شعر عربي عن الموت

الموت هو كأس على كل إنسان في هذه الدنيا أن يشربه، والموت يوجع الأحياء، فعند موت أحد أقاربنا أو من نحب من أصدقائنا نذوق مرارة الفقد الحقيقية، فلا شيء سوف يجمعنا بعدها، ونبقى على ذكراهم نجتر ألم وحزن بعدهم عنا، وقد كتب الشعراء مئات ومئات قصائد شعر عربي عن الموت وشعورهم تجاهه من حيث الخوف منه أو الاستعداد له أو الأسى بسبب وقوعه لأحد الأعزاء عليهم.

شعر عربي عن الموت

شعر عربي عن الموت

كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أبرز من نظموا شعرًا عن الموت، حيث قال:

النفسُ تبكي على الدُنيا وَقَد عَلِمَت

إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها

لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها

إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها

فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها

وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها

أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً

حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها

أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها

وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها

كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت

أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ

مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها

وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها.

يقول ابن نباتة رحمه الله عن الموت:

نعلّل بالدّواء إذا مرضنا

فهل يشفي من الموت الدّواء

ونختار الطّبيب فهل طبيب

يؤخّر ما يقدّمه القضاء

وما أنفاسنا إلا حساب

ولا حسراتنا إلا فناء.

قال أمير الشعراء أحمد شوقي عن الموت:

إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حي

لم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا

سنةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَ

ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا.

اقرأ أيضا: شعر انجليزي عن الموت

قصائد شعر عربي عن الموت

إن يقرب الموت مني

إن يقرب الموتُ مني

فلستُ أكرهُ قُربَهْ

وذاكَ أمنعُ حِصْنٍ،

يصبِّرُ القبرَ دَربَهُ

من يَلقَهُ لا يراقبْ

خطباً، ولا يخشَ كُربَهُ

كأنني ربُّ إبلٍ،

أضحى يمارسُ جُرْبه

أو ناشطٌ يتبغّى،

في مُقفِر الأرض، عِربْه

وإنْ رُددتُ لأصلي،

دُفنتُ في شرّ تُربه

والوقتُ ما مرّ، إلا

وحلّ في العمر أُربه

كلٌّ يحاذرُ حتفاً،

وليس يعدمُ شُربه

ويتّقي الصارِمَ العضـ

ـبَ، أن يباشر غَربه

والنزعُ، فوق فراشٍ،

أشقُّ من ألف ضربه

واللُّبٌّ حارَبَ، فينا،

طبْعاً يكابدُ حَرْبه

يا ساكنَ اللحدِ! عرّفـ

ـنيَ الحِمامَ وإربه

ولا تضنَّ، فإنّي

مَا لي، بذلك، دربه

يَكُرُّ في الناس كالأجـ

ـدَلِ، المعاود سِربه

أوْ كالمُعيرِ، من العا

سلات، يطرُقُ زربْه

لا ذات سِرْب يُعّري الرّ

دى، ولا ذات سُربه

وما أظُنُّ المنايا،

تخطو كواكبَ جَرْبه

ستأخُذُ النّسرَ، والغَفْـ

ـرَ، والسِّماكَ، وتِربْه

فتّشنَ عن كلّ نفسٍ

شرْقَ الفضاء وغَربه

وزُرْنَ، عن غير بِرٍّ،

عُجْمَ الأنام، وعُربه

ما ومضةُ من عقيقٍ،

إلا تهيجُ طرْبه

هوىً تعبّدَ حُرّاً،

فما يُحاولُ هرْبه

من رامني لمْ يجدْني،

إنّ المنازلَ غُربَه

كانتْ مفارقُ جُونٌ،

كأنها ريشُ غِرْبه

ثمّ انجلتْ، فعَجبنا

للقارِ بدّل صِرْبه

إذا خَمِصْتُ قليلاً،

عددْتُ ذلك قُربه

وليسَ عندِيَ، من آلة

السُّرى، غيرُ قِرْبه.

للموت ما تلدون

ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ

مَا يغلِبُ الموْتَ لاَ جِنٌّ ولاَ أنسُ

مَا إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاً ولاَ سوقاً

إلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُ والخلسُ

للموتِ مَا تلدُ الأقوامُ كلُّهُمُ

وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وما غرَسُوا

هَلاَّ أبَادِرُ هذَا الموْتَ فِي مَهَلٍ

هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِي نفَسُ

يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَ خائِفَهُ

كانتْ دموعُكَ طولَ الدّهرِ تنبجِسُ

أمَا يهولُكَ يومٌ لا دِفَاعُ لَهُ

إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِ تنغَمِسُ

إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَا ولذتها

فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ الله مُفترِسُ

إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِ اجتَهَدوا

أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَ ما حبسُوا

إنّ المَنِيّة َ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ،

وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِ منغَمِسُ

ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا،

كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ

إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُ ضَحِكُوا

وَإنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُ عَبَسُوا

ما لي رَأيْتُ بَني الدّنيا وَإخوَتَهَا،

كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَا درسُوا.

إن كان لا بدّ من موت

إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي

وَما عَنائي بما يَدْعُو إلى الكُلَفِ

لا شيءَ لِلْمَرءِ أغْنَى منْ قَنَاعَتِهِ

وَلا امتِلاءَ لعَينِ المُلْتَهي الطّرِفِ

منْ فارقَ القَصْدَ لمْ يأْمَنْ عَلَيْهِ هوىً

يَدْعُو إِلى البغْيِ والعُدْوانِ والسَّرَفِ

ما كلُّ رأيِ الفَتَى يَدْعُو إلى رَشَدٍ

إذَا بَدَا لكَ رأْيٌ مشكِلٌ فقفِ

أُخَيّ! ما سكَنَتْ رِيحٌ وَلا عصَفَتْ،

إلاّ لِتُؤْذنَ بالنْقصانِ والتّلَفِ

ما أقربَ الْحَيْنَ مِمَّنْ لَمْ يزلْ بَطِراً

وَلم تَزَلْ نَفسُهُ توفي على شُرَفِ

كمْ منْ عزيزٍ عظيمِ الشَّأْنِ فِي جَدَثٍ

مُجَدَّلٍ، بتراب الأرْضِ مُلتَحِفِ

للهِ أهلُ قبورٍ كنتُ أعهَدُهُمْ

أهلَ القِبابِ الرّخامِيّاتِ، وَالغُرَفِ

يا مَنْ تَشَرّفَ بالدّنْيا وَزِينَتِها،

حَسْبُ الفَتَى بتقَى الرَّحْمَانِ منْ شرفِ

والخيرُ والشَّرُّ فِي التَّصْويرِ بينهُمَا

لوْ صُوّرَا لكَ، بَوْنٌ غَيرُ مُؤتَلِفِ

أخَيَّ آخِ المُصَفَّى مَا استطَعْتَ وَلاَ

تَستَعذِبَنّ مُؤاخاة َ الأخِ النّطِفِ

ما أحرَزَ المَرْءُ مِنْ أطْرافِهِ طَرَفاً،

إلاّ تَخَوّنَهُ النّقصانُ مِنْ طَرَفِ

وَاللّهُ يكفيكَ إنْ أنتَ اعتَصَمتَ بهِ،

مَنْ يصرِفِ اللّهُ عنهُ السّوءَ ينصرِفِ

الحَمدُ للّهِ، شُكراً، لا مَثيلَ لَهُ،

ما قيلَ شيءٌ بمثلِ اللّينِ وَاللُّطُفِ.

اقرأ أيضا: أحاديث عن سكرة الموت

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *