سورة الماعون مكية أم مدنية
سورة الماعون مكية أم مدنية
سورة الماعون مكية أم مدنية..اختلف المفسرون في تحديد كون سورة الماعون مكية أم مدنية، وإن كانت أقرب إلى أن تكون مدنية، وهي السورة 107 في ترتيب المصحف الشريف، ونزلت بعد التكاثر، وتتحدث آياتها عن حال الكافرين والمنافقين وجزاء الفريقين في الأخرة.
سورة الماعون مكية أم مدنية
- هذه السورة مكية في قول الجمهور، مدنية في قول ابن عباس وقتادة، وقال هبة اللَّه المفسر الضرير: نزل نصفها بمكة في العاصي بن وائل، ونصفها بالمدينة في عبد اللَّه بن أبي المنافق.
- قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وفيها قولان:أحدهما: مكية قاله الجمهور، والثاني:(مدنية) روى عن ابن عباس وقتادة، كما قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ ( وكذلك القول في {العاديات} و{أرأيت} مكية، وقال جويبر عن الضحاك: (مدنية)، وقال قوم: هي مكية إلا قوله عز وجل: {فويل للمصلين} نزلت في المنافقين )، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ: (وهي مكية وعن ابن عباس وقتادة أنها مدنية وقال بعضهم أن بعضها مكية نزلت في العاص بن وائل السهمي وبعضها مدني).
- هناك دليل داخلي في السورة نفسها يشير إلى كونها مدنية، حيث تحمل تهديدًا بالدمار لأولئك الذين يصلون غير مبالين بصلواتهم والذين يصلون فقط ليُنظر إليهم. كان هذا النوع من المنافقين موجودًا فقط في المدينة المنورة ، حيث اكتسب الإسلام والمسلمون قوة لدرجة أن الإسلام والمسلمين اكتسبوا هذه القوة التي اضطر الكثير من الناس إلى إعلان اسلامهم وزيارة المسجد والانضمام إلى صلاة الجماعة، حَتَّى يُحْسَبُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. على عكس ذلك، كانت الظروف في مكة مختلفة تمامًا، ولم يكن على أحد أن يصلي لكي يُرى.
- وعن ترتيب نزول سورة الماعون؛ قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (نزلت بعد التكاثر)، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد التكاثر)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (نزلت في حق المنافقين ونزلت بعد سورة التكاثر ونزلت بعدها (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعدّت السّابعة عشرة في عداد نزول السّور بناءً على أنّها مكّيّةٌ، نزلت بعد سورة التّكاثر وقبل سورة الكافرون).
- سميت سورة الماعون، لأن اللَّه تعالى ذم في نهايتها المدنية الذين يمنعون الماعون: وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ [7] كالساهين عن الصلاة، والمنافقين.
وقت الوحي
- وقد نزلت هذه السورة عند معظم العلماء في مكة، وهي السورة السابعة عشر التي نزلت على النبي ﷺ (صلى الله عليه وسلم) بعد سورة التكاثر وقبل الكافرون. وأشار ابن عباس إلى أن جزء من هذا السورة نزل في مكة والجزء الآخر في المدينة. وذلك لأن المنافقين لم يكونوا موجودين في مكة، لذا، فإن الإشارة إليهم لا يمكن أن تحدث إلا في المدينة المنورة.
موضوع السورة
- تركز السورة على إن دين الإسلام ليس دين مظاهر أو شعائر لا معنى لها، ما لم تكن العبادات التي نقوم بها تتسم بالإخلاص التام لله وتؤثر بشكل إيجابي على حياة الآخرين من حولنا، وتقدم سورة الماعون معيارًا يحدد هوية المسلم الحقيقي.
- في الآيات 2-3 وصفت حالة الكفار الذين يكذبون الآخرة صراحة، وفي الآيات الأربع الأخيرة حالة هؤلاء المنافقين الذين يظهرون أنهم مسلمون ولكنهم لا يعرفون الآخرة وحكمها ولقاءها.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- تحدثت هذه السورة المكية في مطلعها عن الكافر، وفي نهايتها المدنية عن المنافق.أما مطلعها فهو في ذمّ الكافر المكذب بيوم الحساب والجزاء: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ووصفته بصفتين: الأولى- انتهاره وزجره وطرده اليتيم، والثانية- عدم الحض أو الحث على إطعام المسكين، فلم يحسن في عبادة ربه، ولم يفعل الخير لغيره.
- وأما خاتمتها فهي في ذم المنافق الذي أظهر الإسلام وأخفى الكفر، ووصفته بصفات ثلاث: الأولى- الغفلة عن الصلاة، والثانية- مراءاته الناس بعمله، والثالثة- منعه الماعون الذي يستعان وينتفع به بين الجيران، فهو لا يعمل للَّه، بل يرائي في عمله وصلاته.وتوعدت الفريقين بالخزي والعذاب والهلاك، ولفتت الأنظار إليهم بأسلوب الاستهجان والاستغراب والتعجيب من صنيعهم.