرفة للعمليّات، و400 سرير للمسنّين والمعوّقين، وذوي الاحتياجات الخاصّة، ومركز للشّفاء، ومركز للتّعليم والتّدريب، وخارجها مرافق للمرضى.
- إنشاء مشاريع الإسكان الإنسانيّة، في تبوك، وحائل، والمنطقة الجنوبيّة، ويحتوي كلُّ مجمَّع على 100 منزل منفصل ومؤثّث بالكامل للعائلات المشرّدة، مع وسائل الرّاحة والخدمات الكاملة، بما في ذلك المساجد والمدارس والمرافق الطّبّيّة والمراكز الاجتماعيّة.
- إنشاء مركز الامير سلطان للعلوم والتّكنولوجيا، في مدينة الخُبر شرقيَّ المملكة، يسعى لتشجيع التّعلُّم، وتعزيز القدرات التّكنولوجيّة للشّباب السّعوديّ.
- إنشاء برنامج للتّعليم الخاصِّ، وبرنامج التّعليم العربيّ والإسلاميّ في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وبرنامج الاتّصالات الطّبّيّة والتّعليميّة Medunet.
- إنشاء مركز الملك عبد العزيز للدّراسات الإسلاميّة في إيطاليا.
- إنشاء مركز السّمع والنّطق بالتّعاون مع جمعيّة البحرين لتنمية الطّفل.
- تقديم الدّعم الماليّ المباشر للعديد من الأنشطة الخيريّة الموجودة مسبقًا في المملكة وغيرها.
وفاة الامير سلطان
أصبحت المشاكل الصّحّيّة للأمير سلطان خطيرة في عام 2004، عندما شُخِّص بسرطان القولون، كما أنّه قضى فترات طويلة في نيويورك لعلاج حالته، وكان يتلقّى علاجه في الولايات المتّحدة والمغرب، وكان يفوّض مهامّه لأفراد الأسرة الآخرين، كما أنّه أُصيب بمرض الزّهايمر، وفي عام 2009 كانت مشاكله الصّحّيّة متفاقمة بشكل كبير، وتوفّي في 20 تشرين الأوّل 2011.
المراجع