شعر عربي عن الاب
الأب كلمة عظيمة قد تكون قصيرة الطول قليلة الأحرف إلا أنها طويلة الأمد في العطاء كبيرة المكانة؛ فالأب يحافظ على أسرته متماسكة ولا يفرقها شيء يقضي ساعاته الطوال في العمل، ولذلك فقد عُني الشعراء بكتابة قصائد شعر عربي عن الاب وبيان فضله.
شعر عربي عن الاب
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في واحدة من أكثر قصائد شعر عربي عن الاب تأثيرًا على النفس:
سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي
وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين
أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم
أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين
يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ
كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين
هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى
وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين
غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى
آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين
وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزاً
نافِضاً مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين
إِنَّ لِلمَوتِ يَداً إِن ضَرَبَت
أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين
تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ
وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين
وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ
وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين
أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا
لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين
نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ
ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين
ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ
ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين
ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا
وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين
اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ
كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين
فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما
قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين
فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا
وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين
وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا
وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين
لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن
بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين
وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما
وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين
ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ
وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين
طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ
كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَين
وَشَرِبنا مِن إِناءٍ واحِدٍ
وَغَسَلنا بَعدَ ذا فيهِ اليَدَين
وَتَمَشَّينا يَدي في يَدِهِ
مَن رَآنا قالَ عَنّا أَخَوَين
نَظَرَ الدَهرُ إِلَينا نَظرَةً
سَوَّتِ الشَرَّ فَكانَت نَظرَتَين
يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ
لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين
كَيفَ كانَت ساعَةٌ قَضَّيتَها
كُلُّ شَيءٍ قَبلَها أَو بَعدُ هَين
أَشَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَةً
أَم شَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَين
لا تَخَف بَعدَكَ حُزناً أَو بُكاً
جَمَدَت مِنّي وَمِنكَ اليَومَ عَين
أَنتَ قَد عَلَّمتَني تَركَ الأَسى
كُلُّ زَينٍ مُنتَهاهُ المَوتُ شَين
لَيتَ شِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي
مَرَّةً أَم ذا اِفتِراقُ المَلَوَين
وَإِذا مُتُّ وَأودِعتُ الثَرى
أَنَلقَّى حُفرَةً أَو حُفرَتَين.
يقول الشاعر السوري نزار قباني في قصيدة “أبي”:
أماتَ أَبوك؟
ضَلالٌ! أنا لا يموتُ أبي.
ففي البيت منه
روائحُ ربٍّ.. وذكرى نَبي
هُنَا رُكْنُهُ.. تلكَ أشياؤهُ
تَفَتَّقُ عن ألف غُصْنٍ صبي
جريدتُه. تَبْغُهُ. مُتَّكَاهُ
كأنَّ أبي – بَعْدُ – لم يّذْهَبِ
وصحنُ الرمادِ.. وفنجانُهُ
على حالهِ.. بعدُ لم يُشْرَبِ
ونَظَّارتاهُ.. أيسلو الزُجاجُ
عُيُوناً أشفَّ من المغرب؟
بقاياهُ، في الحُجُرات الفِساحِ
بقايا النُسُور على الملعبِ
أجولُ الزوايا عليه، فحيثُ
أمرُّ .. أمرُّ على مُعْشِبِ
أشُدُّ يديه.. أميلُ عليهِ
أُصلِّي على صدرهِ المُتْعَبِ
أبي.. لم يَزلْ بيننا، والحديثُ
حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ
يسامرنا.. فالدوالي الحُبالى
تَوَالَدُ من ثغرهِ الطَيِّبِ..
أبي خَبَراً كانَ من جَنَّةٍ
ومعنى من الأرْحَبِ الأرْحَبِ..
وعَيْنَا أبي.. ملجأٌ للنجومِ
فهل يذكرُ الشَرْقُ عَيْنَيْ أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرةِ الكوكبِ..
أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيبٍ
وراءكَ يمشي، فلا تَعْتَبِ..
على اسْمِكَ نمضي، فمن طّيِّبٍ
شهيِّ المجاني، إلى أطيبِ
حَمَلْتُكَ في صَحْو عَيْنَيَّ.. حتى
تَهيَّأ للناس أنِّي أبي..
