سيرة حياة الامام يحيى النووي

سيرة حياة الامام يحيى النووي

اسمه

أبو زكريا يحيى بن شرف بن المرّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزم النووي، الفقيه الشّافعيّ والمحدّث، ولد عام 631 للهجرة، الموافق 1233 للميلاد، وكما هو الحال مع العديد من الأسماء العربية والسّاميّة، يشير الجزء الأخير من اسمه إلى مسقط رأسه، حيث ولد في نوى بالقرب من دمشق.

لم يكن النووي من عائلة ثريّة، وليست مشهورة بأحد العلماء غيره، ولكنّ والده كان طيّب السُّمعة وتقيًّا، ولم يتزوّج النووي طيلة حياته، والسّبب في هذا تقشُّفُه والتفاتُه إلى طلب العلم.

طفولته

يقول الشيخ ياسين بن يوسف المراكشيّ: عندما رأى الإمام النووي في نوى عندما كان شابًّا في العاشرة من عمره، كان يتجنّب اللّعب من أقرانه، ويبقى مشغولًا بتلاوة القرآن الكريم، وعندما كان يُصرُّ عليه الأطفال للّعب معهم، كان يُسارع في رفضه لهذه الأفعال الحمقاء، لذلك ذهب الشّيخ ياسين إلى مُعلّمه وحثّه على أن تكون رعايته له استثنائيّة، لأنّه سيصبح عالمًا دينيًّا عظيمًا.

تعليمه

لم يكن في نوى مراكز تعليميّة مرموقة، كالتي في دمشق، لذلك أرسله والده إلى هناك ليتعلّم، وكان فيها أكثر من ثلاثمئة مركز تعليميّ، وانضم النووي إلى المدرسة الرّواحيّة، التي وقفًا أسّسه أبو القاسم هبة الله بن محمد المعروف بابن رواحة، يقول النووي عن هذه المدرسة: “لقد درست في هذه المدرسة لعامين، وأثناء إقامتي فيها لم أكن مُرتاحًا، وعشتُ على الطّعام الذي تّقدّمه المدرسة، واعتدت النّوم قليلًا في اللّيل.

حياته

كانت حياة النووي بسيطة، وبعيدة عن الملذّات والمظاهر المادّيّة، مع أنّه كان متاحًا له العيش غير ذلك، تُشير بعض الرّوايات إلى أنّ كلّ الملابس التي كان يمتلكها هي عمامة وثوب طويل، ولم يأكل أيّ شيء باستثناء الكعك والزّيتون الذي يُسله والده من نوى، وكان يأكُلها لأنّه على يقين من أنّ مصدرها حلال.

لم يقبل راتبًا مقابل تعليمه، وكانت حيازته المادّيّة الكتب فقط، وغرفته عبارة عن مستودع للكتب، واستفاد منها  كثيرًا في علمه، وتعليم النّاس. اعتاد النووي على قراءة اثني عشر درسًا يوميًّا، وأن يكتب شرحًا وتعليقًا لكل درس وأن يُدخل عليه إضافات مهمًّة، وأيًّا كان الكتاب الذي يقرؤه، كان يضع ملاحظات هامشيّة وتوضيحات عليه، ونتيجة ذلك كان إعجاب مُعلّميه به كبيرًا، وكانوا يُثنون عليه دائمًا.

شيوخه

درس النووي في دمشق عندما بلغ الثّامنة عشر من عمره، وظهر ذكائه في سنٍّ مُبكّرة، ودرس الكثير من التّخصّصات مثل على الحديث، والفقه، ومبادئه، وتعلّم هذه العلوم على يد أكثر من عشرين شيخًا مشهورًا، مثل:

  • أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي.
  • أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاريّ.
  • رضيّ الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي حفص عمر بن مضر المضريّ.
  • أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى المراديّ.
  • أبو البقاء خالد بن يوسف النّابلسيّ.
  • أبو العبّاس أحمد بن سالم المصريّ.
  • أبو عبد الله الجيانيّ.
  • أبو الفتح عمر بن بندر.
  • أبو محمد التّنوخيّ.
  • شرف الدّين عبد العزيز بن محمد الأنصاريّ.
  • أبو الفرج عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد المقدسيّ.
  • أبو الفضل بن سلار الحسن الإربليّ.

أشهر تلاميذه

  • علاء الدين بن العطّار.
  • ابن عباس أحمد بن إبراهيم.
  • أبو العبّاس الجعفريّ.
  • أبو العبّاس أحمد بن فرح.
  • راشد إسماعيل بن معلّم الحنفيّ.
  • أبو عبدالله الحنبليّ.
  • أبو العبّاس الواسطيّ.
  • جمال الدّين سليمان بن عمر الزّرعيّ.
  • أبو الفرج عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الحميد المقدسيّ.
  • شمس الدّين محمد بن أبي بكر.
  • الشّهاب محمد بن عبد الخالق.
  • هبة الله البارزيّ.
  • أبو الحجاج يوسف بن الزّكيّ.

مؤلّفاته

  • المنهاج في شرح صحيح مسلم: شرح فيه أحاديث صحيح مُسلم، ويعتبر من أفض التّعليقات على الصّحيح.
  • الأربعين نوويّة: جمع فيه اثني وأربعين حُكمٍ شرعيٍّ أساسيّ.
  • رياض الصّالحين: جمع فيه أحاديث الأخلاق والسّلوك، ويحظى هذا الكتاب بشعبيّة واسعة.
  • المجموع شرح المهذّب: هو دليل شامل لنظرة المدرسة الشّافعيّة للشّريعة الإسلاميّة.
  • منهاج الطّالبين وعمدة المُفتين: أيضًا لخّص فيه نظرة الشّافعيّة للشّريعة الإسلاميّة.
  • تهذيب الأسماء واللّغات: جمع فيه السّير الذّاتيّة للصّحابة اللّامعين في بداية الدّعوة الإسلاميّة.
  • التّقريب والتّيسير لمعرفة سنن البشير النّذير: هو مقدّمة لدراسة الحديث، وتكملة لمقدّمة ابن صلاح.
  • ما تمسُّ إليه حاجة القاري لصحيح الإمام البخاريّ.
  • التّبيان في آداب حَمَلة القرآن.
  • الأذكار لمُنتخبة من كلام سيّد الأبرار: جمع فيه أدعية الرّسول عليه الصّلاة والسّلام.
  • آداب الفتوى والمُفتي والمُستفتي.
  • التّرخيص بالقيام لذوي الفضل والمزيّة من أهل الإسلام.

وفاته

بعد عودته من دمشق إلى مسقط رأسه في نوى، مرض النووي وتوفّي رحمه الله في 24 من رجب من عام 676 للهجرة، وكان عمره أربعة وأربعين عامًا، وكان يُريد أن يكون قبره موافقًا للسُّنّة بدون قُبّة أو شاهد، وكان كذلك.

المراجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *