مقال عن اليتيم
اليتيم من مات عنه أبوه، أو من يفقد أمه، ويحتاج لمن يرعاه، ويهتم به في الوقت الذي قد يتغافل الناس عنه نتيجة لانشغال كل واحد منهم بشئونه وما يعنيه، حيث يفقد ما يجده غيره من الثياب والمال والاهتمام… وفيما يلي سنقدم مقال عن اليتيم
مقال عن اليتيم
من هو اليتيم؟
- اليتيمُ هو مَن فقَد أباه، أو فقَد أمَّه، أما ن فقد الاثنان فهو يعتبر يتيم الأبوين؛ مثل النبي محمد صل الله عليه وسلم
- أصل اليُتْم: الانفراد، ويقال: أن صبي يتيم؛ بمعنى: صبي منفرد من أبيه، حيث أن فقدُ الأب أمر شديد على الأولاد لأنه عائلهم، والسبب الرئيسي في إطعامهم، وتحصيل رِزقهم، وكسوتهم، وكذلك في تحمُّل العبء في تربيتهم، كما يحمل المسئولية عنهم؛ قال النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ((والأب راعٍ في بيته، وهو مسؤول عن رعيتِه))
- فقد الأب يسبِّبُ خللاً لا يجبر في البيت، لكن يمكن التخفيف عن اليتيم بأن يوجد وصي أو كافل يكون في مقام الأب في شئون رعاية اليتيم، من حمل مسئوليته، والحِفاظ على ماله لحين بلوغه أشدَّه، مما يعود عليه بثوابٌ كبير؛ قال الرسول صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ((أنا وكافلُ اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبَّابة والوسطى))
- اليتيم شرعاً يعرف بأنه الشخص الذي مات عنه أبوه، وهو صغير في العمر لم يبلغ الحلم، تستمر صفة اليتم لحين بلوغه، وذلك لقول الرسول صل الله عليه وسلم: “لا يُتْمَ بعد احتلام” رواه أبو داود، وصححه الألباني.
وصايا الله عزوجل باليتيم في القرأن الكريم
- ذكَر اللهُ عزوجل اليتيم في كتابه العزيز في عدة آيات توصي به، وتوضح رحمةَ الله به؛ من أجل تعويضه عن اليُتم؛ ومنها قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ﴾ [البقرة: 83]
- أوصى الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد باليتيم، وطالبه برعايته، ومحبتِه بعد أن قام بتذكيره بحالته ورعايته عزوجل له، فقال: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]
- من جانبه أحبَّ الرسول صل الله عليه وسلم الأيتامَ وأوصى بهم؛ فعن أبي هريرة أن رجلاً شكا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قسوةَ قلبِه فقال: ((امسَحْ رأسَ اليتيم، وأطعِمِ المسكينَ))؛ رواه أحمد
- ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾، والآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ﴾ وصانا الله عزوجل هنا بالحفاظ على اليتيم وماله ورعايته والحفاظ على حقوقه لحين بلوغه أشده لأن أكل مال اليتيم مثله كمثل أكل النار
- قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾[البقرة: 220]، بمعنى اخلطوا طعامَكم بطعام اليتيم، واخلطوا شرابكم بشرابهم؛ (ابنُ كثير في تفسيره).
- قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ [البقرة: 215]، أشار الله سبحانه وتعالى هنا إلى أحقية اليتيم في الحصول على بعض المال الخاص بالزكاة أو الصدقة من أهلَ الغنى واليسار بالإنفاق
- قال الله تعالى: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ [الحشر: 7]
- جعَل الله عزوجل حب اليتيم وإطعامه من صفات المؤمنين؛ قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8]
- عاب الله عزوجل على أهلِ الجاهلية في عدمَ إكرامهم لليتيم، حيث قال: ﴿ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ﴾ [الفجر: 17]، وشرح لهم عاقبة الإساءة له، قال تعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾
فضل الإحسان لليتيم وكفالته
حث الدين الإسلامي على الإحسان لليتيم، واعتبر هذا العمل من أشرف وأفضل الأعمال:
- كافل اليتيم يكون رفيق النبي صل الله عليه وسلم في الجنة، قال الرسول في الحديث: (أَنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا وأشارَ بالسبَّابةِ والوُسطَى وفرَّجَ بينَهُما)
- اعتبر الرسول صل الله عليه وسلم خير بيوت المسلمين هي البيوت التي يتم الإحسان لليتامى فيها، كما اعتبر أشر بيوت المسلمين هي البيوت التي يساء لليتيم بها
- كفالة اليتيم تعود على الكفيل بلين القلب ورقته
أموال اليتامى
- حذرنا الله عزوجل من أكل مال اليتامى، في المقابل أمر عباده المؤمنين بأن يقوموا بأداء الحقوق المالية لليتامى بشكل كامل غير منقوص بدون إبطاء؛ حيث عد الله تعالى أكل مال اليتيم نوعا من أنواع الظلم، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)
- عد النبي صل الله عليه وسلم أكل أموال اليتامى من كبائر المعاصي والذنوب، عن أبو هريرة، قَالَ رسول الله: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ) رواه الألباني، في صحيح أبي داود،