أسباب نزول سورة القصص
سورة القصص هي من السور المثاني، ويبلغ عدد آياتِها 88 آية، وترتيبها الثامنة والعشرون في المصحف الشريف، فهي في الجزء العشرين والحزب التاسع والثلاثين والحزب الأربعين، ويقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة القصص.
أسباب نزول سورة القصص
“إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”
عن أبي سعيد بن المسيب، قال: “لمَّا حضرتْ أبا طالبٍ الوفاةُ، جاءَهُ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فوجد عندَهُ أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- : يا عمّ، قل لا إله إلا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله سبحانه وتعالى، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملَّةِ عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يعرضها عليه ويعاودانهِ بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملَّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “والله لأستغفرنَّ لك ما لم أنه عنك”، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”. (( الراوي : المسيب بن حزن | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 24 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعمِّهِ: “قلْ لا إله إلا الله أشهد لكَ بها يومَ القيامةِ، قالَ: لولا أنْ تعيِّرنِي قريشُ -يقولونُ: إنَّه حملَهُ على ذلك الجزعُ- لأقرَرْتُ بها عينكَ، فأنزل الله تعالى: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3188 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ”
عن ابن عباس أنَّ أربعينَ مِن أصحابِ النَّجَاشيِّ قدِموا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فشهِدوا معه أُحُدًا وكانت فيهم جِراحاتٌ ولَمْ يُقتَلْ منهم أَحَدٌ فلمَّا رأَوْا ما بالمُؤمِنينَ مِن الحاجةِ قالوا يا رسولَ اللهِ إنَّا أهلُ مَيسرةٍ فأْذَنْ لنا نجيءُ بأموالِنا نُواسي بها المُسلِمينَ فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ فيهم “الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط الصفحة أو الرقم: 7/336 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن جعفر إلا يعقوب القمي تفرد به علي بن ثابت ))
“وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا”
نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف، وذلك أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- : إنا لنعلم أن الذي تقول حق، لكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا من أرضنا لإجماعهم على خلافنا، ولا طاقة لنا بهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
“أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ“
عن ابنِ عباسٍ في قوله أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ قال حمزةُ بنُ عبدِ المطلبِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قال أبو جهلِ بنُ هشامٍ وشيبةُ بنُ ربيعةَ. (( الراوي : مقسم مولى ابن عباس | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء، الصفحة أو الرقم: 8/288 | خلاصة حكم المحدث : غير محفوظ ))
“وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ“
قال أهل التفسير: نزلت جوابا للوليد بن المغيرة، حين قال فيما أخبر الله تعالى عنه : “وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم” أخبر الله تعالى أنه لا يبعث الرسل باختيارهم.
هل سورة القصص مكية أم مدنية؟
تشبهُ سورة القصص في أماكن نزولِ آياتِها الكثيرَ من السور القرآنية، فهي سورة مكية، نزلتْ على رسول الله في مكة المكرمة، باستثناء الآيتين “52 -85” فهما آيتان مدنيتان، نزلتا على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، وقد نزلتْ هذه السورة بعد سورة النمل مباشرة.
سبب تسمية سورة القصص
سمّيت سورة القصص -بفتحِ القاف- بهذا الاسم لأنّها قصّتِ الكثير من قصص الأنبياء، ولورودِ لفظة القصص في آياتِها، حيث قال تعالى: “وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”، والقصُّ لغة هو اتباع الأثر حتى نهايته، وقال تعالى: “فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.
فضل سورة القصص
اقرأ أيضًا:
المصادر: