العراق في الخمسينات .. تعرف على الفترة الذهبية في تاريخ العراق
تعتبر فترة الخمسينات من القرن الماضي من اخصب العقود في تاريخ العراق الحديث وأغناها ولمزيد من المعلومات عن العراق في الخمسينات تابع هذا المقال.
العراق في الخمسينات
ازدهرت العراق في فترة الخمسينات من حيث التقدم الفكري والاجتماعي والاقتصادي والانجازات الثقافية والفنية والحضارية والتسامح الديني والاجتماعي والثقافي والسياسي من جهة، وتوسع المؤسسة العسكرية وبداية صعودها الى السلطة من جهة اخرى.
وبالرغم من قصر فترة الخمسينيات والعواصف السياسية التي مرت بها، فقد شهد العراق آنذاك فترة من الممكن ان نطلق عليها فترة ذهبية حفلت بانجازات ابداعية عديدة ومختلفة في الفكر والعلم والأدب والموسيقى والشعر والفنون التشكيلية، وتميزت بالثراء والكثافة والابداع وكان تأثيرها عاما وشاملا على مجمل عملية التحديث في العراق.
غير ان أهم ما يميز تلك الفترة هو تطلع رواد الطبقة الوسطى النامية وحماستهم نحو التطوير والتغيير والحداثة، يدفعهم شعور داخلي للخلق والابداع وتجاوز الحدود، رغم ان الاكثرية منهم كانت تعيش في ظروف اقتصادية ليست سهلة.
ظهرت في العراق حركات ومذاهب وتيارات ريادية في مجال الأدب والثقافة والفنون مع حرية فردية نسبية ورؤى جماعية، ظهرت على المستوى الثقافي في مساهمات المثقفين العراقيون، كل حسب اختصاصه وثقافته واهتماماته، منطلقين من اثارة اسئلة واشكاليات تؤسس لبناء مجتمع مدني حديث يهدف الى ارساء حداثة تدعو الى التعددية وتعميق روح المواطنة وبث روح التسامح والمساواة بين البشر.
منطلقة من ان العراق ينفرد من بين الدول الاخرى بكونة مهد اقدم الحضارات الانسانية التي تعود في اصولها الى سومر واكد وبابل واشور وكذلك الى التراث العربي – الإسلامي العقلاني الذي ازدهر في العصر الوسيط على ايدي علماء الكلام والفلاسفة العقلانيين.
اضافة الى انه يمتلك ثروة نفطية هائلة ومياه وفيرة واراضي زراعية متطورة، مع ثروة سكانية تمتلك مستوى عال من التعليم والذكاء والقدرات العملية.
ان هذه الامكانيات والمقدرات كان من المفروض ان تساعد على بناء نظام تعددي ديمقراطي في مجتمع متنوع ومتعدد الاثنيات والاديان والطوائف والأقليات مثل العراق.
أصبحت بغداد عاصمة الفكر العربي المتحرر، يقصدها المتأدبون والفنانون العرب المتعطشون لأنسام التحرر والتجدد والثورة على القديم.
أشهر الشخصيات في فترة الخمسينات
تسلم الجواهري عرش الشعر في العراق، وبدأ ذلك الفيض من الثورة في كل ميادين الفكر.
قاد السيّاب ونازك الملائكة ثورة الشعر الحديث وتألقت وراءهما أسماء الشعراء المحدثين.. البياتي ولميعة عباس عمارة وعاتكة وصلاح نيازي وسواهم من الشباب.
وتفجّر معهد الفنون الجميلة بالفن الحديث السريالي جميل حمدودي والانطباعي فايق حسن والتجريدي شاكر حسن، وشيّد جواد سليم نصب الحرية في ساحة التحرير.
نشطت الفرق المسرحية في إبداع الأعمال الثورية والتحررية. وجاء من إسطنبول الشريف محيي الدين بمؤلفاته الموسيقية الحديثة، فأحدث ثورة في عزف العود والتأليف الموسيقي. تمخض عن تلك الأسماء اللامعة مثل منير بشير وسلمان شكر.
امتلئت الساحة الثقافية بالنشاط والتجديد. وضجت المقاهي بالمناقشات الوجودية والماركسية والبعثية والليبرالية.. فرويد وماركس وسارتر.
ثورة 14 تموز 1958