تعريف هرمون الميلاتونين
يُنتج هرمون الميلاتونين ويُطلق من الغدّة الصّنوبريّة يوميًّا وبوضوح، وتصل مستوياته إلى ذروتها ليلًا، بمجرَّد إنتاجه في المخِّ، يتمُّ إفرازه في مجرى الدّم والسّائل النّخاعيّ (السائل المحيط بالدّماغ والحبل الشّوكيّ) وينقل الإشارات إلى أعضاء الجسم البعيدة، وعندما يصل الميلاتونين إلى الأنسجة التي تُسمّى مستقبلات الميلاتونين الخاصّة، يشير هذا إلى أنّ وقت اللّيل قد حان في الجسم.
تكون مستويات الميلاتونين ليلًا أعلى بعشر مرّات على الأقلِّ من تركيزات النّهار، بالإضافة إلى إيقاع السّاعة البيولوجيّة، تحتوي مستويات الميلاتونين أيضًا على إيقاع موسميّ، وتكون مستوياته أعلى في الخريف والشّتاء، عندما تكون اللّيالي أطول، ومستوياته أقلَّ في فصليّ الرّبيع والصّيف عندما تكون اللّيالي أقصر.
التّحكُّم في هرمون الميلاتونين داخل الجسم
عند البشر والثّدييات الأخرى، يتمُّ ضبط الإيقاع اليوميّ لإنتاج هرمون الميلاتونين الصّنوبريّ عن طريق السّاعة البيولوجيّة الرّئيسيّة، وهذه السّاعة موجودة في منطقة من الدّماغ تسمّى النّواة فوق التّصالبيّة، وهي عبارة عن سلسلة من الجينات تسمّى جينات ساعة التّذبذب باستمرار طوال اليوم، وتتمّ مزامنة هذه السّاعة عن طريق إدخال الضّوء من العينين، وترتبط النّواة فوق التّصالبيّة بالغدّة الصّنوبريّة عبر مسار معقَّد في الجهاز العصبيّ، ويمرُّ عبر مناطق مختلفة من الدّماغ ثمَّ إلى الحبل الشّوكيّ، ثمَّ يصل أخيرًا إلى الغدّة الصّنوبريّة.
فوائد هرمون الميلاتونين البيولوجيّة
يُعدُّ هرمون الميلاتونين الذي تُنتجه الغدَّة الصّنوبريّة ضروريًّا لتنظيم البيولوجيا الموسميّة للجسم مثل إدارة عمليّات التّكاثر، والسّلوك، وتعزيز المناعة، ويدخل في تركيب شبكيّة العين، والاستجابة لتغيُّر الوقت طوّال اليوم، ويوجد هرمون الملاتونين في العديد من الحيوانات بما في ذلك مجموعة واسعة من الثّدييات والطّيور، ويوجد في الأسماك والزّواحف والبرمائيّات في تركيبة جلدها، أمّا بالنّسبة لأهمّيّة هرمون الميلاتونين في البيولوجيا البشريّة ليست واضحة تمامًا، على الرّغم من أنّه قد يُساعد في مزامنة إيقاعات السّاعة البيولوجيّة في أجزاء مختلفة من الجسم.
فوائد هرمون الميلاتونين عند البشر
تدعم الأدلّة العلميّة اثنتين من فوائد هرمون الميلاتونين عند البشر، الأولى هي إفراز هرمون الميلاتونين ليلًا للبدء بالنّوم والحفاظ عليه، والثّانية هي التّحكّم في إيقاع إفراز هرمون الميلاتونين نهارًا وليلًا؛ ليتناسب مع إيقاع 24 ساعة كاملة، لذلك، غالبًا ما يشار إلى هرمون الميلاتونين باسمِ “هرمون النّوم”؛ على الرّغم من أنّه ليس ضروريًّا للنّوم البشريّ، إلّا أنّ النّوم يكون أفضل أثناء إفراز الميلاتونين.
