رمضان المبارك الشهر التاسع من شهور السنة الهجرية، فرض الله فيه الصيام في السنة الثانية من هجرة الحبيب المصطفى على كل عاقل بالغ قادر على الصيام، لقد صام الرسول صل الله عليه وسلم 9 سنين… فيما يلي سنقدم مقال عن لماذا سمي رمضان
لماذا سمي رمضان
هناك عدة أسباب خلف تسمية شهر رمضان بهذا الاسم عند أهل اللغة، وتتمثل فيما يلي:
1- غالباً ما يصادف شهر رمضان زمن الرمضاء، وهو الزمن الذي يبلغ فيه الحر أشده في جزيرة العرب، لذلك سمي برمضان من الرمض شدة الحر.
2- يرتمض فيه الصائمين من الحر، وشدة الجوع
3- تأخذ فيه القلوب من حرارة الموعظة، والتفكير في أمر الآخرة، كما يتم أخذ الحجارة والرمل من حر الشمس.
4- يرمض هذا الشهر الذنوب، أي يقوم بحرقها وغسلها بالأعمال الصالحة، حيث أن لفظ رمضان مشتق من المصدر رمض هو بمعنى احترق
5- سمي رميضاً لأنه يقوم بدرء سخونة الشمس، وهو ما يقوم به شهر رمضان، حيث يغسل الصيام الأبدان من الآثام.
6- كان العرب يرمضون أسلحتهم في شهر رمضان، ويرمضون هنا بمعنى يجهزونها، ويحشدونها استعدادا للحرب في الشهر التالي لرمضان وهو شهر شوال.
فضائل شهر رمضان المبارك
شهر رمضان المبارك ملئ بالفضائل التي تعود على المسلم بالخير وتساعده في جني الأرباح العظيمة، وتتمثل هذه الفضائل فيما يلي:
-
الصيام
- صيام شهر رمضان الركن الرابع من الأركان الخمسة للإسلام، قال الله عزوجل في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
-
ليلة القدر
- ليلة القدر هي ليلة عظيمة من الليالي التي شرفها الله جل جلاله، لقد قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
- عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ» (صحيح البخاري، وصحيح مسلم).
-
الإكثار من تلاوة القرأن
- تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات وأعظمها، فأجرها عظيم يحفز المسلم على أن يغتنم كل الأوقات في فعل هذه العبادة، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
-
قيام الليل
- قيام الليل هو فضيلة كبيرة، وعبادة من العبادات العظيمة التي تكون سبب عظيم لمغفرة الأثام والذنوب، قال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}
- عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ» (صحيح البخاري، وصحيح مسلم)
-
العتق من النار
- دخول الجنة، وتجنب دخول جهنم، والعتق من النار هما الهدف العظيم والأجل الذي يسعى العبد المسلم لتحقيقه، قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
- يمن الله سبحانه وتعالى على عباده كل ليلة من ليالي شهر رمضان بالعتق من النار، قال رسول الله: فعن أبي أُمامه رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للهِ عندَ كلِّ فطرٍ عُتَقاءُ» (صححه الألباني، صحيح الترغيب)
-
الإكثار من الصدقة
- أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإكثار من الإنفاق في سبيل الله وإخراج الصدقة في الكثير من آيات القرأن الكريم، كما بين لنا أهمية الصدقة وفضلها، قال الله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}
- كما ذكر الرسول صل الله عليه وسلم أهمية وفضل الصدقة في الحديث الشريف: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ” (صحيح البخاري، وصحيح مسلم).