مقدّمة عن دولة العراق
تقع دولة العراق أو جمهوريّة العراق في غرب آسيا التي تحيط بسهل بلاد ما بين النّهرين، وفي الجزء الشّماليّ الغربيّ من سلسلة جبال زاغروس، والفرع الشّرقيّ من الصّحراء السّوريّة، وتحدُّها سوريا من الحدود الشّماليّة الغربيّة، وتركيا من الشّمال، وإيران من الشّرق، والأردن من الغرب، ولها خطٌّ ضيّق يبلغ طوله حوالي 58 كم2 في شمال الخليج الفارسيّ، وفيما يتعلٌّق بالتّعداد السّكّانيّ، بَلَغ عدد سكان دولة العراق حتّى عام 2019، 39.477.548 نسمة، ويحتلُّ بهذا العدد المرتبة 36 بين دول العالم.
مساحة دولة العراق وكثافتها السّكّانيّة
تبلغ مساحة دولة العراق 437.072 كم2، وهي مقسَّمة بشكل أساسيّ إلى ثلاث أقسام، وهي المنطقة الصّحراويّة في الغرب، والمنطقة الجبليّة في الشّمال، والسّهول الخصبة الكبيرة في منتصف جنوبها، وهي المنطقة التي تغذِّيها مياه نهريّ دجلة والفرات. يعيش تقريبًا 70% من عدد سكان دولة العراق في المناطق الحضريّة، ولديهم العديد من المدن الكبيرة التي تعكس ذلك، وأكبر مدينة في دولة العراق هي العاصمة بغداد، ويعيش فيها أكثر من ستّة ملايين نسمة بقليل، وهي ثاني أكبر مدينة عربيّة بعد القاهرة، وثاني أكبر مدينة في غرب آسيا بعد طهران، أمّا المُدُنُ الرّئيسيّة الأخرى في العراق فتشمل البصرة، ويعيش فيها 2.3 مليون نسمة، ثمَّ أربيل التي يعيش فيها مليونيّ شخص، ثمَّ السّليمانيّة التي يعيش فيها 1.6 مليون نسمة، ثمَّ الموصل التي ييصل عدد سكّانها إلى المليون، ثمَّ كركوك التي يصل عدد سكّانها أيضًا المليون، أمّا الكثافة السّكّانيّة في دولة العراق عمومًا فهي 83 نسمة لكلِّ كم2.
التّركيبة السّكّانيّة في دولة العراق
يتكوَّن حوالي 75٪ من عدد سكان دولة العراق من المجموعة العرقيّة المهيمنة، وهم عرب العراق أو عرب بلاد ما بين النّهرين، أمّا المجموعات العرقيّة الرّئيسيّة الأخرى فتشمل الأكراد، ويُشكِّلون 17% من مجموع السّكّان، والتُّركمان الذين يشكّلون 3%، والآشوريين ويمثّلون 2%، والفُرس الذين يشكّلون 2%، هناك حوالي 20.000 من عرب الأهوار في الجزء الجنوبيّ من البلاد، كما أنَّ عدد السّكّان الشّيشان في دولة العراق يبلُغ 2500 شخص، ويُعتبر جنوب العراق موطنًا لمجتمع عراقيٍّ من أصل أفريقيّ، وهؤلاء ينحدرون من العبيد قبل تمرّد الزّنوج خلال القرن التّاسع، كما أنَّ دولة العراق كانت في يوم من الأيام موطنًا لعدد كبير من اليهود العراقيين، الذين وصل عددهم إلى حوالي 150.000 خلال الأربعينيّات، وتقريبًا جميعهم غادروا البلاد.
الدّين في دولة العراق
الإسلام إلى حدٍّ بعيد هو الدّين الأكثر شيوعًا عند 95٪ من عدد سكان دولة العراق بالإضافة إلى وجود غير المسلمين، ومعظمهم من المسيحيين الآشوريين، ويشكِّلون 5٪ من عدد السّكّان، ولطالما كانت الجالية المسيحيّة في العراق موجودة منذ ما يقارب ألفيِّ عام، وينحدر معظمهم من بلاد ما بين النّهرين، قبل وجود العرب فيها، وينقسم المسلمون في دولة العراق إلى 65٪ تقريبًا من المسلمين شيعة، في حين أنَّ 35٪ المتبقّية هم من السّنّة، وتُعتبر النّجف وكربلاء أقدَس الأماكن للمسلمين الشّيعة.
جودة الحياة للسّكّان في العراق
يبلُغ متوسّط العمر المتوقَّع في دولة العراق 74.9 عامًا، ويُظهر تقرير السّعادة العالميِّ لعام 2018، أنَّ العراق احتلَّ المرتبة 117 مع تصنيف 4.45 من أصل 10، ويمكن أن تشمل العوامل الواردة في هذا التّقرير نصيب الفرد من إجماليّ النّاتج المحلّيّ، والدّعم الاجتماعيّ، ومتوسِّط العمر المتوقَّع بالنّسبة للخدمات الصّحّيّة، وحُرّيّة اتّخاذ خيارات الحياة، وتُشير الدّرجات إلى وجود ناتج محلّيّ إجماليّ قويّ، ودعم اجتماعيّ قويّ، ولكنَّ قلّة الحرّيّة في اختيار خيارات الحياة منخفض.
تاريخ عدد السّكّان في العراق
يوجد شتات كبير بين عدد سكان دولة العراق حيث إنّه منذ حرب عام 2003، فرَّ قرابة مليونيّ عراقيّ، واتّجه معظمهم إلى الأردن وسوريا، ويُعتَقَد أنّ هناك ما يقارب مليونيّ شخص نزحوا داخل العراق، قالت الأمم المتّحدة في عام 2007 أنَّ ما يقارب نصف سكّان الطّبقة الوسطى في العراق، قد فرّوا من الاضطهاد دون خطط للعودة، كما أنَّ أكثر من نصف المسيحيين فرّوا من البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتّحدة، ومُنِحَ ما يُقارب 59.000 نسمة جنسيّة لاجئ هناك، ومنذ أن بدأت الاضطرابات في سوريا، فرَّ إلى دولة العراق حوالي 160.000 لاجئ سوريّ.
النّموّ السّكّانيّ في العراق
لقد كان عدد سكان دولة العراق ينمو بشكل مطّرد على الرّغم من الاضطرابات السّياسيّة والحروب، وتتراوح التّقديرات أنّه بين 100.000 ومليون من العراقيين لقوا حتفهم في الحرب مع أمريكا، ولكنَّ هذه الأرقام تختلف بشكل كبير؛ حيث إنّهم ليسوا جميعًا توفّوا مباشرة أثناء الحرب، وبغضِّ النّظر عن الخسائر في الأرواح المرتبطة بالحرب، فإنَّ عدد المواليد لا يزال يفوق عدد الوفيات بكثير، وبالتّالي استمرَّ عدد السّكّان في الزّيادة، وفيما يتعلَّق بالتّوقّعات السّكّانيّة في العراق، فإنّه من المتوقّع أن يظلَّ معدَّل النّموّ السّكّانيّ أكثر من 2٪ على الأقلِّ، خلال الثّلاثين عامًا القادمة.
المراجع