أسباب نزول سورة ق
سورة ق من السور التي تتحدث عن الخلق والبعث والنّشور ويوم الحساب، كما تتحدث عن الثّواب والعقاب، وفيها آيات للتّرغيب والتّرهيب، وهي أول المُفصَّل في القرآن الكريم، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة ق.
أسباب نزول سورة ق
“وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ”
أتت اليهودَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسألته عن خلقِ السَّماواتِ والأرضِ فقال : خلق اللهُ الأرضَ يومَ الأحدِ والإثنين ، وخلق الجبالَ يومَ الثُّلاثاءِ وما فيهنَّ من منافعَ ، وخلق يومَ الأربعاءِ الشَّجرَ والماءَ والمدائنَ والعمرانَ والخرابَ ، فهذه أربعةٌ ، [ ثمَّ ] قال : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) } لمن سأل. قال : وخلق يومَ الخميسِ السَّماءَ ، وخلق يومَ الجمعةِ النُّجومَ والشَّمسَ والقمرَ والملائكةَ ، إلى ثلاثِ ساعاتٍ بقيت منه ، فخلق في أوَّلِ ساعةٍ من هذه الثَّلاثِ السَّاعاتِ الآجالَ من يحيا ومن يموتُ ، وفي الثَّانيةِ ألقَى الآفةَ على كلِّ شيءٍ ممَّا ينتفعُ به النَّاسُ ، وفي الثَّالثةِ آدمَ وأسكنه الجنَّةَ ، وأمر إبليسَ بالسُّجودِ له وأخرجه منها في آخرِ ساعةٍ.
ثمَّ قالت اليهودُ : ثمَّ ماذا يا محمَّدُ ؟ قال : ثمَّ استوَى على العرشِ ، قالوا : قد أصبتَ لو أتممتَ ، قالوا : ثمَّ استراح ، فغضِب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غضبًا شديدًا ، فنزل : “وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ”. (( الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تاريخ الطبري، الصفحة أو الرقم: 1/22 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
هل سورة ق مكية أم مدنية؟
سورة ق من سور القرآن الكريم المكيّة التي نزلتْ على الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل الهجرة، باستثناء الآية الثامنة والثلاثين وهي آية مدنيّة، ويبلغ عدد آيات سورة ق خمسٌ وأربعون آية، أمّا ترتيبها في القرآن الكريم فهو خمسون، وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب النزول، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثُ مئةٍ وثلاثٌ وسبعون، وتقع في الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، حيث نزلت بعد سورة المرسلات، وقبل سورة البلد، وقد بدأت هذه السورة بأسلوب القسم في قوله تعالى: “ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ”.
سبب تسمية سورة ق
سورة ق مثلها مثل باقي سور القرآن الكريم التي لم يرد حديث في تسميتها، وإنّما سُمّيت باجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم- لتمييزها عن غيرها، وكما جرت العادة فإنّ سورة ق سميت بهذا الاسم لأنّها ابتدأت بالحرف الهجائي ق، في قوله تعالى: “ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ”، وينطبق هذا على العديد من سور القرآن الكريم مثل: سورة ص، “ألم”، وحم”، و”ن”، وبدأت السورة بأسلوب القسم، حيث أقسم الله تعالى بالقرآن الكريم، وقد رجّح الفقهاء أنّ هذه الحروف الهجائية تُبين إعجاز القرآن الكريم، وأنّه مكون من هذه الحروف المتقطعة، ورغم هذا عجز الناس عن الإتيان بمثله.
فضل سورة ق
ذُكر فضل سورة ق في العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة، ومن فضلِها أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يُردّدها في صلاته ويُكثر من قراءتها في صلاة الفجر، حتى أن بعض الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- قد حفظوها من ترديد الرسول -عليه الصلاة والسلام- لها.
وقد ورد في رواية عن أمِّ هشام بنت حارثة بن النعمان -رضي الله عنها- أنَها قالت: “مَا حفِظْتُ “ق” إِلاَّ منْ فِيّ رسُول اللَّه -عليه الصّلاة والسّلام- يَخْطُبُ بِهَا كُل جمعة، قَالَتْ وَكَانَ تنورُنَا وتنورُ رسُول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وَاحِدًا”. (( الراوي : ابنة حارثة بن النعمان | المحدث : الذهبي | المصدر : ميزان الاعتدال، الصفحة أو الرقم: 2/491 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الله بن محمد بن معن وثق وفيه جهالة ))
كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُرددها في عيد الفطر وعيد الأضحى، فقد روي أن عمرَ بنَ الخطَّاب سأل أبا واقد اللَّيثي: ما كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقرَأُ في الفطرِ والأضحى؟ قال: “كان النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقرَأُ “ق” وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ” و “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ”. (( الراوي : أبو واقد الليثي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2820 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
أتي بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمَهُ المدينَةَ فعَجِبَ فقيلَ لهُ : هذا غلام من بنِي النجارِ, قد قرأ مما أنْزَلَ اللهُ عليكَ بضعَ عشرةَ سورة, فاستقرأنِي فقرأتُ قَ فقال لي : تعلّمْ لي كتابَ يهودٍ, فإني ما آمن يهود على كتابِي فتعلّمْتهُ في نصْفِ شهرٍ حتى كتبتُ له إلى يهودٍ, وأقرأ لهُ إذا كتبوا إليهِ. (( الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تغليق التعليق، الصفحة أو الرقم: 5/306 | خلاصة حكم المحدث : روي من طرق ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: