ماهو العنبر
غالبا ما يتم وصف العنبر كأحد أغرب الظواهر الطبيعية على كوكبنا، وهو عبارة عن مادة يتم إنتاجه من حيتان العنبر، وقد إستخدم من الإنسان لعدة قرون، لكن أصله ظل لغزا لسنوات عديدة، للمزيد تعرف على ماهو العنبر ومصدره، ومراحل تطوره.
ماهو العنبر
العنبر مادة صلبة شمعية منشؤها أمعاء حوت العنبر، يتم العثور عليها على سواحل محيطات العالم، وبعد إنتاجه من العنبر يتعرض لعوامل طبيعية تأثر على جودته ولونه، وتضيف له رائحة مميزة، وفي الأخير فإنه مادة يتم إستخدامه في عدة مجالات مثل صناعة الأدوية والعطور.
كان العنبر ظاهرة فريدة منذ آلاف السنين، ويرجع تاريخ هذه المادة إلى أكثر من 1.7 مليون سنة، ومن المحتمل أن البشر بدأ في إستخدام مادة العنبر قبل حوالي 1000 سنة من الأن، وقد أطلق عليه العديد من الأسماء عبر التاريخ، مثل كنز البحر والذهب العائم.
لسنوات كان الغموض يحوم حول أصل هذه المادة، ومن أين تأتي، وتم خلالها إقتراح العديد من النظريات، بما في ذلك أنها فضلات الطيور، وظل الأمر كذلك حتى القرن التاسع عشر عندما بدأ صيد حيتان العنبر على نطاق واسع، ليعرف العالم أخيرا مصدر العنبر.
حيتان العنبر تأكل كميات كبيرة من رأسيات الأرجل مثل الحبار، وفي معظم الحالات يتم تقيؤ العناصر المهضومة من فرائسها، وهذا القيء الذي يخرج من جوفه هو العنبر، وهناك عدة أنواع من العنبر، كل واحدة تتميز بجودة أعلى من الأخرى.
انواع العنبر وتشكلها
العنبر يكون بالعديد من الألوان والأشكال، وهذا الإختلاف يجعل من الصعب نوعا ما على العاملين في مجال جمع العنبر التعرف عليه أثناء البحث، ففي الغالب يكون شكله أشبه بالحجارة أو الطين الجاف، والإختلاف يكون أيضا في الأحجام، وقد كانت أكبر قطعة يتم العثور عليها بوزن 635 كجم.
يتم إستخدام العنبر في العديد من المجالات، لكن أهمها يكمن في إستخدامه لصناعة العطور، بفضل الرائحة القوية التي يتمتع بها، وعلى مدى سنوات، تم تصنيف العنبر طبقا للون، أجودها يكون باللون الأبيض النقي، أما أقلها جودة فهو الذي يأتي باللون الأسود.
الذي يميز العنبر ذو اللون الأبيض هي الكمية الكبيرة من الأمبرين، وهي كحول عديمة الرائحة تعد المكون الرئيسي للعنبر، وفي العنبر الأسود تتواجد كمية أقل منه، وفي العادة يتم إستخدام الأمبرين في صناعة العطور، وهذا التغيير في اللوان عائد لعدة عوامل.
مراحل تطور العنبر
بعد تقيء العنبر من الحوت، يمكن أن يظل العنبر سنوات طافي على المحيط قبل العثور عليه، وبعد ذلك يتم إستخراجه وإستخدامه في العديد من المجالات غير العطور، فقد كان العرب قديما يستخدمونه في البخور ولعلاج بعض الأمراض، بما في ذلك أمراض الدماغ والقلب.
يعتقد أن العنبر يتغير لونه مع الأكسدة، والذي يحدث عند تعرض العنبر للهواء والبحر لفترات طويلة من الزمن، وبين اللون الأبيض والأسود، تتراوح ألوان العنبر من الرمادي إلى البني، والأفضل دائما بينها يكون ذو اللون المائل إلى البياض.
هل العنبر يشكل خطرا على الحيتان
الطلب المتواصل على العنبر وعلى الزيت العنبري تجعل حيتان العنبر عرضة للصيد المتكرر للحصول على هذه المنتجات الطبيعية القيمة، وبالرغم من أنها أصبحت الأن محمية في جميع أنحاء العالم أكثر من أي وقت أخر، إلا أنها لا تزال معرضة للخطر، وهناك ضغوط مستمرة للسماح بصيد هذه الحيتان.
القوانين التي تنظم جمع وبيع العنبر تختلف في جميع أنحاء العالم، في بعض البلدان، يُحظر إستخدام العنبر وجميع المنتجات الأخرى المشتقة من الحيتان مثل الزيت العنبري، ولكن في أماكن أخرى تعتبر تجارة العنبر من الأمور القانونية أو الرمادية، أي أنها تتساهل في بعض الحالات.
في أوروبا، يحمي القانون جميع الأنواع الحية من الحيتان والدلافين، ومع ذلك، فإن إتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالإنقراض، تعتبر العنبر منتجًا لا يعرض حيتان العنبر للخطر لكونه من النفايات التي تحدث بشكل طبيعي، ما يجعل من القانوني جمعه من الشاطئ أو البحر.