حكم غسل الكفين في بداية الوضوء
تكثر الأحكام الدينيّة المهمة التي يتوجّب على المُسلمين معرفتها؛ حتى يكونوا على بينة جليةٍ من أُمور دينهم، ويعرفوا أركان كافة العبادات التي لا يقوم الفرض بدونها؛ فيتّخذون كافّة السُّبُل لفعلها، ويتعرّفوا على البدع الحادثة؛ فيجتنبوها، ومن هذه الأحكام حكم غسل الكفين في بداية الوضوء فضلًا عن معرفة أركان وسنن الوضوء والمكروهات التي يجدر بالمُسلم تجنّبها.
حكم غسل الكفين في بداية الوضوء
إن حكم غسل الكفين في بداية الوضوء سنة من سنن الوضوء، وهناك فرق بين أركان وسنن الوضوء، فالأركان لا يجزئ إلا بها، بينما السنن هي أمورٌ يُثابُ عليها المسلمُ ولا يُعاقَبُ على تركها.
أركان الوضوء
وفيما يأتي بيان أركان الوضوء:
- أن يبتدئ وضوءه بالنّية: وهي شرطٌ رئيس لإتمام لصحّة الوضوء، فقد روي عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ) (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) فالنّية أمرٌ أساسيٌّ في كلّ عبادة يقدم عليها العبد، مما يعني أنّ الذي يتوضأ بدون نية فلا يجزؤه.
- أن يغسل الوجه مرّةً واحدةً، ويُعدّ غسل الوجه يعدّ من فرائض الوضوء، أمّا السّنة على المسلم أن يقوم بغسله ثلاث مرّات، والمقدار الواجب غسله من الوجه يبدأ طولاً من بداية جبهة الإنسان، عند منبت الشّعر، إلى أسفل اللّحية، ومن الجدير بالذّكر أن اللّحية تنقسم إلى قسمين:اللّحية الكثيفة، وهي واجبٌ غسل ما يظهر منها، ولكن من السنة تخليلها، وذلك أن يقوم بإيصال الماء إلى جميع اللّحية في داخلها، وخارجها، واللّحية الخفيفة، وهي واجبٌ غسل ظاهرها، وباطنها، وعرض الوجه من الأذن الأولى إلى الأذن الثّانية.
- أن يغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه: ويكون ذلك مرّةً واحدةً، وغسل اليدين ويعد ذلك فرضًا من فرائض الوضوء، وأمّا في السّنة على المسلم أن يقوم بغسلهما ثلاثاً، وأن يدخل الماء بين أصابعه، ويمتدّ غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاءً بالمرفق الّذي يقع بين ذراع الإنسان وعضده، قال تعالى:(وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ).
- أن يمسح رأسه: وذلك مرّةً واحدةً، ويعدّ مسح الرّأس واحدة من فرائض الوضوء، ويكون المسح من مقدّمة الرّأس إلى منتهاه، ومن السّنة أن يقوم المسلم بوضع يديه على مقدّمة رأسه ثمّ المرور بهما على الرّأس والشّعر إلى نهايته، ثمّ العودة إلى مكان ما بدأ. قال تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)
- أن يغسل القدمين مع الكعبين: وهذا فرض من فرائض الوضوء، وذلك لقوله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
- أن يوالي بين هذه الأركان، فيجب ألا يكون فاصل زمني بين الركن والآخر.
- أن يُرتب هذه الأركان كما جاءت في القرآن الكريم.
اقرأ أيضا: هل يشترط الوضوء للاحرام
سنن الوضوء
- استعمال السِّواكِ قبل الوضوء؛ وهو ما يشبه العُودَ، ويستعملُ لتنظيف الأسنان.
- التَّسمية قبل مباشرةِ الوضوء؛ -كقوله بسم الله أو بسم الله الرحمن الرحيم-.
- المَضمضةِ و الاستنشاق؛ وهما عند الغالبية مستحبَّانِ، وللمتوضّئِ أن يَفعلهُما على النَّحوِ الذي يُناسِبُه، وأقلُّهما إيصالُ الماءِ إلى الفمِ والأنفِ، كما يُسنّ فيهما أن يفعلهما ثلاثَ مراتٍ.
- تعميم الرَّأس بالماء أثناء مسحه؛ وذلك من مُقدمةِ الرَّأسِ إلى مؤخّرته، ثُمّ العودةُ باليديْن من مؤخّرة الرَّأسِ رجوعاً إلى مقدّمته، لِمن يناسبهُ فعلُ ذلك.
- مسح الأُذُنِ بعد مسح الرَّأس؛ فيُجدِّدُ لها المُتوضِئ ماءً غيرَ ما استعمله لمسحِ رأسه، ويحرصُ على إيصال الماءِ إلى ظاهرها وباطنها.
- التخليل بين الأصابع، وينطبقُ ذلك على أصابعِ اليدينِ أوالرجلينِ كما هو الحالُ في اللّحيةِ الكثيفة، فإنَّ صاحبها يُخلّلها بالماء دون تَكَلّفٍ.
- التثليث في أفعال الوضوء؛ ولا يَضُره أن يفعلها مرّةً وحدةً إذا ضاقَ به وقتُ الصّلاةِ أو خَشِيَ أن لا يكفيهِ الماءُ، أو خشي فواتَ صلاةِ الجماعة.
- التّيامُن؛ ومعناها تقديمُ اليدِ اليُمنى على اليسرى في أفعال الوضوء.
- التدليك؛ ويكونُ بمرورِ اليدِ على العضوِ بعدَ إصابةِ الماء.
- سنّة الدُّعاء بعد الوضوء، ويَكُونُ أشبَهَ بِتَشهّدِ الصّلاة.
اقرأ أيضا: أخطاء شائعة في الوضوء
مكروهات الوضوء
مكرُوهاتُ الوضوءِ؛ هي ما كانت ضدّ مستحباته وسننه، ونوجِزُ أهمها فيما يأتي:
- لَطمُ الوجهِ بالماء.
- الإسرافْ في صبِّ الماء، كما يكرَهُ التّقتيرُ فيه إلى درجةِ دَهنِ الأعضاءِ بالماء دون تحقُّقِ البلل.
- التكلم أثناءَ الوضوءِ بغير ذكر حتَّى لا ينشغل عن التركيزِ فيه إلى شيءٍ منَ الدُّنيا.
- الاستعانةِ بالغير بِلا ضرورة.
- الوضوءِ في موضعٍ نجسٍ.
- مَسحُ الرَّقبةِ بالماء.
- المبالغة في المَضمضةِ والاستنشاقِ للصائم.
- الوضوءِ بالماءِ شديدِ السُّخونةِ أو شديدِ البرودة.
- الوضوءِ في المسجد، ما لم يوجد مكانٌ مخصصٌ لذلك.
اقرأ أيضا: لماذا يجب الوضوء بعد اكل لحم الجمل
حكم غسل أعضاء الوضوء مرة مرة
من الواجب غسل الأعضاء مرة واحدة كفعل النبي -عليه السلام-، حيث ثبت أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم توضَّأ مرَّةً مرَّةً ثمَّ قال هذا وضوءُ الصَّلاةِ الَّتي لا يقبلُ اللهُ الصَّلاةَ إلَّا به ثمَّ توضَّأ مرَّتين مرَّتين ثمَّ قال هذا وضوءُ من توضَّأ ضعَّف اللهُ له الأجرَ ثمَّ توضَّأ ثلاثًا ثلاثًا ثمَّ قال هذا وضوئي ووضوءُ الأنبياءِ قبلي ووضوءُ إبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ عليه السَّلامُ من توضَّأ فقال أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه اللَّهمَّ اجعلني من التَّوَّابين واجعلني من المتطهِّرين فُتح له بها ثمانيةُ أبوابٍ من أبوابِ الجنَّةِ يدخلُ من أيِّها شاء. (( الراوي : عبدالله بن عمر وأنس بن مالك | المحدث : ابن عساكر | المصدر : معجم الشيوخ، الصفحة أو الرقم: 2/1048 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
اقرأ أيضا: أحاديث عن الوضوء وفضله