من هو الصحابي الذي حج سرا
الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، قال رسول الله صل الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمسٍ: شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا)، فالحج فرض على كل مسلم قادر على ذلك، هذا وتعتبر فريضة الحج من الفرائض التي تطهر النفس وتمحي الذنوب، تتعلق به القلوب وتهفو إليه النفوس وهذا ما شعر به خالد بن الوليد عندما كان يقاتل الروم في عام 12 هجرية وذهب للحج بدون استئذان خليفة المسلمين، في مقالنا التالي سنتحدث عن خالد بن الوليد، ومن هو الصحابي الذي حج سرا
من هو الصحابي الذي حج سرا ؟
– خالد بن الوليد هو الصحابي الذي حج سراً في عام 12 هـ في عهد سيدنا أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين.
– كان خالد بن الوليد يقود جيش المسلمين لمحاربة الفرس والروم، وعلى الرغم من انشغاله بالجهاد في سبيل الله إلا أن قلبه كان متعلقا ببيت الله الحرام واشتاق للحج، وعندما تيقن من نصرة جيش المسلمين قرر أن يذهب للحج متخفياً حتى لا يصل الأمر لجيش الأعداء ويستغلوا ذلك لنصرتهم.
– أمر خالد بن الوليد جنود جيشه بالعودة لمدينة الحيرة وتظاهر بأنه سيسير خلفهم في مؤخرة الجيش، إلا أنه بدأ رحلته للحج مع القليل من أصحابه بدون أن يقوم بإخبار خليفة المسلمين أبو بكر الصديق.
– سلك بن الوليد دروب الصحراء في الأيام الأخيرة من ذي القعدة حتى لا يضيع أيام كثيرة، وعلى الرغم من أنه لم يكن معه دليل يرشده في الصحراء إلا أنه نجح في الوصول وذلك لصدق نيته.
– نجح بن الوليد في أداء مناسك الحج في سرية تامة متعجلاً ليعود بعد ذلك ليلحق بمؤخرة جيش المسلمين وهو في طريقه لمدينة الحيرة بدون أن يلاحظ أحد غيابه.
– ولقد استاء سيدنا أبو بكر مما فعله سيدنا خالد واستاء منه لأنه لم يستأذنه قبل الذهاب للحج، وعاتبه عتاباً شديداً، إلا أنه قرر إرساله إلى دمشق بالشام لأن الموقف كان متوتراً، وذلك على الرغم من رفض سيدنا عمر بن الخطاب لتولية بن الوليد لقيادة جيش الشام، حيث يرى أن ما فعله من حج بدون أخذ الإذن من خليفة المسلمين أمر عظيم يستوجب عزله من الجيش، لكن سيدنا أبو بكر رد عليه بحكمة وقال لسيدنا عمر: «والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، والله لا أشيم سيفا سله الله على الكفار».
– أرسل سيدنا أبو بكر رسالة لبن الوليد قال له فيها: «سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك فإنهم قد شجوا وأشجوا وإياك أن تعود لمثل ما فعلت، فإنه لم يشج الجموع من الناس بعون الله شجاك، ولم ينزع الشجى من الناس نزعك، فليهنئك أبا سليمان النية والخطوة، فأتمم يتمم الله عليك، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل، وإياك ان تدل بعمل فإن الله له المن وهو ولي الجزاء» (انظر البداية والنهاية لابن كثير).
– توجه بن الوليد للشام وقاتل الروم وألحق بهم الهزيمة وحقق انتصارات كبيرة حتى هرب البقية منهم بقيتهم لحصن البصرى، وأعلنوا الاستسلام وقاموا بدفع الجزية.
قد يعجبك:
من هو خالد بن الوليد ؟
– أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة، ينتهي نسبه للجد السابع للنبي صل الله عليه وسلم مرة بن كعب بن لؤي، أمه تدعى لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية.
– أسلم خالد في عام 8 هـ قبل فتح مكة بـ6 أشهر، وقبل غزوة مؤتة بقرابة الشهرين.
– يروى في سبب إسلامه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوليد بن الوليد أخيه، وهو في عمرة القضاء: “لو جاء خالد لقدّمناه، ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله”، فكتب “الوليد” إلى “خالد” يرغبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.
– سُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بإسلام خالد، وقال له حينما أقبل عليه: “الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير”.
– فرح المسلمون كثيراً بإسلام خالد بن الوليد حيث قد أعزه الله بالإسلام كما أعز الإسلام به فلقد تحول عدائه للإسلام والمسلمين لحب وموالاة، وتراحم، وانقلب تأييده للكفار إلى عداء سافر، وصراع وقتال.