عند جميع البشر تنخفض مستويات هرمون الميلاتونين اللّيليّة أثناء البلوغ وبعده، ويمكن تفحُّص مستوى الميلاتونين عن طريق أخذ عيّنات من الدّم واللّعاب، وتُستخدم هذه العيّنات في الأبحاث السّريريّة لتحديد إيقاعات السّاعة البيولوجيّة الدّاخليّة، ويؤدّي التّعرُّض للضّوء ليلًا أيضًا إلى خفض إنتاج الميلاتونين.
فوائد هرمون الميلاتونين النّباتيّ
تمَّ اكتشاف هرمون الميلاتونين في النّباتات الوعائيّة لأوّل مرّة في عام 1995، ومنذ ذلك الحين، تمَّ اكتشاف هرمون الميلاتونين وقياسه في الجذور، والبراعم، والأوراق، والفواكه، والبذور لمجموعة كبيرة ومتنوّعة من الأنواع النّباتيّة، وبيّنت الدّراسات أنّ مستويات هرمون الميلاتونين مختلفة في الأعضاء النّباتيّة اختلافًا كبيرًا، من بيكوجرامات إلى ميكروجرام لكلِّ غرام من الموادِّ النّباتيّة، وتُقدِّم البذور والأوراق أعلى مستوى من هرمون الميلاتونين بينما تُقدِّم الفاكهة أقلَّ نسبة، وفي النهاية هذه الدّراسات مصمّمة أصلًا لمعرفة فوائد هرمون الميلاتونين في النّبات التي تؤثِّر على فوائد هرمون الملايتونين في جسم الإنسان، حيث يتمُّ امتصاص هرمون الميلاتونين من الأطعمة النّباتيّة في الجهاز الهضميّ ودمجها في مجرى الدّم.
بعد هذه الدّراسات تبيَّن أنّه يُمكن تعديل مستويات هرمون الميلاتونين في الدَّم عند الثّدييات والطّيور من خلال تناول الأطعمة المشتقّة من النّباتات التي يوجد فيها، كما بيّنت أنّه مادّة كيميائيّة نباتيّة متعلِّقة بالصّحّة، ومن فوائد هرمون الميلاتونين في النّبات أنّ هذه النِّسب الضّئيلة منه تُستخدم استخدامًا تقليديًّا كمعدِّل للنّوم في حالات اضطرابات النّوم البشريّة، أو كمضادٍّ للاكتئاب، أو لمكافحة اضطراب الرّحلات الجوّيّة الطّويلة، وبعض النّباتات تحتوي مستاويات عالية من هرمون الملاتونين مثل بذور اليانسون، وبعض الأعشاب الطّبّيّة الصّينيّة.
فوائد هرمون الملاتونين المتعلّقة بالنّوم
مع ازدياد انتشار اضطرابات النّوم، كان هناك قدر كبير من الاهتمام المتزايد بهرمون الميلاتونين، وآليّة عمله وآثاره العلاجيّة، وترتبط اضطرابات النّوم بالعديد من المشاكل الصّحّيّة الأخرى مثل السّمنة، والسّكّريّ، وارتفاع ضغط الدّم، وزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعيّة الدّمويّة، بالإضافة إلى أمراض مصاحبة أخرى مثل الخرف، والألم المزمن، والمرض العقليّ، واضطرابات الجهاز الهضميّ، لذلك من المهمِّ جدًّا تنظيم السّاعة البيولوجيّة للجسم؛ لضبط إيقاع النّوم واليقظة.
بالإضافة إلى إنتاج هرمون الميلاتونين في الجسم، يمكن تناوله أيضًا على شكل كبسولة، وعند تناوله في وقت مناسب من اليوم، يمكنه إعادة ضبط إيقاعات الجسم اليوميّة، كما أنّ تأثير إعادة ضبط الميلاتونين في العديد من الحالات، يُعادل فوائد هرمون الميلاتونين الذي يتمُّ إنتاجه بشكل طبيعيّ بواسطة الغدّة الصّنوبريّة، ولكنّ الجرعات الكبيرة من هرمون الميلاتونين يُمكنها التّأثير على ضبط إيقاعات السّاعة البيولوجيّة ممّا يؤدّي إلى النّعاس، وانخفاض درجة حرارة الجسم الأساسيّة.
المراجع
- http://www.yourhormones.info/hormones/melatonin/
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2635004/
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4334454/