تجربتي مع سورة الحجر
تجربتي مع سورة الحجر من التجارب التي يبحث عنها الكثير من الناس ليتعرفوا على فوائد قراءة هذه السورة الكريمة، وأصحاب الحجر هم ثمود قوم نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام، وقد تحدثت السورة عنهم في خمس آيات، وهي السورة الوحيدة من سور القرآن الكريم التي وصفت قوم صالح بهذا الوصف.
تجربتي مع سورة الحجر
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الحجر كانت سببًا في تخلصي من الشعور بالضيق والهم الذي يُصيبني كلما حدث أي أمر يزعجني مهما كان بسيطًا، فأنا بطبيعتي شخصية حساسة، ودائمًا ما أتأثر بأقل كلمة ممكن أن يقولها الشخص الذي أتعامل معه، وبعض الناس كان يستغل نقطة الضعف هذه، ويحاول أن يُضايقني بالكلام السلبي وانتقاد تصرفاتي والتقليل من آرائي ووجهات نظري، وبعدها كنت أدخل في نوبة من الحزن والغم تدوم لفترات طويلة، إلى أن قرأت ذات مرة أن علاج هذه الحالة في القرآن الكريم في خواتيم سورة الحجر.
يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) كانت هذه الآيات الكريمة بمثابة وقاء لي من هذا الشعور السيء، وأصبحت أتحصن بقرائتها بالفعل، فما إن يحاول أحد مضايقتي بالكلام أو في حال سمعت أن شخصًا ما يغتابني ويطعني بكلماته المسمومة وما أكثر هذه الظاهرة في مجتمعنا للأسف، أسارع بقراءة آخر ثلاث آيات في سورة الحجر.
ومن التجارب الأخرى التي يحكيها أحد الإخوة أنه كان ينتابه أحيانًا شعورٌ بالحقد على بعض أصدقائه والمحيطين به نتيجة ما يحظون به من حياة سعيدة خالية من الاضطرابات أو الصعوبات المادية، بينما كان غارقاً في المشاكل، ويحكي عن ذلك أنه كان غاضبًا بسبب هذا الشعور، خصوصًا وأنه يعلم عاقبة الحقد، فكان العلاج الذي يلجأ إليه للتخلص من هذا الشعور هو قوله تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) وكان للمداومة على قراءة هذه الآية كلما أصابه هذا الشعور أثرٌ هائلٌ على نفسه، بل إنه يقول أن حياته بدأت تتغير للأفضل وأصبح قادرًا على معالجة مشاكله بعدما ركز أكثر في حياته وكف عن الاهتمام بما يجري في حياة الآخرين.
يُنصح بالدعاء بعد قراءة سورة الحجر بهذا الدعاء: اللهم يا ربنا، يا ميسر كل عسير، ويا جابر كل كسير، ويا مغني كل فقير، ويا مقوي كل ضعيف، ويا ناصر كل مظلوم، ويا مأمن كل خائف، يسّر علينا كل عسير، واقض حوائجنا، وأصلح شئوننا.
اقرأ أيضا: تجربتي مع ختم القران يوميا
خواص سورة الحجر
تُعظم خواص سورة الحجر حيث أنها من السور القرآنية التي وردت العديد من الأدلة التي تُشير إلى عظيم فضلها ومكانتها ومن ذلك ما رواه أبي بن كعب رضي الله عنه: “مَن قرأَ سورة الحِجْر كان له من الأَجْر عشرُ حسنات بعدد المهاجرين، والأَنصار، والمستهزئين، بمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 160 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
ومما ثبت من أحاديث صحيحة عن مطلع سورة الحجر: قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا اجتمع أهلُ النارِ في النارِ ومعهم مَن شاء اللهُ من أهلِ القِبلةِ يقولُ الكفارُ: أَلَمْ تكونوا مسلمينَ؟ قالوا: بلى قالوا: فما أَغْنَى عنكم إسلامُكم و قد صِرْتُم معنا في النارِ؟ قالوا: كانت لنا ذنوبٌ فأُخِذْنا بها فيَسْمَعُ ما قالوا فأَمَر بمَن كان من أهلِ القِبلةِ فأُخْرِجُوا فلما رأى ذلك أهلُ النارِ قالوا: يالَيْتَنا كنا مسلمينَ فنخرجُ كما خَرَجُوا قال: وقرأ رسولُ اللهِ “الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ* رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ”. (( الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة، الصفحة أو الرقم: 843 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب عن معنى إحدى آيات سورة الحجر: ألا أُعلِّمُك سورةً ، ما أُنزِل في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها ؟ قلتُ : بلى ، قال : إنِّي لأرجو أن لا تخرجَ من ذلك البابِ حتَّى تعلمَها ، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقمتُ معه ، فجعل يُحدِّثُني ويدُه في يدي ، فجعلتُ أتباطأُ كراهيةَ أن يخرجَ قبل أن يُخبِرَني بها ، فلمَّا قرُب من البابِ قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! السُّورةُ الَّتي وعدتَني ! قال : كيف تقرأُ إذا افتتحتَ الصَّلاةَ ؟ قال : فقرأتُ فاتحةَ الكتابِ ، قال : هي هي ، وهي السَّبعُ المثاني الَّتي قال اللهُ تعالَى : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ } الَّذي أُوتيتُ. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري، الصفحة أو الرقم: 8/2/74 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
نزلت سورة الحجر في السنوات الأخيرة قبل الهجرة، وكانت تلك أوقات مليئة باليأس والإحباط، وسنوات عجاف على الدعوة، بدأ يضيق فيها صدر الرسول صلى الله عليه وسلّم بسبب ما يقوله المشركون، واستهزاؤهم واتهامهم له بالجنون والكذب، ومطالبته تعجيزاً بأن يأتيهم بالملائكة دليلاً على صدقه.
فكان من خواص سورة الحجر أنها جاءت لتشحذ همم المؤمنين وتثبّتهم في مرحلة صعبة، وفي نفس الوقت تحبط كيد الكافرين وتدخل اليأس والقنوط في قلوبهم، بأن الباطل زائف زائل، والحق باق قادم، وفيه الخير والأمان والرزق والنعيم الدائم للمؤمنين، وقد اقترب أوانه.
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة الحجر