إمارة الفجيرة هي الإمارة الوحيدة الواقعة شرقيَّ دولة الإمارات وخليج عُمان، أمّا جميع الإمارات الأخرى فتقعُ على الخليج العربيّ، وتقع في المرتبة الخامسة بين باقي الإمارات، من حيث المساحة، حيث إنَّ مساحتها تبلُغُ 1488 كم، أي ما يُعادل 1.8% من المساحة الكلّيّة لدولة الإمارات، ويُعطيها موقعها ساحلًا بطول 90 كم على خليج عُمان، ويوفّر لها موقعها الكثير من المميّزات، مثلًا يُعتبر ميناؤها جاذبًا للمستثمرين من جميع أنحاء العالم، وفيها السّهل السّاحليّ الشّرقيّ، وهو من أخصب مناطق الإمارات، وتكثر فيه المزارع، وتُحيط الجبال الشّاهقة بالعديد من مناطق الشّاطئ، وتمتلك مناظر طبيعيّة خلّابة، وفيها مياه معدنيّة للاستشفاء، ومن أهمِّ ما يُميّزها قلعة الفجيرة
مقدّمة عن قلعة الفجيرة
تشتهر الفجيرة بالعديد من الكنوز الأثريّة، التي يعود تاريخ بعضها إلى حوالي خمسة قرون، ومنها القلاع والحصون والمساجد، وتُعتبر قلعة الفجيرة أهمَّ وأكبر القلاع في الإمارة، وبحسب معلومات عن تاريخ قلعة الفجيرة فإنّها بُنيت في القرن السّادس عشر الميلاديِّ، وهي أهمُّ قلعة لعدّة ميّزات منها أنّها تقع على مرتفع عالٍ؛ حيث يبلُغُ ارتفاع بناءها حوالي 20 مترًا عن سطح البحر؛ ويجعلها ارتفاعها مطلّة على جميع مدينة الفجيرة، وتبعُدُ عن الشّاطئ نحو 3 كم، بحسب معلومات من تاريخ قلعة الفجيرة فقد تعرّضت للغزو مرّتين؛ لأنّها كانت مطمعًا منذ أيّام الاستعمار الأوروبيّ، والمرّة الأولى التي تعرّضت فيها للغزو كانت من قِبل البرتغاليين، ولكنّها رُمّمت لاحقًا، وتعرّضت بعدها لقصف من الإنجليز في العشرينيّات من القرن الماضي.
هندسة قلعة الفجيرة
تتميّز قلعة الفجيرة بهندستها الفريدة من نوعها، التي يختلف تصميمها تمامًا عن التّصميمات الهندسيّة المعتادة؛ لأنَّ بقيّة قلاع الإمارات مكوّنة من ثلاثة أبراج دائريّة، وبرج مربَّع، وبناءها طويل ذو مقطع يشبه البرج، وهذه المباني مرتبطة بجدار بين الأبراج، يكوّن قاعة مركزيّة في الوسط، أمّا قلعة الفجيرة فإنَّ مظهرها من الخارج رائع، وجدرانها قديمة وصامدة إلى الآن، مع أنّها مبنيّة على شكل غير منتظم؛ فقد أخذت شكل الرّبوة التي بُنيت عليها، ووفق أبعادها التّضاريسيّة. بحسب معلومات عن تاريخ قلعة الفجيرة فإنَّ فيها قاعة كبيرة، وتجاورها غرفة كبيرة أيضًا، ويربط بين طوابق القلعة درج بهيّ، وفي الطّابق الثّاني شُرُفات ذات إطلالات ساحرة على التّلِّ المقابل، كانت تُستخدم قديمًا للدّفاع عن القلعة، كما أنَّ هناك سُلَّمًا يقود إلى السّطح، وهو مقسَّم إلى ثلاثة تقطيعات بينها مكان للقيلولة، وما زالت هذه المعالم إلى الآن.
مكوّنات بناء قلعة الفجيرة
بحسب معلومات عن تاريخ قلعة الفجيرة فقد بناها السّكّان المحلّيّون، من موادٍّ بسيطة، مثل الحجارة، والحصى، والطّين، والتّبن، والجصِّ (مادّة الصّاروج)، وبمساعدة دراسة كيميائيّة تحليليّة بواسطة كربون 14 المشع، تمَّ التّأكيد على زمن بناءها، ويُقدَّر بناؤها في الفترة ما بين 1500 و1550 للميلاد، وأعيد بناؤها في حوالي الفترة 1650 و1700 للميلاد، أمّا أوّل ترميم حديث لها فقد كان في عام 1925، والآخر في عام 2000، وقامت به إدارة التّراث والآثار، ورمّمت القلعة كاملة مع أبراجها، بالإضافة إلى ترميم العديد من القصور والبيوت المحيطة، ورمّمت المسجد أيضًا، وكلُّ هذه التّرميمات وفقد أسلوب علميٍّ دقيق؛ للمحافظة على شكل المباني التّاريخيّ، وإعادتها إلى حالتها السّابقة، واستُخدِمَت في التّرميم الموادُّ نفسها التي بُنِيت منها القلعة الأصليّة.
قلعة الفجيرة حاليًّا
الآن وبعد التّرميم تتكوّن قلعة الفجيرة من ثلاثة أبراج دائريّة، وبُرج مستطيل الشّكل، وطابقين وسطح، ويتكوّن طابق القلعة الأرضيُّ من قاعة وغرفة واحدة، ومدخل رئيسيٍّ، وأدراج تؤدّي إلى الطّابق الأوّل، الذي يتكوّن من قاعة وممرٍّ يؤدّي الى الأبراج، ثم إلى سطح تُحيط به الشّرفات، وهذا نفس التّصميم الذي جاء في تاريخ قلعة الفجيرة لأنَّ التّرميم حافظ على شكل القلعة بالضّبط، وهي الآن متحف متخصصٍّ لعرضِ الأسلحة والأدوات التي استُخدِمت سابقًا في القلعة؛ وذلك لتنشيط الحركة السّياحيّة، وزيادة الوعي بتراث المنطقة الغنيِّ.
مهامُّ قلعة الفجيرة
بحسب تاريخ قلعة الفجيرة فإنّها كانت تقوم بالعديد من المهام الرّئيسيّة والضّروريّة، ومنها:
- كانت الحصون تُستخدَم لأغراض عديدة مثل الدّفاع ضدَّ الهجمات الخارجيّة، والقلاع وليس الحصون هي الوحيدة آنذاك المجهّزة لهذا الغرض في الإمارات.
- كانت كذلك مركزًا إداريًّا مهمًّا في المنطقة.
- كانت مقرَّ حاكم البلاد ومكتبه ومنزله، وآخر الحكّام الذين أقامو فيها كان المغفور له الشّيخ محمد بن حمد الشرقي، والد صاحب السّمو الشّيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة.
- استُعمِلَت قلعة الفجيرة مركزًا للتّوقيف وسجنًا.
- اعتُبرَت ساحتها ساحة عامّة؛ نظرًا لأنّها أكبر مبنًى هناك.
- نوقِشت فيها القضايا الهامّة، وقُرِأت فيها البيانات والقرارات، ونُفِّذت فيها بعض العقوبات.
- كان يُطلق من سطحها طلقتان للدّلالة على الغارة، وثلاث للدّلالة على رمضان أو الأعياد، وتصل إلى سبعة عند الأحداث الهامّة جدًّا، مثل اختطاف أحد السّكّان.
- كانت أحيانًا سكنًا مؤقّتًا يلجأ إليها النّاس أيّام الحرب.
المراجع