أسباب نزول سورة الغاشية
نزلتْ سورة الغاشية بعد سورة الذاريات، والغاشية اسم من أسماء يوم القيامة، فسورة الغاشية واحدة من السور التي تحمل اسم يوم القيامة مثل: سورة القارعة والواقعة وغيرها، وقد بدأت سورة الغاشية بأسلوب استفهام، قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، ويستعرض هذا المقال أسباب نزول سورة الغاشية.
أسباب نزول سورة الغاشية
يُمكن القول أن مقاصد سورة الغاشية تُعد أسبابًا للنزول: فمن يبحث في هذه السور، يوقن أنَّ أحدَ أسباب نزولها هو التعرف على أهوال يوم القيامة ومدى هولها على الكفار، ومدى العذاب الذي ينتظرهم، حيث قال تعالى مخاطبًا رسولَهُ -صلّى الله عليه وسلّم-: “هل أتاك حديثُ الغَاشية * وجوهٌ يومئذٍ خاشعة * عاملة ناصبة”.
من أسباب نزولها وصف النعيم الذي ينتظرُ المؤمنينَ الصَّالحينَ في الجنَّة، حيث قال تعالى: “وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ”.
كان من أسباب نزول قوله تعالى (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) أن المشركين شعروا بالعجب الشديد عندما سمعوا وصف الله للجنة فنزلت هذه الآية، حيث قال قتادة قال: (لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة، فأنزل الله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ})، وقد نزلت السورة حتى تبين قدرة الله تعالى ووحدانية وابداعه في خلق الكون والسماء والابل، والجبال.
قال صلى الله عليه وسلم: “أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فإذا قالوا: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ، وأَمْوالَهُمْ إلَّا بحَقِّها، وحِسابُهُمْ علَى اللهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {إنَّما أنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عليهم بمُصَيْطِرٍ}. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 21 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
هل سورة الغاشية مكية أم مدنية؟
تُعدُّ سورة الغاشية سورة من السور المكية التي تلقَّاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- منزلة من الوحي جبريل -عليه السَّلام- في مكة المكرمة، وهي من سور المفصل، يبلغ عدد آياتها ست وعشرين آية، وهي السورة الثامنة والثمانون حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين من القرآن الكريم.
سبب تسمية سورة الغاشية
سُمّيت سورة الغاشية بهذا الاسم بسبب ذكر كلمة الغاشية في الآية الاولى من السورة، حيث قال تعالى (هل أتاك حديث الغاشية) والغاشية هو أحد اسماء يوم القيامة.
وردت سورة الغاشية في كتب علماء السلف بأسماء مختلفة، فمنهم من سماها سورة الغاشية وهو اسمها المنتشر اليوم، ومنها من سمَّاها “هل أتاك حديث الغاشية”، وقد وردتْ بهذا الاسم في حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، وقيل إنَّ ابن عطية سمَّاها في تفسيره بسورة هل أتاك، وهذا الاختلاف يحصل في أغلب أسماء السور، وكلُّ هذه الأسماء تؤدي ذات المعنى وتوصل ذات الغرض.
فضل سورة الغاشية
تعتبر قراءة سورة الغاشية ذات فضل كبير، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرَأُ يومَ الجمعةِ في الجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] و{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] فإذا اجتمَع العيدُ والجمعةُ في يومٍ واحدٍ قرَأ بهما جميعًا في الجمعةِ والعيدِ. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2822 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرَأُ في العيدينِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] و{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1]. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2821 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
سـأل الضَّحَّاكُ بنَ قيسٍ النُّعمانَ بنَ بشيرٍ: ماذا كان يقرَأُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ الجمعةِ على إثرِ سورةِ الجمعةِ ؟ فقال: كان يقرَأُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بـ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1]. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2807 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
روى عن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: “من قرأ هذه السورة حاسبه اللّه حسابا يسيرا ، ومن قرأها على مولود بشر أو غيره صارخ أو شارد ، سكّنته وهدّأته”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 316 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
وهناك بعض الأحاديث الموضوعة في فضل هذه السورة مثل ما ورد عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا علي مَنْ قرأها كَتَب الله له بعدد آيات القرآن حسنات، وله بكلّ آية قرأها بيتٌ من الزعفران في وسط الجنَّة)، وقال الإمام الصادق عن سورة الغاشية أنها تساعد من يقرأها على تسكين الآلام، كما أنها من السور التي تزيد الرزق.
اقرأ أيضًا:
المصادر: