كان الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزيرًا للدّاخلية منذ عام 1975، وبقي في هذا المنصب لأكثر من 35 عامًا، كما كان وليُّ عهد المملكة العربيّة السّعوديّة في كانون الأوّل 2011، بعد وفاة أخيه الأمير سلطان، وفي حياة الامير نايف بن عبدالعزيز نَجَحَ بحماية المملكة من تداعيات الرّبيع العربيّ الذي بدأ في تونس ومصر في عام 2011، وكذلك لمواجهة الأجنحة المسلّحة والإرهابيّة.
طفولة الامير نايف بن عبدالعزيز
وُلِدَ الامير نايف في الطّائف، بالقرب من مكّة المكرّمة، بعد فترة وجيزة من إنشاء المملكة العربيّة السّعوديّة، وهو آخر أبناء السّديري السّبعة (أبناء حصّة بنت أحمد السّديري، زوجة الملك عبد العزيز آل سعود رحمهم الله)، وترتيبه بين أخوته جميعًا الثّالث والعشرون.
شهدت سنوات الطّفولة المبكّرة من حياة الامير نايف بن عبدالعزيز انتقالًا قصيرًا بين عقود من الحروب، التي وقعت لتدعيم سلطة الملك عبدالعزيز على القبائل البدويّة، التي تعيش في صحراء شبه الجزيرة العربيّة.
ودَرَسَ في مدرسة الأمراء في الرّياض، وبينما أصبحت المملكة غنيّة من الدّخل الذي يُحقّقه النّفط، شهدت توتّرًا متزايدًا بين المحافظين المتدينين، والمتعلّمين في الغرب، عُيِّنَ نائبًا للحاكم، ثم حاكم الرّياض، وكان يَبلُغ 18 عامًا، قبل أن ينضمّ إلى وزارة الدّاخليّة عام 1970.
صفات الامير نايف بن عبدالعزيز
طوال حياة الامير نايف بن عبدالعزيز وُصِفَ بأنّه مُدمن على العمل، ولم يوصَف أبدًا بأنه فاسد، وفي عام 2009، وهو العام الذي تولّى فيه منصب النّائب الثّاني لرئيس الوزراء، وصفته برقيّة أمريكيّة، كشف عنها ويكيليكس بأنّه “ناجح في عمله، ومحافظ، ومقتنع بأنّ الأمن والاستقرار ضروريّان للحفاظ على الحُكم وضمان الرّخاء، وقالت البرقيّة إنّه كان بعيد المنال، وغامض، وعمليّ، وغير متخيِّل، ومهذَّب، وصريح.
دور الامير نايف بن عبدالعزيز في أحداث 1977
في عام 1977، اشتكى جهيمان العتيبي وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين، من أنّ أسرة آل سعود قد استغلّت الإسلام، وأصبحت موالية لأمريكا، وجلبت الشّرّ والفساد إلى المسلمين، وقد ادّعى جهيمان أنَّ جبريل عليه السّلام تحدّث معه.
في عام 1979 أمر أتباعه المتعصّبين بجمع الأسلحة، وهرّبوها في توابيت إلى المسجد الحرام في مكة، وبدأ الحصار في 20 كانون الثّاني، وكانت مهمّة استعادة المسجد تحدِّيًا في مسيرة حياة الامير نايف بن عبدالعزيز المهنيّة، بالإضافة إلى شقيقه وزير الدّفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز.
رفعت قوّات الأمن الخاصّة في عهد الامير نايف بن عبدالعزيز الحصار عن الحرم بدعم من القوّات الفرنسيّة، ثمَّ أعلن الملك خالد عن إصلاحات تشمل برلمانًا جديدًا وقانونًا أساسيًّا، وأنشأ الامير نايف لجنة لدراسة هذه التّجارب الدّيمقراطيّة.
رأي الامير نايف بأحداث 11 سبتمبر
- بعد الهجمات الإرهابيّة في 11 أيلول 2001، أخبر الامير نايف بن عبدالعزيز السّفير الأمريكيّ روبرت جوردان، في بيان علنيّ إنَّ هذه الفظاعة كانت مؤامرة صهيونيّة، وقال في عام 2002: ما زلنا نسأل أنفسنا من استفاد من الهجمات؟ أعتقد أنّهم اليهود.
- في 2003 أُطلقت النّار على أخصّائي الإرهاب في قناة بي بي سي في الرّياض فرانك جاردنر، من قِبَل المتعاطفين مع تنظيم القاعدة، وبدأت حملة على الإرهابيين في المملكة العربيّة السّعوديّة، وكانت المرحلة التّالية من حياة الامير نايف بن عبدالعزيز السّياسيّة تُركِّز على قمع الإرهابيين.
دور الامير نايف في السّعوديّة
- طوَّر الامير نايف جهازًا أمنيًّا ساهم في فشل الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة مثل تنظيم القاعدة، بعد حرب 2001 في أفغانستان، وبعد بدء انتفاضات الرّبيع العربيّ، في آذار 2011 ساعدوا في قمع الانتفاضة الشّيعيّة في البحرين.
- أغلق الامير نايف بن عبدالعزيز الجمعيّات الخيريّة التي جمعت الأموال من أجل الإرهاب، وأُسكِتَ الدُّعاة الذين يروّجون للعنف، غير أنَّ العديد من المتشدّدين فرّوا ببساطة إلى اليمن، وأنشأوا تنظيمًا للقاعدة في شبه الجزيرة العربيّة، الذي لا يزال يمثل تهديدًا.
- في عام 2001، دَعَمَ الامير نايف بن عبدالعزيز علنًا في وقتها التّحرُّك لإصدار بطاقات هوّيّة خاصّة بالنّساء، وهذا القرار منَحَ النّساء مزيدًا من الحرّيّة في العديد من المعاملات الماليّة والقانونيّة، وقبل إجراء هذا التّغيير، كان يُمكن تسجيل النّساء على بطاقات آبائهم أو أزواجهنَّ، ولكنّه كان مُعارضًا لقيادة المرأة.
وفاة الامير نايف
في نهاية حياة الامير نايف بن عبدالعزيز عانى من مرض غير معروف، وكان يتلقّى العلاج في جنيف، وهذا بعد تولّيه منصب وليّ العهد للملك عبد الله البالغ من العمر 89 عامًا، وقد توفّي عن عُمر يناهز 78 عامًا.
المراجع