أشيلُكَ حتى بنَبْرة صوتي
فكيف ذَهَبْتَ.. ولا زلتَ بي؟
إذا فُلَّةُ الدار أعطَتْ لدينا
ففي البيت ألفُ فمٍ مُذْهَبِ
فَتَحْنَا لتمُّوزَ أبوابَنا
ففي الصيف لا بُدَّ يأتي أبي..
يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن أبيه:
غَضَّ طرفاً عن القمرْ
وانحنى يحضن التراب
وصلّى…
لسماء بلا مطر،
ونهاني عن السفر!
أشعل البرقُ أوديهْ
كان فيها أبي
يربي الحجارا
من قديم.. ويخلق الأشجارا
جلدُهُ يندفُ الندى
يدهُ تورقِ الشجرْ
فبكى الأفق أغنيهْ :
كان أوديس فارساً…
كان في البيت أرغفهْ
ونبيذ، وأغطيه
وخيول، وأحذيهْ
وأبي قال مرة
حين صلّى على حجرْ:
غُضَّ طرفاً عن القمر
واحذر البحر .. والسفر!
يوم كان الإله يجلد عبدَهْ
قلت: يا ناس! نكفُر؟
فروى لي أبي..وطأطأ زنده :
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكرُ
خالق الجرحُ لي أنا
لا لميْت .. ولا صنمْ
فدع الجرح والألم
وأعِنّي على الندم!
مرَّ في الأفق كوكبُ
نازلاً… نازلاً
وكان قميصي
بين نار وبين ريحْ
وعيوني تفكِّرُ
برسوم على التراب
وأبي قال مرة:
الذي ما له وطن
ماله في الثرى ضريح
ونهاني عن السفر.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن الفخر
أبيات شعر عربي عن الاب
أطعْ الإلهَ كما أمرْ
واملأ فؤادَك بالحذرْ
الدينُ حقٌّ واجبٌ
نور البصيرةِ والبصرْ
حافظ عليه فإنَّه
نعمَ السعادة تدَّخرْ
وأطع أباكَ فإنَّه
ربَّاك من عهدِ الصغرْ.
- يقول أبو العلاء المعري:
جَنى أبٌ ابنًا غرضًا
إن عقَّ فهو على جُرْمٍ يكافيهِ
تَحَمَّل عَن أَبيكَ الثِقلَ يَومًا
فَإِنَّ الشَيخَ قَد ضَعُفَت قِواهُ
أَتى بِكَ عَن قَضاءٍ لَم تُرِدهُ
وَآثَرَ أَن تَفوزَ بِما حَواهُ.
- يقول محمود سامي البارودي:
وأنتَ ابنهُ، والفرعُ يتبعُ أصلهُ
ومَا مِنْكُمَا إِلّا جَوَادُ رِهَانِ
هوَ الأولُ السَّبَّاقُ في كُلَّ حلبةٍ
وأنتَ لهُ دونَ البريةِ ثاني.
- يقول الشيخ مصطفى قاسم عباس:
لم تكتبِ الشّعرَ يوماً ما ولا الأدبا
وما سهرتَ الليالي تقرأُ الكُتُبا
ولم تكنْ من ذوي الأموال تجمعُها
لم تكنِـزِ الدُّرَّ والياقوتَ والذهبا
لكنْ كنزتَ لنا مجداً نعيشُ به
فنحمدُ اللهَ مَن للخيـر قد وَهبـا
أضحى فؤاديَ سِـفراً ضَـمَّ قافيتي
ودمعُ عيني على الأوراق قد سُكِبا
سأنظم الشعرَ عِرفاناً بفضلك يا
مَن عشتَ دهرَك تجني الهمَّ والنّصبا
سأنظم الشعر مدحاً فيكَ منطلِـقاً
يجاوز البدرَ والأفلاكَ والشّهُبـا
إن غاضَ حِبري بأرض الشّعر وا لهفي!
ما غاض نبعُ الوفا في القلب أو نضبا
قالوا : تغالي فمَن تعني بشعرك ذا؟
فقلت : أعني أبي أنْعِمْ بذاك أبا.
اقرأ أيضا: شعر باللغة العربية الفصحى عن الوطن