سورة العاديات مكية أم مدنية
سورة العاديات مكية أم مدنية
سورة العاديات مكية أم مدنية .. تعد سورة العاديات من السور المختلف في تحديد كونها مكية أم مدنية، وهي السورة 100 في ترتيب المصحف الشريف في الجزء الثلاثين، ونزلت بعد سورة العصر..
سورة العاديات مكية أم مدنية
- اختلف المفسرون في تحديد مكان نزول سورة العاديات، فقيل أنها مدنية وقيل أنها مكية لدى بعض العلماء؛ فقال أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وفيها قولان؛ أحدهما:(أنها مكية) قاله ابن مسعود وعطاء وعكرمة وجابر، والثاني:(مدنية) قاله ابن عباس وقتادة ومقاتل. وقالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ مختلف فيها، وقال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ مكية أو مدنية.
- وقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ وقال أنس بن مالك هي مدنية أخبرني خلف بن أحمد القاص قال أنا زياد بن عبد الرحمن قال أنا محمد بن حميد قال أنا محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه عن الخليل بن مرة عن أبان بن أبي عياش عن أنس أنها مدنية.
- يذكر أن آيات السورة قصيرة، حيث يتم التأكيد على القسم ، ويشار إلى يوم القيامة، وهذه بعض الخصائص التي تؤكد أن السورة مكية، ولكن من ناحية أخرى، فإن مضمون القسم من هذه السورة، يشير في الغالب إلى شؤون الحرب وهو ما يدعو البعض إلى اعتبارها مدنية.
- وعن ترتيب نزول سورة العاديات، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ [نزلت بعد العصر]، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد العصر)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (وقيل نزلت بعد سورة والعصر ونزلت بعدها سورة الكوثر)، وقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وعدّت الرّابعة عشرة في ترتيب نزول السّور عند جابر بن زيد بناء على أنّها مكّيّةٌ نزلت بعد سورة العصر وقبل سورة الكوثر).
- سميت سورة العاديات لأن اللَّه افتتحها بالقسم بالعاديات: وهي خيل المجاهدين المسرعة في لقاء العدو.
- يقول المفسرون أن هذه السورة قد نزلت في إحدى الغزوات، وتدعى “ذات السلاسل” وهي غزوة وقعت عندما هاجم المشركون المسلمين، فارسل الرسول المسلمين لقتالهم بقيادة أبي بكر مرة، وبقيادة عمر مرة أخرى، واقترح عمرو بن العاص على الرسول أن يلجأوا إلى المكر والخديعة لإنهاء الحرب. غير أن هذا لم يفلح أيضاً. وأخيراً عهد الأمر إلى علي عليه السلام فاختار طريقاً غير مطروق عبر الجبال، فعبروها ليلاً، وعند الصبح، بين الطلوعين، انفضوا على العدو، وقضوا عليه، وفي اليوم نفسه جاء الرسول إلى المسجد في المدينة وهي تبعد عن موقع المعركة كثيرا لأداء الصلاة، فقرأ سورة العاديات بعد سورة الفاتحة.
موضوع السورة
- أقسم الله في بداية السورة بالخيل التي تجري وتعدو بفرسانها المجاهدين في سبيل اللَّه إلى العدو، ويسمع لها حينئذ صوت زفيرها الشديد وأنفاسها المتصاعدة، بسبب شدة الجري. وتخرج شرر النار بحوافرها أثناء الجري بسبب اصطكاك نعالها بالصخر أو الحجر وتغير أو تهجم على العدو وقت الصباح.
- فيتم إعطاء مثال على الخيول المستخدمة في الحرب للتعبير عن موقف الإنسان من الله، فالخيول التي يزودها الإنسان بالطعام والماء شاكرة له لدرجة أنها تقفز إلى وادي الموت بأمره بينما الإنسان جاحد الله على الرغم من أنه منحه الحياة، ويوضح هذا المثال أن مثل هذا الشخص قد أعمته حب الثروة الدنيوية لدرجة أنه يحاول الحصول عليها بكل الوسائل.
- إذ يستغل الانسان ما أعطاه الله من قدرات وإمكانيات لارتكاب الاستبداد والنهب، فلقد أعمى بحب الثروة الدنيوية، حتى أنه من خلال إساءة استخدام السلطات التي منحها له ربه، فإنه يكون جاحدًا له، إلا أنه يوم القيامة عندما تنكشف النوايا والدوافع ويحاسب الله الناس على أعمالهم، سينقسم الناس إلى فريقين، ما بين مؤمن يلقى مكافآت ربه وكافر يلقى عذاب ربه، حيث أن الله تعالى مجازيهم في ذلك اليوم على جميع أعمالهم أوفر الجزاء، ولا يظلمون مثقال ذرة. فإذا علموا ذلك ووعوه، فعليهم ألا يشغلهم حب المال عن شكر ربهم وعبادته والعمل للآخرة.
- وتشير الآيات إن الإنسان كفور بطبعه للنعمة، كثير الجحد لها، وعدم الإقرار بمقتضاها الموجب لشكر الخالق المنعم، والخضوع لشرعه وأحكامه، إلا من جاهد نفسه، وعقل أمر الدنيا والآخرة، فأقبل على الطاعة والفضيلة، وأحجم عن المعصية والرذيلة.
ما اشتملت عليه السورة من آيات:
- القسم الإلهي بخيل المجاهدين على أن الإنسان كفور جحود لنعم ربه عليه، وأنه مقدر شاهد على ذلك: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً.. [1- 7] .
- التحدث عن غريزة الإنسان في حبه الشديد للثروة والمال: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [8] .
- الحض على فعل الخير والعمل الصالح الذي ينفع الإنسان حين رجوع الخلائق إلى اللَّه للحساب والجزاء، والتهديد بالعقاب الشديد يوم القيامة:أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ.. [9- 11].