نبذة عن كتاب تهذيب اللغة للأزهري
قام الأزهري في «تهذيب اللغة» بجمع الكثير من النصوص اللغوية ونسبها إلى أصحابها وصحح نحوها وصرفها وأودعه فوائد لغوية قيمة وذكر في مقدمته رتب العلماء الذين أخذ عنهم هذه النصوص على حسب مكانتهم العلمية. كما عني بذكر البلدان والمواضع عناية كبيرة، حتى عُدّ كتابه من أصح المصادر في هذا الموضوع وهنا سنذكر “نبذة عن كتاب تهذيب اللغة للأزهري”.
نبذة عن كتاب تهذيب اللغة للأزهري
نبذة عن المؤلف
أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أحد الأئمة في اللغة والأدب، ولد وتوفي في هراه بخراسان. اشتهر بالفقه والتعمق فيه وذلك اسوة بجده الازهري، اشتهِر بكتابه “تهذيب اللغة”. وللكتاب مكانة كبيرة بين معاجم اللغة العربية.
أهمية كتاب تهذيب اللغة
- قام المؤلف بالاطلاع على الأعمال السابقة وتعديلها وتقويمها في عمل جيد جديد.
- قام المؤلف بفرز وتنقية المادة اللغوية.
- قام بإيضاح مصادره وتقويمها.
- اختياره تصنيف المادة اللغوية وفق تبويب وترتيب الخليل بن أحمد الذي دوّنه في مقدِّمة العين.
نبذة عن الكتاب ومقدّمته ومؤلّفه
مقدمة الكتاب ذات نصٌّ وصياغة نادرة وفريدة من نوعها نادر، ولم يشأ الأزهري أن يجعل القيم والاسس التي ساقها في مقدّمته خاصة بكتابه فقط، بل جعلها نبراسًا وميزانًا لكتاب الفقه من بعده ليستدلوا بها من وقت ظهور الكتاب وحتى وقتنا الحالي.
ما هي اهم مؤلفاته وترتيبها حسب الاهمية
- كتاب تهذيب اللغة، معجم كبير الحجم مثقل بالعديد من المعلومات الهامة لعلماء الفقه واللغة، فكل من يهتم باللغة والفقه سيستفيد منه استفادة مباشرة عن طريق قراءته او ان يستخدمه كأداة بحث من اجل تأليف عمله الخاص مثل المعجم المشهور “لسان العرب”.
- كتاب معاني القراءات.
- الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي. وهو معجم للألفاظ الفقهية، وهو بالأحرى تفسير الألفاظ الواردة في مختصر المزني وقد اختلف المترجمون في تسميته.
- وقد أورد مترجموه العديد من الكتب الأخرى، مثل: كتاب الأدوات، والتقريب في التفسير، وتفسير أسماء الله (عزّ وجلّ). وتفسير إصلاح المنطق لابن السِّكِّيت، وتفسير السبع الطوال، وتفسير شعر أبي تمام، وتفسير شواهد غريب الحديث، ولعله كتاب معاني شواهد غريب الحديث، وكتاب الروح وَمَا ورد فِيهَا من الْكتاب وَالسّنة، وكتاب الحيض، والرد على الليث، وعلل القراءات، ولعله معاني القراءات المطبوع.
الدروس التربوية من الكتاب
- الإنصاف وهو قيمة خلقية ويعني الاعتراف بفضل الآخرين.
- الضنّ بالعلم، كما كان يعيب على من يأخذ أجرة مقابل إعطاء العلم لغيره وكان يشترط ذلك على طلابه.
- الزهد في الدنيا.
- التفريق بين لغة العلم ولغة الخطاب التي يخاطب بها العامة.
- التواضع، وهي سمة ظاهرة لديه في كل اعماله وليس في كتابه “تهذيب اللغة فقط”.
- روح التديُّن، والتضرُّع إلى الله، وسؤاله التوفيق، والمغفرة من الله وهذا يظهر في مقدمة كل فصل في الكتاب.
- التوجيه للفهم، وعدم الاكتفاء بالدعوى إلى الحفظ دون الفهم.
- التأكد من صحة النصوص التي يوظّفها في عمله.
دروس البحث العلمي المستفادة من الكتاب
- وضع المصادر في المقدّمة.
- تقويم تلك المصادر، والتمييز بينها، وبيان مزاياها، وقيمتها العلمية.
- بيان الفئات المستهدفة، وربط العمل وخطابه بما تريده هذه الفئة من الباحثين “فئة علماء الفقه”.
- منهج التحقيق الرائع في تراثنا والتدقيق فيه وعرض تفاصيله بشفافية في كافة اعماله العربية الصميمة
- تصحيح مفهوم التوثيق.
- بيان السبق الفكري والحضاري للأمّة الإسلامية، من خلال إيضاح وتوثيق تراثنا العربي، في تأصيل القيم البحثية، من خلال نصوصٍ صرّحت بتلك القيم، ومنها مقدّمة الأزهري لكتاب (التهذيب).
- تشابه العلوم في منهجها البحثيّ لا يعني توافقها، حيث ان لكلّ علم منهجه وخصوصيّته؛ فما يصلح لدى المحدثين في أصول الرواية، قد يختلف عن أصول الرواية والسماع لدى أهل اللغة، وإن كانوا يتّفقون على الأصل والمنهج العام.