مقال عن الظاهر بيبرس
عرف الظاهر بيبرس بسرعة البديهة والفطنة، وكان حسن الوجه، أسمر البشرة، أزرق العينين، طويل القامة، ذو صوت جهوري، وفي احدى عينيه بقعة بيضاء صغيرة، ويقال انه كان يشبه في غضبه غضب الأسد، كما كان يحفظ القرآن، وكان شجاعا ومقداما لا يخاف الموت، ذو همة عالية، وتيقظ دائم للأعداء. نقدم لكم فى هذه الموضوع مقال عن الظاهر بيبرس
مقال عن الظاهر بيبرس
ولد الظاهر بيبرس في عام 620 هـ، ما يوافق 1223 م، وقد كانت حياته مليئة بالإنجازات، حيث حقق الكثير من الانتصارات الإسلامية على الصليبيين والمغول، وذلك بدءا من معركة المنصورة التي كانت في عام 1250م، ومعركة عين جالوت.
نشاة الظاهر بيبرس
الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس البندقدراي الصالحي النجمي، يطلق عليه لقب الظاهر بيبرس، ولقب في كتب التاريخ بالأسد الضاري.
يعرف معنى بيبرس فى اللغة التركية بالأمير فهد. فان أصل اظاهر بيبرس يرجع إلى قبائل القبجاق، ويقال انه ابن الخان شاه جمك، وهو ملك خوارزمي.
كان بيبرس عبدا مملوكا اشتراه رجل يسمى العماد الضائع، وباعه إلى الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري،حيث انتقل بعدها إلى الملك الصالح نجم الدين الأيوبي.
بدأ بيبرس في الترعرع بجزيرة الروضة مع باقي المماليك البحرية وتحت إشراف المالك الصالح، حيث قام بلفت انتباه الملك الصالح بشجاعته وكفاءته حتى ترقى إلى رتبة جمدار وهو المسؤول عن لباس السلطان، ثم أعتقه الصالح وأخذ يترقى حتى أخذ رتبة أمير.
انجازات الظاهر بيبرس
بعد أن أصبح الظاهر بيبرس السلطان المملوكي الرابع لمصر والشام، سعى جاهدا إلى تدعيم موقفه العسكري، حيث اهتم باعادة بناء القلاع، والحصون التي دمرها المغول في سوريا.
كان يشن غارات سنوية على الصليبيين، واستطاع استعادة مدن كثيرة كانت تحت حكمهم، كانطاكية، وحيفا، ويافا، وأرسل العديد من الحملات العسكرية إلى ليبيا، والنوبة.
كانت لبيبرس العديد من الإنجازات على مستوى الدولة الداخلية، فيما يلى اهم انجازات الظاهر بيبرس:
- استطاع الامير بيبرس مواجهة الصليبيين وهزيمتهم بمعركة المنصورة بقيادة لويس التاسع، نجح وتوران شاه في أسر لويس التاسع.
- جاهد الظاهر بيبرس فى صد خطر المغول بالتعاون مع الأمير سيف الدين قطز، فكان يقتل رسل المغول التي قد أرسلها هولاكو ليهددهم ويتوعد لهم إن لم يسلموا مصر، ليعبر بذلك عن الاستعداد لبدا حرب جديدة.
- قاد بيبرس جيش المماليك على المغول في معركة عين جالوت يوم 15 رمضان عام 1260 م، وقد كان فيها على رأس مقدمة الجيش، حيث استطاع ان يحقق النصر للمماليك.
- انفرد الظاهر بيبرس بحكم مصر، حيث قام بإلغاء جميع الضرائب التي فرضت على المصريين أثناء الحرب مع المغول، مما اكسبة ود وحب المصريين، وانحيازهم.
- قام بإحياء الخلافة العباسية في مصر التي كانت قد انتهت على يد المغول، وأمر جميع الأمراء بمبايعة الخليفة العباسي الجديد وهو المستنصر بالله، كما أمر بالدعاء له على المنابر، وسك العملة باسمه.
- نجح في فرض سيطرته على بلاد الشام ودمشق، واستولى على عكا، وتوجه إلى الكرك فسلم أهلها له، وامتدت بلاده من أقصى بلاد النوبة إلى الفرات.
- أنشأ جامعا عظيما في مدينة القاهرة، وقد عرف هذا الجامع باسمه جامع الظاهر بيبرس، وهو موجود إلى اليوم.
- اهتم بالزراعة، أقام الجسور فوق نهر النيل، وأمر بحفر الترع، كما أنشأ القناطر.
- اهتم بالصناعة، وخصوصا فيما يتعلق بصناعة معدات الجيوش من آلات حربية وملابس.
- أقام إصلاحات كثيرة في الحرم النبوي في المدينة المنورة، وبنى مستشفى فيها، وجدد بناء مسجد إبراهيم عليه السلام وبيت المقدس وقبة الصخرة.
- قام ببناء عددا من المنشات للاهتمام بالعلم والدراسة، فأقام المدرسة الظاهرية، التي قام بتجديدها ابنه الملك السعيد من بعده، وتعتبر هذه المدرسة من أجمل المباني المملوكية.
- أمر بتجديد الجامع الأزهر الذي بناه الفاطميون بمصر، حيث أغلق بعد سيطرة الأيوبيين، فأعاد بيبرس تجديده وافتتحة مرة أخرى لتقام به خطبة الجمعة للمرة الأولى بعد مائة عام من انقطاعها.
- أنشئ المباني الكثيرة ومنها القناطر والجسور، مثل قنطرة السباع وجسرا بالقليوبية، وجدد جامع الأنوار، وبني جامع العافية بالحسينية، وأنشئ بالقرب منه زاوية الشيخ خضر وحماما وطاحونا وفرنا.
وفاة الظاهر بيبرس
توفى السلطان بيبرس عام 676 هـ والذى يوافق 1277 م، في قصر الأبلق بدمشق في عمر أقل من الخامسة والخمسون عاما، وكان ذلك بعد أن عاد من حملته على سلاجقة الروم منتصرا.
حيث أقيم له ضريحا بالمدرسة الظاهرية، وتولى من بعده ابنه بركة خان والذي لقب بالملك السعيد، ويقال ان أمه بركة خان بنت زعيم القبيلة الذهبية المغولية بركة خان والذي كان أول من اعتنق الإسلام من المغول.
المراجع