لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم
ليلة القدر خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة على المسلمين مع الخير والرحمة والبركة، ليلة نزول القرأن، تكون في ليال الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، لليلة القدر العديد من الأفضال سنتعرف عليها في المقال التالي كما سنجيب على سؤال لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم
لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم
اختلف العلماء فيما بينهم في سبب تَسميتِ ليلة القدر، وقالوا:
- يقدِّر الله تعالى فيها الأجال، والأرزاق، وما هو كائن؛ بمعنى يقدِّر الله فيها ما سيكون في تلك السنَة؛ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: ( يكتب في أمِّ الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنَة من الخير والشرِّ والأرزاق والآجال، حتى الحُجَّاج، يقال: يحج فلان، ويحج فلان”، وقال مجاهد، والحسن، وقتادة: “أنه يتم برم كل عمل وأجل ورزق وخلق في ليلة القدر خلال شهر رمضان، وكذلك يبرم بها ما يكون في تلك السنَة” تفسير البغوي (7/ 227 – 228)، شرح النووي على صحيح مسلم (8/ 213) وفضائل الأوقات للبيهقي (ص: 213).
- أخذت التسمية من عِظَم الشرف والقدر والشأن، كما يقول البعض: فلانٌ له قدرٌ، تفسير البغوي (8/ 485)
- العمل بها له قدرٌ عظيمٌ، لا يحصل إلا في هذه الليلة فقط، يقول الشيخ ابن عثيمين: أن الإنسان المؤمن ينال أجر ليلة القدر، وإن لم يَعلم بها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا))
- قال مجاهد في تفسير لقوله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ أن “صيامها، وعملُها، وقيامها خيرٌ من ألف شهر” تفسير الطبري (24/ 533)
- قدَّر الله عزوجل فيها إنزال القرآن، (تفسير القرآن للعزِّ بن عبدالسلام (3/ 473).
- ليلة يتم فيها الفصل والحكم؛ عن مجاهد قال: ” أن ليلة القدر هي ليلة الحكْم” تفسير الطبري (12/ 652)
وقت ليلة القدر
- ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))؛ (متفق عليه).
- ليلة تكون في الأوتار أقرب من الشِّفَاع، كما تكون في السبع الأواخر؛ قال ابن عمر – رضي الله عنه – أنَّ رجالاً من أصحاب النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أرى رؤياكم قد تواطأَتْ – يعني اتَّفَقت – في السَّبع الأواخر، فمن كان مُتحرِّيَها فلْيَتحرَّها في السبع الأواخر))؛ (متفق عليه).
- عن أُبَيِّ بن كعب – رضي الله عنه – قال: “والله إنِّي لأَعلم أيُّ ليلةٍ هي؛ هي الليلة التي أمَرَنا رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – بقيامها، هي ليلةُ سبع وعشرون”؛ (رواه مسلم 762).
- الراجح في وقت ليلة القدر بينه ابنُ حجر (في الفتح 4/ 260) حيث قال أنَّ ليلة القدر تقوم بالتنقل كلَّ سنة في ليلةٍ من ليالي الوِتر في العشر الأواخر من رمضان؛ قال النبِيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((التَمِسوها في العشر الأواخر من رمضان؛ ليلة القدر في تاسعةٍ تَبْقَى، في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى))؛ (أخرجه البخاري).
الدعاء في ليلة القدر
أخبر الله عزوجل الرسولُ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّ قيام ليلة القدر يكون سببٌ لِمَغفرة كل ذنوب العبد؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ (رواه البخاري 4/ 255 ومسلم 759)، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 3 – 4].
- يستحبُّ الإكثار من الدعاء في ليلة القدر، ورد عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قلتُ: يا رسول الله، أرأيت إن عَلِمت أيُّ ليلةٍ القدر، ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو، فاعف عنِّي))؛ (رواه أحمد 6/ 171 والترمذي 9/ 495 وابن ماجه 3850، وهو صحيح).
فضائل ليلة القدر
- أنزل الله سبحانه وتعالى فيها القرآن الكريم الذي تتم به هداية البشَر، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
- ليلة خيرٌ من ألف شهر: عن أنس – رضي الله عنه – قال: دخل رمضان، فقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ هذا الشهر قد حضرَكم، وفيه ليلةٌ خير من ألف شهر، مَن حُرِمَها فقد حُرِم الخير كلَّه، ولا يُحرَم خيرَها إلاَّ محرومٌ))؛ (حسن، رواه ابن ماجَهْ، وحسَّنه الألبانيُّ في “صحيح الترغيب” 1/ 418).
- تتَنْزل فيها الملائكة بالخير والرحمة والبَرَكة.
- ليلة سلام؛ لكثرة حدوث السَّلام فيها من كل العذاب والعقاب بواسطة ما يقوم به العبدُ من طاعة لله عزوجل.
- أنزل الله تعالى في فضلها سورةً كاملة يقوم المسلمون بتلاوتها ليوم القيامة.
علامات ليلة القدر:
- ثبت في “صحيح مسلم” أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أخبر أنَّ مِن علاماتها: أن الشمس تطلع صبيحتَها لا شُعاع لها.
- ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة 3/ 331، ورواه الطيالسيُّ في “مسنده” 1/ 201، وسنده صحيح أنَّ النبي – لَّى لله عليه وسلَّم – قال: ((ليلة القدر ليلةٌ طَلْقة، لا حارَّة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراءَ ضعيفة))
- ثبت عند الطَّبراني 22/ 59 بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه – أن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((ليلة القدر ليلة بَلْجة – مضيئة – لا حارَّة ولا باردة، لا يُرمَى فيها بِنَجم)).