شعر عربي عن الهموم

لا شكّ أنّ قلوب النّاس ونفوسهم تتعرّض بين الحين والآخر إلى الهموم التي تُسبّبها المشاكل المختلفة في الحياة، ولا يكاد يخلو إنسانٌ من الشّعور بهذه المشاعر السلبيّة في فترةٍ من فترات حياته، وإن اختلف النّاس وتفاوتوا في درجة التّأثر بهذه المشاعر، وقد احتلت الهموم مساحة كبيرة من الشعر، فكتب العديد من الشعراء قصائد شعر عربي عن الهموم والأحزان.

شعر عربي عن الهموم

شعر عربي عن الهموم

يقول الشاعر الأعشى في واحدة من أشهر قصائده عن الهموم:

خالطَ القلبَ همومٌ وحزنٌ

وَادّكَارٌ، بَعْدَمَا كَانَ اطْمَأنّ

فَهْوَ مَشْغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ

يرعوي حيناً، وأحياناً يحنّ

بلعوبٍ طيبٍ أردانها،

رَخْصَة ِ الأطْرَافِ، كَالرّئمِ الأغنّ

وهيَ إنْ تقعدْ نقاً منْ عالجٍ

ثُمّ أنّشَأتُ أُفَدّي، وَأُهَنّ

ينتهي منها الوشاحانِ إلى

حبلة ٍ، وهي بمتنٍ كالرّسنْ

خلقتْ هندٌ لقلبي فتنة ً

هَكَذا تَعْرِضُ للنَّاسِ الفِتَنْ

لاأرها في خلاءٍ مرّة ً

وهي في ذاكَ حياءً لمْ تزنْ

ثمّ أرسلتُ إليها أنّني

مُعْذِرٌ عُذْرِي فَرُدّيهِ بِأنْ

وأرجّيها وأخشى ذعرها

مِثْلَ مَا يُفْعَلُ بِالقَوْدِ السَّنَنْ

رُبّ يَوْمٍ قَدْ تَجُودِينَ لَنَا

بعطايا، لمْ تكدّرها المننْ

أنْتِ سَلْمَى هَمُّ نَفْسِي، فاذكرِي

سَلْمُ، لا يُوجَدُ للنّفْسِ ثَمَنْ

وَعَلالٍ وَظِلالٍ بَارِدٍ

وفليجِ المسكِ والشّاهسفرنْ

وَطِلاءٍ خُسْرُوَانيٍّ، إذَا

ذَاقَهُ الشّيْخُ تَغَنّى وَارْجَحَنْ

وطنابيرَ حسانٍ صوتها،

عندَ صنجٍ، كلّما مسّ أرنْ

وإذا المسمعُ أفنى صوتهُ،

عَزَفَ الصّنْجُ فَنَادى صَوْتَ وَنّ

وإذا ما غضّ منْ صوتيهما

وَأطَاعَ اللّحْنُ غَنّانَا مُغَنّ

وإذا الدّنّث شربنا صفوهُ

أمَرُوا عَمْراً، فَنَاجَوْهُ بِدَنّ

بمتاليفَ أهانوا مالهمْ

لِغِنَاءٍ، وَلِلِعْبٍ، وَأذَنْ

فترى إبريقهمْ مسترعفاً

بشمولٍ صفقتْ منْ ماءِ شنْ

غُدْوَة ً حَتّى يَمِيلُوا أُصُلاً

مِثْلَ مَا مِيلَ بِأصْحابِ الوَسَنْ

ثُمّ رَاحُوا مَغْرِبَ الشّمْسِ إلى

قطفِ المشيِ، قليلاتِ الحزنْ

عَدِّ هَذا في قَرِيضٍ غَيْرِهِ

واذكرنْ في الشعرِ دهقانَ اليمنْ

بأبي الأشعثِ قيسٍ، إنّهُ

يشتري الحمدَ بمنفوسِ الثّمنْ

جئتهُ يوماً، فأدنى مجلسي

وَحَبَاني بِلَجُوجٍ في السُّنَنْ

وثمانينَ عشارٌ، كلُّها

وذلولٍ جسرة ٍ مثلِ الفدنْ

وذلولٍ جسرةٍ مثلِ الفدنْ

آرِكَاتٌ في بَرِيمٍ وَحَضَنْ

وَغُلامٍ قَائمٍ ذِي عَدْوَةٍ

وذلولٍ جسرة ٍ مثلِ الفدنْ.
  • يقول الشاعر أبو العلاء المعري:

أزِلْ همومَ الفُؤادِ واصبِرْ،

فإنّما قصُركَ الإزالَهْ

وليسَ فيمنْ تَراهُ خَيرٌ،

فعَدّهِ، واطلُبِ اعتِزالَهْ

والغَزْلُ والرَّدْنُ للغَواني،

شَيئانِ عُدّا من الجزالَهْ

والشّمسُ غَزّالَةٌ، ولكن

خُفّفَتِ الزّايُ في الغَزَالَه.

