عدد سكان دولة لبنان

محمود عاطف1 سبتمبر، 2019آخر تحديث: 1 سبتمبر، 2019

137

مقدّمة عن دولة لبنان

دولة لبنان أو الجمهوريّة اللّبنانيّة، هي جمهوريّة ديمقراطيّة في شرق البحر المتوسّط، وتثبت أدلّة الحضارة في المنطقة، أنَّ لبنان كان سابقًا موطنًا للفينيقيين البحريين، وهم ثقافة كانت موجودة منذ أكثر من 1000 عام، وخضعت المنطقة أيضًا لحكم الإمبراطوريّة الرّومانيّة، وتحوّلت في النّهاية إلى أكبر مركز للمسيحيّة في الإمبراطوريّة، قبل أن يأتي إليها المسلمون العرب ثمّ الإمبراطوريّة العثمانيّة. حاليًّا يُقدّر عدد سكان دولة لبنان بنحو 6.86 مليونًا، وهذا الرّقم حتّى عام 2019، ويُسجِّل ارتفاعًا عن إحصاءات عام 2013 التي بلَغَ عددهم فيها 4.43 مليونًا، ممّا يجعل دولة لبنان في التّرتيب 111 على قائمة البلدان بحسب عدد السّكّان في العالم، ولم يتمَّ إجراء إحصاء رسميٍّ في دولة لبنان منذ عام 1932؛ بسبب الحساسيّة بين الجماعات الدّينية في البلاد.

مساحة دولة لبنان وكثافته السّكّانيّة

لبنان بلد صغير يحتلُّ حوالي 4036 ميلًا مربّعا أو 10.452 كم²، من منطقة غرب آسيا على طول البحر البيض المتوسّط، وهو مقيَّد بين سوريا وفلسطين، وتحتلُّ دولة لبنان المرتبة 164 بين دول العالم من حيث المساحة، وقد وصل عدد سكان دولة لبنان إلى ستّة ملايين نسمة في العام 2018، وتبلغ الكثافة السّكّانيّة فيه 1507 شخصًا لكلِّ ميل مربّع، أو 582 شخصًا لكلِّ كم²، وهذا يُكسب دولة لبنان المرتبة العاشرة في قائمة الدّول الأكثر اكتظاظا بالسّكّان في العالم.

توزيع السّكّان في المدن اللّبنانيّة

أكبر مدينة في لبنان هي العاصمة بيروت، التي يبلغ عدد سكّانها مليونيِّ نسمة تقريبًا، ويبلغ عدد سكّانها في المناطق الحضريّة أكثر من 3500 فرد لكلِّ كم²، أمّا ثاني أكبر مدن دولة لبنان، هي العاصمة الدّينيّة طرابلس، وتقع في الجزء الشّماليّ من البلاد، ويعيش فيها حوالي 230.000 شخصٍ، وثالث أكبر مدينة في دولة لبنان هي صيدا، وهي المركز الزّراعيّ في لبنان، ويبلُغ عدد سكّانها 163.554 شخصًا، ويوجد في دولة لبنان مراكز حضريّة أخرى مثل صور، والنّبطيّة، وهذه المراكز الحضريّة الوحيد التي يزيد عدد سكّانها عن 100.000 نسمة، وبشكل عامٍّ يعيش غالبيّة سكّان دولة لبنان على ساحل البحر المتوسِّط أو بالقرب منه، والظروف المواتية للزّراعة في وادي البقاع، على الجانب الجنوبيّ الشّرقيّ من جبال لبنان قد اجتذبت المزارعين، وبالتالي أظهرت المنطقة كثافة سكّانيّة ولكنّها أصغر من غيرها، ويبلُغ إجماليُّ عدد سكان دولة لبنان في المناطق الحضريّة 88.6%، ومعدَّل التّحضّر السّنويِّ يُساوي 0.75%.

التّركيبة السّكّانيّة في دولة لبنان

مع أنَّه يتمُّ تعريف اللّبنانيين على أنّهم من أصل عرقيٍّ واحد؛ لعدم إثارة حفيظة التّجمّعات الإثنيّة، إلّا أنّ سكّان دولة لبنان ينحدرون من العديد من المجموعات، وهو اليوم مزيج من أكثر من عشرة مجموعات وثيقة الصّلة، ويذك كتاب حقائق العالم أنَّ جزءًا من عدد سكان دولة لبنان قد يُعرّفون أنّهم فينيقيّوا الأصل وليسوا عربًا، واللّغة الرّسميّة المستعملة في دولة لبنان هي اللّغة العربيّة، مع استخدام لغات إضافيّة مثل الفرنسيّة، والإنجليزيّة، والأرمنيّة.

من حيث الدّين بين السّكّان، يحتلُّ الإسلام النّسبة الأكبر بين عدد سكان دولة لبنان وهي 54%، (28.7٪ من السّنّة، 28.4٪ من الشّيعة، ونِسَبٌ أقلُّ من العلويين والإسماعيليين)، و36.2% من المسيحيين، (أكبر مجموعة مسيحيّة هم الكاثوليك الموارنة)، وتُشكِّل نسبة الدّروز 5.2%، بينما تُشكِّل نسبة صغيرة جدًّا أقلّيّات دينيّة متنوّعة، مثل البوذيّون والمورمون، واليهود والبهائيين، وفي الواقع تعترف دولة لبنان بثمانية عشر طائفة دينيّة، وهذه النّسب تحتسب عدد سكان دولة لبنان الأصليين من دون اللّاجئين.

النّموُّ السّكّانيّ في دولة لبنان

كانت هناك العديد من موجات الهجرة من لبنان؛ حيث هاجر أكثر من 1.5 مليون شخص من لبنان بين عاميِّ 1975 و2011، وفي المقابل تستضيف دولة لبنان ما يُقارب المليون لاجئ وطالبي اللّجوء، وأبرزهم الفلسطينيّون والسّوريّون والعراقيّون، وتشير التّقديرات إلى أنّ هناك أكثر من 600.000 لاجئ سوريّ في لبنان، إلّا أنَّ تقدير المصادر الحديثة يُشير إلى أنّهم وصلوا المليون لاجئ، هربًا من العنف في بلدهم. بالنّسبة للتّوقّعات السّكّانيّة فإنّ المناخ السّياسيّ في دولة لبنان تسبّب في تقلُّب معدَّل النّموِّ السّكّانيِّ بشكل كبير، وليس من المتوقَّع أن يتغيَّر هذا في أيِّ وقت قريب، والتّوقّعات الحاليّة قليلة إلى حدٍّ ما، وتتوقّع أن يبدأ عدد سكان دولة لبنان بالانخفاض في حوالي عام 2025، قبل أن يبدأ عددهم بالنّموّ مرّة أخرى في حوالي عام 2040.