مقدّمة عن هرمون الحليب
يُعرف هرمون الحليب علميًّا باسم البرولاكتين، وهو هرمون يؤثّر على العديد من الهرمونات المختلفة في الجسم، وموجود عند النّساء والرّجال، ومن النّادر أن يُسبّب مشاكل لهما، ومع أنّ اسم هرمون الحليب يوحي بأنّه متخصّص فقط في الرّضاعة وإنتاج الحليب إلّا أنّه يمتلك العديد من الوظائف وقلّته وزيادته تؤدّي إلى اضطرابات في جميع أنحاء الجسم. يتمُّ إنتاج هرمون الحليب في الجزء الأماميِّ من الغدّة النّخاميّة في الدّماغ، وفي الرّحم، والثّدي، والبروستاتا، والأنسجة الدّهنيّة، والجلد، والخلايا المناعيّة.
يتمُّ التّحكُّم في إنتاج هرمون الحليب من خلال اثنين من الهرمونات الرّئيسيّة وهي هرمون الدّوبامين وهرمون الإستروجين، حيث تُرسل هذه الهرمونات رسالة إلى الغدّة النّخاميّة لتُشير عليها ببدء إنتاج هرمون الحليب أو إيقافه، ويقوم هرمون الدّوبامين بتقييد إنتاج هرمون الحليب بينما يؤدّي هرمون الإستروجين إلى زيادته.
فوائد هرمون الحليب بشكل عامٍّ
يُساعد هرمون الحليب على إنتاج الحليب عند الأمِّ المرضعة، وهذه هي وظيفته الأساسيّة المشهور بها، ولا تزال العديد من فوائد هرمون الحليب قيد الدّراسة، ولكنّ العديد من الأبحاث تُظهر العديد من فوائد هرمون الحليب في تنظيم السّلوك، والجهاز المناعيّ، وعمليّة التّمثيل الغذائيّ، والجهاز التّناسليّ، وتنظيم العديد من سوائل الجسم المختلفة، هرمونًا مهمًّا يرتبط بالصّحّة العامّة والرّفاهية، لكلٍّ من الرّجال والنّساء.
فوائد هرمون الحليب لإنتاج الحليب
في عشرينيات القرن العشرين، وجدت دراسة أنّه بعد حَقن أرانب بِكرٍ بهرمون الغدّة النّخاميّة زاد عندها إنتاج الحليب، وهذا بسبب أمرين:
- الأوّل أنّ هرمون الحليب يستحثُّ الحويصلات الهوائيّة في الغدّة الثّديية، وهي مجموعات من الخلايا في الغدّة الثّديية التي تفرز الحليب بشكله النّهائيّ.
- والثّاني أنّ هرمون الحليب يُنتِج الحليب أثناء الحمل وبعد الولادة، ويعمل مع الكورتيزول والأنسولين لتحفيز بروتينات الحليب.
تمّ التّأكيد على دور هرمون الحليب الحاسم في الإرضاع لدى الفئران، عندما حذفوا هرمون الحليب من الفئران المستهدفة، ووجدوا أنّ إناث الفئران لا تُرضع إلّا بنصف الكمّيّة الطّبيعيّة بدون هرمون البرولاكتين.
فوائد هرمون الحليب قبل الحمل
أظهرت الدّراسات فوائد هرمون الحليب في المحافظة على هياكل المبيض التي تُفرز هرمون البروجسترون (هرمون الحمل)، وبيّنت أنّ الفئران لتي لديها كمّيّات غير متجانسة منه لم تكن قادرة على الحمل، بسبب عيوب في الإباضة والإخصاب والتّنمية ما قبل الزّرع والغرس. وبيّنت الدّراسات أنّ هرمون الحليب كان له آثارٌ تحفيزيّة على السّلوكيّات الإنجابيّة أو الأموميّة في بعض الأنواع من الثّدييات، مثل بناء الأعشاش.
فوائد هرمون الحليب في تقليل التّمثيل الغذائيّ للدّهون
يؤثّر هرمون الحليب على الأنسجة الدّهنيّة وتمثيلها الغذائيّ في الجسم، بحسب دراسة أكاديميّة ساهلجرينسكا في جامعة غوتنبرغ. ربطت الدّراسة بين ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين في الجسم عند المرأة غير الحامل، أو المرضعة وبين تقليل التّمثيل الغذائيّ للدّهون.
شارك في هذه الدّراسة أكثر من 30.000 رجل وامرأة من السّويد ممّن يمتلكون مستويات عالية من هرمون الحليب وأكّدت الباحثة أنّه يُقلّل من قدرة الأنسجة الدّهنيّة على تخزين السّكّر والدّهون، التي يمكن أن تتراكم في الدّم أو في بعض الأنسجة، وهذا بدوره يُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدّمويّة.
المشاكل المرتبطة بارتفاع نسبة هرمون الحليب عند الرّجال والنّساء
بالنّسبة لمعظم النّاس، يقوم هرمون الحليب بعمله دون مشكلة، والقليل منهم يدركون تأثيره على صحّتهم. مع ذلك، يمكن أن يواجه بعض الأشخاص مستويات عالية من البرولاكتين، والتي يمكن أن تسبّب مجموعة متنوّعة من المشاكل مثل:
- تؤدّي الزّيادة في نسبة هرمون الحليب في الدّم إلى حالة تسمّى فَرَط البرولاكتين في الدّم، وتؤدّي إلى اضطرابات في الدّورة الشّهريّة، ونقص في هرمون الإستروجين (هرمون الأنوثة)، ونقص في هرمون التّستوستيرون (هرمون الذّكورة).
- تؤدّي زيادة هرمون الحليب إلى إنتاج كمّيّة كبيرة من الحليب لا يُمكن التّخلُّص منها في الرّضاعة، ويحدث هذا غالبًا أثناء الحمل، أو عندما لا تعمل الغدّة الدّرقيّة بشكل صحيح.
- يمكن أن تؤدّي أورام الغدّة النّخاميّة، المعروفة باسم الورم البرولاكتينيّ، والأدوية التي تقلّل الدّوبامين إلى زيادة مستويات البرولاكتين، وقد تؤدّي هذه الزّيادة إلى مشاكل جنسيّة عند الرّجال والنّساء، ويمكن علاج بعض هذه الحالات بالأدوية التي تحاكي عمل الدّوبامين.
متى يمكن أخذ مكمّلات هرمون الحليب
من الممكن الحصول على القليل من مكمّلات هرمون الحليب، عند من يُعاني من حالة تُعرف باسمِ نقص البرولاكتين، وهذا أمر نادرٌ للغاية، ولكن يمكن أن يحدث إذا كان لدى النّاس خمول في نشاط الغدد النّخاميّة، ويلاحظ هذا عادة عند النّساء المرضعات اللّاتي لا يستطعن إنتاج ما يكفي من الحليب. كما انّ الدّراسات مستمرّة لمعرفة ارتباط نقص البرولاكتين بمشاكل صحّيّة مثل انخفاضٍ في استجابات الجهاز المناعيّ، ولم يثبت الارتباط بينهما إلى الآن.
المراجع