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:

ليتَ لي أن أعيشَ في هذهِ الدنيّا

سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي

أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ

بينَ الصنوبّر الميّادِ

ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ

نفسي عن استماعِ فؤادي

أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي

لحديثِ الآزال والآبادِ

وأغنيّ مع البلابل في الغابِ،

وأصغيِ إلى خرير الوادي

وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، والأَطيارَ

والنّهرَ، والضّياءَ الهادي

عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها

بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي

لا أعنِّي نفسي بأحزانِ شعبي

فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمادِ

وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي

من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ.

اقرأ أيضا: خواطر عن الهموم تويتر

أفضل قصيدة عن الهموم

الهموم

تُعد قصيدة “أداءٌ ألمَّ فخلتُ فيه شفائي” للشاعر خليل مطران من أفضل قصائد شعر عربي عن الهموم حيث يقول فيها:

داءٌ ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي

مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي

يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا

فِي الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ

قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى

وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ

وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ

فِي حَالَيَ التَّصْوِيبِ وَ الصُّعَدَاءِ

وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ

كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي

هَذَا الَّذِي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي

مِنْ أَضْلُعِي وَحَشَاشَتِي وَذَكَائِي

عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِنِي

لَمْ يَجْدُرَا بِتَأَسُّفِي وَبُكَائِي

عُمْرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ

بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ

فغَدَوْتَ لَمْ أَنْعَمْ كَذِي جَهْلٍ وَلَمْ

أغْنَمْ كَذِي عَقْلٍ ضَمَانَ بَقَاءِ

يَا كَوْكَباً مَنْ يَهْتَدِي بِضِيائِهِ

يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ

يا مَوْرِداً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ

ظَمَأً إِلى أَنْ يَهْلِكُوا بِظَمَاءِ

يَا زَهْرَةً تُحْيِي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا

وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بِلاَ إِرْعَاءِ

هَذا عِتَابُكِ غَيْرَ أَنِّيَ مُخْطِيءٌ

أَيُرَامُ سَعْدٌ فِي هَوَى حَسْنَاءِ

حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى

وَالْحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ

نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي

أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ

نِعْمَ الشَّفَاءُ إِذَا رَوِيْتُ بِرشْفَةٍ

مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاء

نِعْمَ الْحَيَاةُ إذا قضَيْتُ بِنَشْقَةٍ

مِنْ طِيبِ تِلكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ

إِنِّي أَقَمْتُ عَلى التَّعِلَّةِ بِالمُنَى

فِي غُرْبَةٍ قَالوا تَكُونُ دَوَائِي

إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا

أَيُلَطَّف النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ

أَوْ يُمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا

هَلْ مَسْكَةٌ فِي البُعْدِ للْحَوْبَاءِ

عَبَثٌ طَوَافِي فِي الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ

فِي عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاِسْتشْفَاءِ

مُتَفَرِّدٌ بِصَبَابَتِي مُتَفَرِّد

بِكَآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بَعَنَائِي

شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي

فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ

ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي

قَلْباً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ

يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي

وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي

وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ

كَمَداً كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ

تَغْشَى الْبَريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا

صَعِدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي

وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ

يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ

يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ

للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي

أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً

لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ

أَوَلَيْسَ طَمْساً لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثاً

للِشَّكِّ بَيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ

أَوَلَيْسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً

وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ

حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيداً لَهَا

وَيَكونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ

وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ

وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ

وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي

كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي

وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً

بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي

وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ

فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ

مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً

وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ

فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ

مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي

وَكأَنَّنِي آنَسْتُ يَوْمِيَ زَائِلاً

فَرَأَيْتُ فِي المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الهموم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *