مشكلة التسرب المدرسي وعلاجھا
في كل عام يترك أكثر من مليون طفل المدارس حول العالم أي 7000 طالب كل يوم، وهو ما يجعلهم أكثر ميلاً للسير في طرق تؤدي إلى وظائف منخفضة الأجر وصحة سيئة واحتمال استمرار دائرة الفقر التي تخلق تحديات هائلة للأسر والأحياء والمجتمعات، لذا نقدم لك أسباب مشكلة التسرب المدرسي وعلاجھا فتابع القراءة.
مشكلة التسرب المدرسي وعلاجھا
بالنسبة لبعض الطلاب يعتبر التسرب المدرسي نتيجة لسنوات من العقبات المدرسية والعثراث والمنعطفات الخاطئة.
وبالنسبة لطلاب آخرين فإن قرار ترك المدرسة هو استجابة لضغوط الحياة المتضاربة والحاجة إلى المساعدة في إعالة أسرهم مالياً أو متطلبات رعاية الأشقاء أو الأطفال.
كما يتعلق التسرب المدرسي في بعض الاحيان بالملل وعدم رؤية أي صلة بين الحياة الدراسية والحياة الحقيقية.
بالإضافة إلى الطلاب الذين يشعرون بالانفصال عن أقرانهم وعن المعلمين وغيرهم من البالغين في المدرسة.
وأحياناً يتعلق الأمر بالمدارس والمجتمعات التي لديها موارد قليلة جداً لتلبية احتياجات الطلاب المعقدة والطلاب الأكثر ضعفاً.
هذه المشكلة لها عواقب وخيمة على الرغم من اختلاف أسبابها، ولكن لعلاج المشكلة يجب التعرف على الأسباب في المقام الأول.
اقرأ أيضاً: نظام التعلیم في الیابان ممیزاته وعیوبه
أسباب مشكلة التسرب المدرسي
عند البحث عن أسباب تسرب الطلاب من المدرسة؛ وجد الباحثون أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من العوامل هي كالتالي:
عوامل الطالب والأسرة
كرّس الباحثون اهتمامهم بهذه العوامل فهي أحد أكبر الأسباب المؤدية للتسرب المدرسي وهي تتمثل في كثير من المشاكل:
- الأقليات العرقية.
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض.
- الأداء المدرسي الضعيف.
- تدني احترام الذات والجنوح وتعاطي المخدرات.
- الأسر ذات الوالد الوحيد والتي تقوم بإخراج الطفل من المدرسة من أجل مساعدة الوالد ف الإعالة.
- الأسر الأقل مشاركة في العملية التعليمية.
عوامل المدرسة
مع ملاحظة الاختلافات في معدلات التسرب من المدارس فقد وجد الباحثون أن المدارس التي يكون للطلاب فيها فرص محدودة للنجاح لديها معدلات تسرب أعلى.
لذلك اعتبر الباحثون أن الافتقار إلى النجاح الأكاديمي أحد أقوى أسباب التسرب المدرسي المبكر من بين جميع الأسباب الأخرى.
فالطلاب الذين يحصلون في كثير من الأحيان على درجات منخفضة ويفشلون في المواد هم الأكثر عرضة للتسرب المدرسي بدلاً من الاستمرار في مواجهة الإحباط الناتج عن الفشل في تحقيق درجات جيدة.
كما أن فشل الطلاب في إيجاد علاقات اجتماعية إيجابية في المدارس وعدم وجود مناخ من الرعاية والدعم يرتبطان بشدة بزيادة معدلات التسرب.
بالإضافة إلى العلاقات بين المعلمين والطلاب وبين الطلاب وبعضهم البعض وقضايا القبول الاجتماعي داخل المدرسة.
العوامل الخارجية
تعتبر العوامل خارج المدرسة أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع نسب التسرب المدرسي.
كما يمكن أن تكون هذه العوامل نتيجة طبيعية لقوى اجتماعية أوسع أو نتيجة لسياسات تعليمية مقصودة.
من بين هذه العوامل هي دعم الالتحاق بالمدارس ودعم التعليم حتى التخرج، وهو ما يختلف من مجتمع إلى آخر.
هناك بعض المجتمعات التي ترى أن التعليم أمر أساسي لنهضة أي مجتمع وبالتالي يقوم الآباء بالحرص على إكمال تعليم أبنائهم.
ولكن هناك مجتمعات أخرى لا تعترف بأهمية التعليم وبالتالي لا تهتم بتعليم أبنائها وهو ما يسبب ارتفاع نسب التسرب المدرسي ويكون ذلك غالباً في المجتمعات الفقيرة.
علاج مشكلة التسرب المدرسي
إشراك أولياء الأمور
تنخفض مشاركة الوالدين في تعلم أبنائهم مع تقدم الطلاب في السن ويصبحون أكثر استقلالية ولكن مشاركة الوالدين المستمرة وتواصلهم المنتظم مع موظفي المدرسة والإلمام بجدول أطفالهم وتقدمهم هو أمر أساسي لنجاح الطلاب في المدرسة.
تنمية العلاقات
يمكن للمعلم أو الشخص البالغ أن يحدث فرقاً بين بقاء الطالب في المدرسة أو تركها.
لذلك يجب على المدارس أن تساعد الطلاب على إنشاء عائلة نوعاً ما داخل المدرسة مع أقرانهم ومعلميهم فهذا يساعد على نمو وازدهار الطلاب داخل المدرسة ودعم احتياجاتهم الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية.
اقرأ أيضاً: تطبیق معايیر الجودة فى التعلیم
الانتباه لمؤشرات التسرب المدرسي
من المهم التعاون بين المدارس وأولياء الأمور من أجل تطوير صورة واضحة عن المؤشرات التي قد تؤدي إلى التسرب المدرسي وتحديد علامات الإنذار المبكر وتحديد الحاجة إلى التدخل.
من بين هذه المؤشرات رسوب الطالب في المواد الدراسية أو التغيب لأكثر من 20% من أيام الدراسة بدون سبب مقبول.
وفقاً لهذه المؤشرات يقوم المعلمين والآباء بتنظيم برامج لحل هذه المشكلات قبل أن تؤدي إلى ترك الطفل للمدرسة في نهاية المطاف.